تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حوار حول سورة براءة التي يستند إليها التطرف الإسلامي بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/14/2005 9:03 ص

أبو بكر القاضي - حوار حول سورة براءة التي يستند إليها التطرف الإسلامي
قناعتي الشخصية هي أنه لو لم تنزل آية واحدة في القرآن تسمح أو تحض على قتال غير المسلمين لأوجد علماء السلطان المبررات الدينية لحرب مقدسة ضد غير المسلمين إذ اقتضت مصلحة السلطة الزمنية محاربة غير المسلمين فعلماء السلطان هم الآلة الإعلامية للحرب عبر تاريخ الدولة الإسلامية وأدلل على ذلك بمثال من المسيحية وآخر من الاسلام وذلك على النحو التالى: 1- الدين المسيحي يقوم على التسامح والتعامل فيه يقوم على النص المقدس «من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر كذلك», وعلى النصوص التي تقول «باركوا أعداءكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم» وبالرغم من هذه النصوص الانجيلية الصريحة في التسامح قامت الحروب الصليبية باسم الكتاب المقدس وتم طرد المسلمين من الأندلس باسم الكتاب المقدس الذي لم يتضمن «آية سيف», 2- على الرغم من النصوص القرآنية والأحاديث التي تحرم بتاتا حمل السيف ضد المسلم ووصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم رحماء بينهم «محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم» والأحاديث المستفيضة التي تنص على حرمة المسلم وماله وعرضه وان دم المسلم وحرمة جسده أعظم عند الله من نقض أستار الكعبة وبالرغم من ان من «قتلها كأنما قتل الناس جميعا» فقد حمل الصحابة عليهم الرضوان جميعا «السيف» ضد بعضهم البعض في الفتنة الكبرى من أجل «السلطة» رغم الوعيد المغلظ ضد المسلم الذي يحمل السيف ضد أخيه المسلم إذن لو لم يكن في الاسلام آية سيف لصنعها علماء السلطان, أسوق هذه المقدمة وفي ذهني تجربتي الأولى في بريطانيا حيث قررت السلطات البريطانية ترحيل المسلمين أئمة وعلماء منهم المشهور أبوقتادة «الأردني الأصل» بحجة أنهم يشكلون خطرا على الأمن القومي البريطاني رغم أنهم يحملون جوازات سفر بريطانية حصلوا عليها في الغالب عن طريق اللجوء فقد كانت بريطانيا من أكثر الدول احتراما لحقوق الانسان وأكثر أريحية في منح حق اللجوء للأشخاص الذين يواجهون باضطهاد سياسي وفكري في أوطانهم وقد أقدمت بريطانيا العظمى على هذه الخطوة بعد التفجيرات المتكررة في السابع والواحد وعشرين من يوليو بمترو الأنفاق والحافلات حيث تبين ان وراء هذه التفجيرات الارهابية عقلية اسلامية تبرر قتل المدنيين تحت مفهوم البراء والولاء, التجربة الثانية التي في ذهني هي حوادث العنف في السودان التي صاحبت أنباء مقتل الشهيد د,جون قرنق وما صحب ذلك من نكسة كبيرة في بنيان النسيج الاجتماعي السوداني في العلاقة بين أبناء شمال السودان بأبناء جنوب السودان ويكفي ان نعلم أنه نتيجة لهذا الخلل في النسيج الاجتماعي ان أصبحت مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان خالية من أبناء الشمال المسلمين المستعربين حيث قام الجنوبيون بحرق متاجر الشماليين ونتج عن ذلك جلاء العرب التجار من جوبا!! معلوم ان هدف الحركة الشعبية المعلن هو جلاء الجيش الحكومي المركزي من جوبا وقد أعلنت الحركة أنها قررت صرف النظر عن مدينة رمبيك كعاصمة واتخاذ مدينة جوبا كعاصمة لهدف أساسي معلن هو حتى تتمكن حكومة جنوب السودان من الضغط على الحكومة المركزية لسحب جيشها «الاستعماري» من مدينة جوبا لقد استخدمت النخبة النيلية آيات سورة التوبة في البراء والولاء في حربها ضد الجنوبيين خلال فترة الواحد وعشرين سنة الأخيرة كما استخدمت ذات الآيات في زمن السلم وبعد توقيع اتفاقية السلام وأداء د, جون قرنق اليمين الدستورية نائبا أول لرئيس الجمهورية وذلك حين أصدرت مجموعة من العلماء وأئمة المساجد فتوى بتكفير من ينضم للحركة الشعبية أو يتعامل معها بايجار منزل أو مكتب, ما أريد اثباته هنا هو ان سورة «براءة» «آية السيف» لم تنسخ أيات الإسماح, نسخ إلغاء وإبطال وإنما نسخ تخصيص واستثناء, وبالتالي فإن آيات الإسماح كلها محكمة وواجبة الاتباع دينا وان تطبيق الاستثناء في غير زمانه ومكانه وموضعه الشرعي هو تطبيق خاطئ وإساءة للفكر الاسلامي المستنير ونحن اذ نقوم بذلك إنما نهدف إلى تجريد الارهاب من مشروعيته الدينية كما نهدف إلى محاورة مشروع التكفير والتطرف بالتي هي أحسن انطلاقا من قناعتنا ومنهجنا الوسطى العقلاني, آية السيف لم تنسخ آيات الاسماح تبدأ سورة براءة بقوله تعالى «براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين» وآية السيف هي الآية الخامسة من سورية التوبة المعروفة بسورة براءة هي قوله تعالى «فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم» صدق الله العظيم, في شرح آية براءة ورد بكتاب «الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم تأليف أبي جعفر النحاس ص160» للعلماء في هذه الآية سبعة أقوال اكتفي بالقول الأول للاسترشاد, منها ما حدثنا عليل بن أحمد قال حدثنا محمد بن هشام قال أنبأنا عاصم بن سليمان عن جوبير عن الضحاك عن ابن عباس قال «كان لقوم عهود فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يؤجلهم أربعة أشهر يسيحون فيها ولا عهد لهم بعدها وأبطل ما بعدها, وكان قوم لا عهود لهم فأجلهم خمسين يوما عشرين من ذي الحجة والمحرم كله فذلك قوله تعالى «فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم» معلوم ان سورة التوبة/ براءة هي آخر سورة نزلت في المدينة وبالتالي لم تجد المساحة الزمنية للشرح والتبيان من النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك يجب ان يتحاور المسلمون حولها بأخلاق المسلمين وأدب الاختلاف ويكفي ان للعلماء فى الآية الأولى «براءة» سبعة أقوال, ويقول العلامة النحاس في المرجع المشار إليه في شرح قوله تعالى «فإذا انسلخ الأشهر الحرم فقاتلوا المشركين حيث وجدتموهم» للعلماء ثلاثة أقوال فمنهم من قال هي منسوخة وقال «لا يحل قتل أسير صبرا وإنما يمن عليه يفادي» وقالوا الناسخ لها قوله تعالى «فإما منا بعد وإما فداء» «محمد 4» فمن قال هذا الحسن رواه عنه أشعب إنه كان يكره قتل الأسير صبرا وقال «فإما منا بعد وإما فداء» قال أبوجعفر فهذا قول ومن العلماء من قال لا يجوز في الأسارى من المشركين إلا القتل ولا يجوز ان يؤخذ منهم فداء ولا يمن عليهم وجعلوا قوله «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم» ناسخا لقوله «فإما منا بعد وإما فداء» فإما السيف والقتل وإما الاسلام والقول الثالث أن الآيتين جميعا محكمتان هو قول زيد وهو قول صحيح لأن احداهما لا تنفي الأخرى قال «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم» أي خذوهم أسرى للقتل أو المن والفداء فيكون الإمام ينظر في أمور الاسارى على ما فيه من الصلاح من القتل أوالمن أو الفداء», ونعود إلى اثبات فرضيتنا وهي ان آية السيف لم تنسخ آيات الاسماح نسخ ابطال والغاء أبدي وإنما هو نسخ تخصيص واستثناء وتأييدا لقولنا هذا نذهب إلى كتيب العلامة محمد صالح العثيمين صغير الحجم عظيم النفع «الأصول من علم الأصول» حيث يقول تحت عنوان شروط النسخ يشترط فيما يمكن نسخه شروط منها: 1- تعذر الجمع بين الدليلين فإن أمكن الجمع فلا نسخ لإمكان العمل بكل منهما ويقول العثيمين تحت عنوان ما يمتنع نسخه: 1- الاخبار بأن النسخ محل الحكم ولأن نسخ أحد الخبرين يستلزم ان يكون أحدهما كاذبا والكذب مستحيل في أخبار الله ورسوله, 2- الأحكام التي تكون مصلحة في كل زمان ومكان كالتوحيد وأصول الإيمان وأصول العبادات ومكارم الأخلاق من الصدق والعفاف والكرم والشجاعة, استخلص من هذه الخلفية النتائج التالية: 1- ان آيات الاسماح والتسامح الواردة في القرآن والتي سنورد بعضها هنا هي آيات غير قابلة للنسخ لأنها وردت في سياق أخبار من المولى عز وجل تتعلق بالثواب والعقاب وقبول الأعمال لأنها ليست احكاما سلطانية ثم لأن قيم التسامح من ارفع القيم الاخلاقية وهي قيم لا تقبل النسخ والالغاء والتعطيل الابدي والآيات هي: 1- «ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم» (البقرة 62), 2- «ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (المائدة 69), 3- «ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة» (الحج 17), لقد وفق العلماء المستنيرون بين هذه الآيات وقوله تعالى «ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» وقالوا انها لا تتعارض مع الآيات الثلاث المذكورة اعلاه استنادا الى آيات التوحيد التي تقول: «قولوا آمنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم, لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون», وهذه الآية جاءت سابقة وممهدة لآية «ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه», فالانبياء كلهم مسلمون فلا نسخ اذن, 2- ان الآيات التي تقول «فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر» و«لا اكراه في الدين» و«وان جنحوا للسلم فاجنح لها» هذه آيات الفضيلة في القرآن وهي غير قابلة للنسخ ولم تنسخ وهي التي نتطلع لان تستند اليه في تربية اطفالنا على التسامح واقامة مشروع نهضوي انساني يقوم على التسامح وقبول الآخر,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved