تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الألغام التي يضعها راعى السلام الامريكى بقلم آدم خاطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/12/2005 5:58 ص

الألغام التي يضعها راعى السلام الامريكى
الجمعة 12/8/2005 م آدم خاطر
قدر البلاد وإنسانها أن تعيش الحروب والقتال والدمار في أطراف عزيزة منها منذ فجر استقلالنا الأول بأسباب لا يختلف عليها اثنان ، بل قدرها أن تكابد أضعاف مرارات الحروب وتبعاتها المثقلة لتحقق السلام والاستقرار والأمن لمواطنيها ، هذا أمر نقبله ونفهمه في سياق الانعتاق والتحرر من سطوة الاجنبى وطموحاته المتجددة ، ولكن أن تستمر أجندة الخارج وأجنحة السلام ترفرف بواسطة حملات أعداء السلام الكثر من داعمى الحرب من الانتهازيين لتدور البلاد في فلك مخططاتهم وهيمنتهم بتنوع الحروب المصطعنة والممولة خارجيا وهي أس البلوى التي أقعدت مسيرتنا عن الانطلاق ،ذلك ما يفرض على كل مواطن غيور وحادب على مصالح أمته أن يعمل جهده ووسعه ضد اى محاولة تريد لنا العدول عن خط السلام ومنهاجه الذي ارتضاه الناس وساروا على هديه فكانت نتائجه اتفاقية السلام الشاملة من نيروبي مطلع هذا العام بين الحكومة والحركة الشعبية ، تلاها اتفاق القاهرة الاطارى في يونيو الماضي وما ترتب عليه في أن يلحق التجمع الوطني الديمقراطي بهذه المسيرة فيمنحها قوة دفع أخرى كبيرة ، بل كان ذلك حافزا لان تتسارع خطى الحل السلمي في مسار ابوجا الذي أنجز اتفاق المبادىء وكاد أن يصله باتفاق آخر خلال أغسطس الجاري لولا الاعاذير الواهية والحجج المردودة لخوالف السلام التي أبدتها حركة تحرير دارفور بانشغالها بعقد مؤتمرها ومناقشة همومها وخلافاتها الداخلية وانشطاراتها المتلاحقة وتعدد واجهاتها والسنتها ، ليصبح هم الحركة وشخوصها ونزواتهم مقدم على هموم وقضايا المواطن في دارفور، الذي ظل يكابد ويعانى الويلات جراء الحريق الذي أشعلته هذه الحركة بتمردها وما نتج عنه من مرارات وأحقاد وفتن . هكذا يتخندق أعداء السلام وتجار الحروب وسماسرتها في بلادنا و إقليمنا لإعاقة خطى السلام بوضع المتاريس الواحد تلو الآخر ما إن عبرنا واحدا منها إلا وصممت عقبة أخرى تأخذ الجهد والوقت والمال لتعطيل قطار السلام من أن يبلغ محطته النهائية فترتاح البلاد من رهق الحروب وخرابها . والشاهد أن مسيرة السلام واجهت العديد من المخاطر والرياح العاتية وهى تعبر إلى هذه المحطات ولكنها استطاعت بتوفيق الله وعزيمة قادة تياره وصدق نواياهم من أن تجتاز كل هذه المتاريس بمعجزة وخوارق من لطف الله لا من صناعة البشر ، لنرى هذا الذي تحقق ، بل اعترض سيرها من الامتحانات والاختبارات ما كان كفيلا بالقضاء عليها جملة ، وآخرها لأيام مصرع زعيم الحركة الشعبية النائب الأول لرئيس الجمهورية الفقيد د . قرنق بسهمه الأصيل في صناعة السلام وتغلغل اراداته قوميا ، ولكن ذات الإرادة التي صنعت السلام وجسدته واقعا معاشا وما تزال تعمل لأجله و تزود عنه وتحرسه استطاعت أن تنتصر لمعسكر السلام ومبادئه الراسية ومنهاجه الذي ثبت على قوائم متينة ، مكنتها لان تجتاز محنة فقد شريك السلام على مراراتها وقوة صدمتها والتي كادت أن تدخل البلاد في حرب دينية أهلية عرقية لا يعلم مداها غير الله، وليس بمقدور احدنا التكهن بمآلاتها مقارنة لما شهدنا من نتائج أحداث يومين فقط أعقبت رحيل القائد قرنق .
نسوق ذلك والبلاد تعيش أياما عصيبة من تاريخها ولكنها بلاشك سيكون لها مردودها في إعلاء الروح الوطنية و تقوية الصف الداخلي وتماسكه من واقع سفرنا القومي لحظة الابتلاءات وكيفية اجتيازها بالإفادة من عظاتها ودروسها . كان من الطبيعي خلال هذه الظروف المشحونة بالفاجعة وانفتاح التكهنات على مصراعيها عن مستقبل السلام وأوضاع الاتفاق وما ستشهده الأيام القادمة أن يتضاعف جهد الدول الداعمة والراعية للسلام في بلادنا ، كان مأمولا أن تسابق في تضميد الجراح الغائرة بتأكيد صدق نواياها تجاهه وتثبيت أطرافه على مبادئه وحثهم التزام خطاه واستكمال مستحقاته ، بل كان حريا بشركاء السلام وأصدقاؤه أن يكونوا أكثر حيادا ومسئولية لتخفيف المصاب والفقد لا التشكيك وبذر الأحقاد والفتن . لكن الراعي الامريكى على عظم ما قدمت أمريكا باتجاه السلام من دعم ورعاية وضغوط لتحسين أجوائه وفق رؤيتها ومصالحها ، كانت على الدوام الأكثر تشويشا ومراوغة وإرباكا بما ترسله من إشارات خاطئه في أوقات لا تقبل مثل هذه التقاطعات بمثل ما أرسلت إبان مراحل التفاوض والحوار . أمريكا قالت على لسان الممثل الخاص لوزارة خارجيتها لدى السودان روجر وينتر وجثمان فقيد السلام لم يمضى على ستره سوى سويعات قال ( انه ليس قلقا من أن لدى كير ميولا انفصالية اكبر من قرنق لان كير يمثل وجهة نظر الغالبية في الجنوب ، وان حوالي 96% من الجنوبيين لا يدعمون الوحدة ) هكذا ظلت أمريكا عصا دون جزرة على بلادنا وسلامها الذي سطرته الايدى السودانية بإرادتها مهما عظم الأعداء من كيانها وبالغوا في وزن أفعالها باتجاهنا . في هذا التوقيت يقطع المسئول الامريكى بان كير انفصالي لا محالة وهو لم يؤدى اليمين الدستورية ولم يتسلم مهام عمله كنائب أول لرئيس الجمهورية وخليفة لقرنق على زعامة الحركة الشعبية ورئاسة حكومة الجنوب ، ويردف قوله بنتائج لاستفتاء استباقي والمرحلة الانتقالية لم تبدأ ، و لا ندرى متى و أين اجري هذا الاستفتاء وبواسطة من ولمصلحة من ، ومن الذي كلفه لاستطلاع آراء أهل الجنوب ؟ وهل هذا يندرج تحت مهمته كمبعوث ؟ ، وما الذي تريده أمريكا من وراء هذا القول المتعجل بهذه اليقينيات هل هي تنصر زعيم الانفصال بظنها أم أنها تبكى وحدوية قرنق وتندب حظ أهل السودان بفقده نيابة عنهم ، هل هي حريصة بقولها هذا وفى هذا الأثناء على الوحدة أم الانفصال؟ وما الحاجة لهكذا تصريح أصلا إن لم تكن وراءه دوافع ومقاصد !
مثل هذه الأقوال القنابل لابد وان تقرأ في سياقها وبما يرتبط بها من وقائع وأحداث والمغازى التي ترمى إليها ، وهى ذات علاقة بتقرير لجنة خبراء ابيى الذي صدر لأيام خلت و التي يرأسها رجل المخابرات الأمريكية وسفير أمريكا الأسبق بالخرطوم بترسون ، ذلكم التقرير الذي أوجد حالة من الإحباط والضجر وسط أبناء قبائل المنطقة لكونه جاء مصادما لمقاصد السلام وروحه ومضيعا لحقوق فاقت القرن زمانا ،الأمر الذي جعل الحكومة ترفضه ابتداءا . لنقارن ذلك بجملة الرسائل الأمريكية بدءا من زيارة رايس لتهنئة قرنق وتعزية بوش لربيكا واتصاله بالبشير للاطمئنان على تنفيذ الاتفاق وإشادة الإدارة الاميريكية بالحكمة التي عالجت بها الحكومة والحركة تداعيات وفاة قرنق ، لنأتي ونتحسس بواعث هذه التصريحات لروجر على هذا النحو ، لنقول بان تعليق وزير الدولة بالخارجية السودانية السيد نجيب الخير في الرد عليه كان مخففا ومتسامحا للغاية ولا يتناسب وعظم الإشارات المدمرة والشحنات والألغام التي هدفت لتفخيخ أرضية السلام من وحى ما تضمنه حديث المسئول الامريكى من رسائل تستبطن الكثير من الشرور وتدلل على سوء نيته وحنقه . بل كان موفقا أن جاء الرد على لسان زعيم الحركة الشعبية الجديد عقب تسلمه مهامه رسميا أثناء خطاب التنصيب بتأكيده على وحدة البلاد وأردف ذلك بتصريحات للإذاعة السودانية ينفى فيها عن نفسه ( أن تكون لديه اى توجهات انفصالية وانه من دعاة الوحدة مجددا حرصه لانفاذ اتفاقية السلام وانه سيعمل لتوحيد الوجدان الوطني ويسعى لتحقيق التنمية ليس للجنوب فحسب بل في كل السودان ) . بل كرر القائد سلفاكير تمسكه بالمبادىء التي أرساها قرنق وأكد جديته في النهوض بها والعمل لتجسيدها مع رفقائه وشركائه . ولكن أمريكا لا تترك مسيرة السلام تمضى وفق ما ضمنه الاتفاق دون أن تضع في طريقها الصخور والمصاعب ليهتز بريقها وتخبو جذوتها بالتشكيك والتشويش والنيل المباشر بالتحريض والإثارة وافتعال الأزمات وتعجل النتائج عن عمد وبأهداف دقيقة وعلى ظلمها ومكايدتها لقطار السلام وقادته تظل راعية السلام ! .
ليس جديدا على الإدارة الأمريكية ومسئوليها أن تنهج هذا النهج ازاء قضية السلام في بلادنا ، وليس مستغربا أن تكون متعددة الألسن والمواقف باتجاهه فتغير جلدها حسبما تقتضيه الحال ومصالحها وشواهدنا كثر ، ولا يظنن احد أن أمريكا حريصة على سلامنا ووحدة بلادنا مهما أظهرت من بوادر ظرفية عارضة أملتها بعض الضرورات ، بقدر ما هي ترجح كفة مطامحها وتحصنها بمثل هذه المواقف وصلا لتاريخ وسجال طويل معها ، فهي لتمزيق البلاد اقرب ولتفتيت ستار الوحدة أميل ولاثارت النعرات والأحقاد احرص ما تكون وللاصطياد في المياه الآسنة أكثر تفننا واقتدارا ، فالسلام ما يزال في بداياته يحتاج الكثير فضلا عن احاطته بسياج عاصم من قواصم روجر ، والمطبات من غير أمريكا كثيرة تحتاج إلى ذات المثابرة والجهد والعزيمة التي سطر بها كتاب السلام ، والمكائد ترسم وتحوم لكي تشتت الإرادة الوطنية وتخر عزيمتها فينسف السلام إما بفعال أعداء مسيرته الظاهرة من واقع فتن الحروب الجهوية ودعاوى التهميش أو بإسفين الراعي الامريكى وألغامه التي ينصبها بين الحين والآخر لإعاقة المسير . فاليقظة مطلوبة لكي تتكسر هذه الأوهام والامانى الشاطحة لأمريكا وحلفائها في معاداة طريق السلام ، فتتحطم آمالهم عند صخرة صرح السلام ، وتخر قواهم أمام قوة الإرادة الوطنية التي عبرت التحديات الجسام وغدت قريبة من منال الاستقرار والطمأنينة والرفاه رغم انفهم ، وهى فرصة الزعيم القادم للنجاح قوميا أن يتمسك بكتاب السلام ويمضى قدما في تحقيق معانيه لا يلتفت إلى نزوات المبعوث المضلل روجر وما يثيره من كراهية . وان عبارات روجر بما تحمل من سموم والسلام يقف أمام تحد جديد أثبتت أن موقف الدولة في التريث في قبوله كمبعوث للسلام في السودان وهو رسول حرب وداعية لها ببرنامج وتوقيت كانت في محلها ، وهذه فرصة الدولة للقذف به بعيدا عن عرين السلام الذي لا يشبهه ودولته ، اللهم هل بلغت فاشهد ،،،،


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved