تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

من قتـــل جـــون ؟؟؟ بقلم صلاح شكوكو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/12/2005 5:40 ص

من قتـــل جـــون ؟؟؟

( صلاح شكوكو )

أقلعت طائرة الرئاسة اليوغندية المروحية من طراز ( مي 72 الروسية ) في مساء السبت‏30‏ يوليو وعلى متنها ( جون قرن ) نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب وقائد الحركة الشعبيبة البالغ من العمـر ستون عاما في رحلة اللا عودة .. أقلعت الطائرة في السادسة مساء ثم بعد فترة إختففت عن رصد أجهزة الرادار المتابعة لها وهي تغادر الأراضي اليوغندية بينما الحكومة السودانية لا تعلم من الأمر شيئا .

إختفت الطائرة على الحدود اليوغندية السودانية بين سلسلة جبال الأماتنوج وتأكد في وقت لاحق سقوط الطائرة في ظروف مجهولة بعد زيارة سميت فيما بعد بأنها كانت خاصة رغم أن طبيعتها التي ظهرت فيما بعد لم تكن كذلك .. وهذا هو السبب الذي جعل الجميع يسألون عن سبب هذا التكتم ؟؟

لكن الأروع أن أن الحكومة السودانية قضَت الطرف عن هذا الجانب بإعتبار أن القضية لا تستحق الإثارة بعد أن مات صاحبها وهذه حنكة تسجل للحكومة السودانية إذ أن إثارة الأمر لا معنى له خاصة في ظل تداعيات الموقف ومآلات الأحوال ورحيل الشخص الذي كان من المفترض أن يُسأل عن الموضوع .

لكن السؤال الحي الذي مازال معلقا ويبحث عن إجبات مقنعة هو :- ماطبيعة المهمة التي قام بها الدكتور الراحل ( جون قرن ) والتي إستدعت هذه السرية والتي قادته الى إستغلال الطائرة اليوغندية المنكوبة ؟؟ وماذا لو أنها كانت زيارة رسمية وبطائرة الرئاسة السودانية ؟؟

تشير الدلائل والوقائع الأولية الى أن الزيارة كانت بغرض الإتفاق مع الرئيس اليوغندي ( موسفيني ) على القضاء على جيش الرب المعادي للحكومة اليوغندية والمتواجد في جنوب السودان والذي كان يتلقى دعما حكوميا من السودان في مواجهة الدعم الذي كانت تقدمه الحكومة اليوغندية للعقيد جون قرن خاصة وأن هناك علاقة خاصة كانت تجمع بين الرئيس اليوغندي والزعيم الجنوبي منذ أيام الدراسة .. هذه الخطوات التي يقوم بها ( قرنق ) كنوع من رد الجميل لصديقه الذي وقف بجانبه طوال (حرب التحرير ) .. التي تحولت الى إتفاق سلام يرى الجنوبيون أنهم كسبوا جانبها بغير الحرب .

كذلك فإن الرحلة لا تخلو من أبعاد أخرى لم تتضح بعد حيث عقد قرنق إجتماعات مكثفة مع سفراء بعض الدول الكبرى المعتمدة لدي يوغندا هذه الإجتماعات التي كان من الممكن أن تتم في السودان بإحدى صفاته الثلاثة الأولى بإعتباره حاكما للجنوب والثانية بإعتباره نائبا أول لرئيس الجمهورية والثالثة بإعتباره قائدا للحركة الشعبية .

لكن الملفت للأمر والمثير للدهشة أن الدكتور جون قرن كان قد أطلق تهديدا قويا وهو يغادر يوغندا طالبا من ( جوزيف كوني ) قائد جيش الرب الذي يقاتل الحكومة اليوغندية بضرورة مغادرة جنوب السودان إلا واجه حربا شعواء .. وفي هذا يرى المراقبون إنقلابا على مبادئه .. حيث كان هو منذ أيام قلائل في ذات الموقع يحارب بذات المنطق بإعتباره صاحب قضية .. لذا كان من الأجدى به أن يلجأ الى خيار الحوار لا الصدام مع حركة جيش الرب .

والغريب أن لا تعلم الحكومة السودانية بأمر هذه الزيارة ومغادرة نائب الرئيس إلا بعد مرور يوم كامل وبواسطة مكالمة رئاسية من الرئيس اليوغندي موسفيني للرئيس البشير على موبايله الخاص دون المرور عبر الأروقة البرتوكولية .. مما يعني أن الرئيس اليوغندي كان أقرب للأحداث من الحكومة السودانية التي يتقلد قرنق فيها منصب الرجل الثاني في الدولة . !!!

لكن الملفت والغريب في الأمر أن يطلق الرئيس اليوغندي تصريحات غريبة حاول من خلالها التشكيك بالقناعات ومستبقا بها التحقيق الذي تشارك فيه عدة أجهزة مختلفة وهو الذي أخفى أمر الزيارة من قبل .. بل هو الذي أمد ( قرنق ) بطائرة الرئاسة اليوغندية التي دخلت الحدود السودانية دون إذن مسبق من الحكومة السودانية في خرق واضح للسيادة السودانية .

ربما كان الرئيس موسفيني يقصد من وراء هذه التصريحات أن يبعد التهمة عنه بإلصاق التهمة في جهات أخرى بإعتبار أن الطائرة الرئاسية تخصه شخصيا .. وأن الإتهام ربما يطاله شخصيا لذا فقد شاء أن يرمي الكرة في ملعب الآخرين ... ثم عاد لينفي كل ذلك بل يهدد الصحف التي تعيد إذاعة ذلك بالإغلاق .

ثم يعود موسفيني ليتغيب عن مراسم دفن صديقه وحليفه الجنوبي الراحل ( قرنق ) الذي ظل يتشبه بالمناضل السابق ( مانديلا ) في وقت كان يستوجب حضوره والذي ربما كان تغيبه لأسباب أمنية تدلل على تخوفه من أمر ما .. هو في حقيقته خوف من عناصر جيش الرب الذي كان هدفا في لقاء الرجلين بيوغندا في الرحلة القاتلة رغم أنه زار الجنوب قبل موعد الدفن بأيام لكنها أيضا زيارة تمت بتكتم شديد تحت إجراءات أمنية مشددة .

وهذا مايلقي قدرا من الإتهام على جيش الرب ويجعله أحد المتهمين الرئسيين في إسقاط طائرة الرئاسة اليوغندية والذين ربما كانوا لا يدركون أن الزعيم الجنوبي بداخلها إذ لا يهمهم ذلك كثيرا بل أن مجرد تخوفهم من أي مروحية يوغندية قد يكون سببا في مهاجمتها .. أو ربما مجرد إسقاط مروحية عادية يوغندية فيها نصر معنوي بالنسبة لهم وأن مجرد تهديدهم للحركة الجوية بين الجنوب السوداني ويوغندا قد يرسل رسالة للحكومة اليوغندية بأنهم قادرون على تهديد المصالح المشتركة بين الحلفين الجديدين مما قد يجبر اليوغنديين على الدخول معهم في مفاوضات جدية أسوة بما تم في السودان .

هذا لا ينفي ولا يبعد إحتمال أن تكون الطائرة قد سقطت بفعل الأحوال الجوية .. خاصة وأن المقربين من الدكتور جون قرنق يقولون أنه حاول العدول عن السفر بسبب الظروف الجوية إلا أن قائد الطائرة أكد أن إمكانيات الطائرة الرئاسية تجعلها قادرة على الهبوط في مختلف الظروف .

بعد رحيل قرنق المفاجيء حدث نوع من الإنفلات الأمني في العاصمة السودانية وبعض المدن الجنوبية وربما كان السبب وراء ذلك عدم أخذ الحيطة اللازمة من قبل الحكومة السودانية بسبب الموازنات السياسية التي تسيطر على الساحة السياسية عقب السلام !! .

والسؤال في ذلك يبقى لماذا لجأ الأخوة الجنوبيون الى هذه الفوضى وهذا الإعتداء على المواطنين الآمنين ؟؟ خاصة وأن الطريقة التي فارق بها قرنق الحياة شاء القدر لأن تكون بطريقة قدرية برأت الحكومة السودانية التي هي الآن أكثر الأطراف تضررا من غيابه بعد الحركة ولو حاولت ( هيوليود ) كلها حبك سناريوهات لهـذا ما أتيح لها التفكير في هذا الخيـار .

هل نسي الإخوة الجنوبيون أنهم في الستينيات عاثوا في الأرض فسادا لمجرد أن سمعوا إشاعة بأن أحد الوزراء الجنوبين قد قتل ؟؟؟ ثم أكتشوا قيما بعد أنها كانت فرية ؟؟ الم تقم الحركة نهارا جهارا بمهاجمة طائرة الخطوط الجوية السودانية وهي تقلع من مطار ملكال وعلى متنها ( 60 راكبا مدنيا ) وبقيادة الربان الماهر ( الكباكا ) أمهر طياري الخطوط الجوية السودانية آن ذاك ؟؟

الم يكن حادث سقوط طائرة النائب الأول لرئيس الجمهورية ( الزبير محمد صالح ) بأرض الجنوب وبمطار الناصر مع ثلة من المسؤولين ؟؟ الم تسقط طائرة العقيد ( إبراهيم شمس الدين ) بمطار عداريل مع نفر كريم من أبناء هذا الوطن ؟؟ لماذا لم يقم أهل الشمال بالثأر من إخوانهـم الجنوبين خاصة المقيمين معهم بالشمـال ؟؟

إننا لا ننكر أبدا أن للجنوبيين قضية ولكن القضية لها جذور تاريخية وإستعمارية .. وأن فقد رجل في قامة الدكتور جون قرن له ردة فعل .. لكن للسلام ثمن و هذا لن يتأتى إلا من خلال خلق نوع من الثقة بين الشماليين والجنوبيين .. وما أصاب أهلنا في مدينة جوبا لهو شيء مؤسف حقا وحالة سالبة في مسيرة السلام تستدعي الإعتراف بها والعمل على تلافيها .

أما شخصية ( سلفاكير ) رجل الإستخبارات الذي أصبح فجأة رئيسا للحركة الشعبية بعد غياب الرجل الأسطورى .. نعم أصبح في الواجهة وأصبحت أمامة مهام عظيمة أولها أن يستحوذ على ثقة أهل الجنوب الذين كانوا قد منحوها للزعيم الراحل بإعتباره مناضل قديم .. الى جانب إعادة ترتيب البيت الداخلي خاصة وأنه قام بإبعاد بعض الشخصيات الشمالية التي كانت مقربة من الزعيم الراحل مثل ( منصور خالد – ياسر عرمان ) وإستبدلها بعناصر جنوبية رغم إصرارة على التأكيد بأن الحركة لكل السودانيين .

هو الثامن بيت إخوته في الأسرة وهو من أب له عدة نساء من قبيلة الدينكا .. كان عضوا في حركة ( أنانا 2 ) المتمردة وبمجب إتفاقية السلام الأملى تم إستيعابه في الجيش السوداني برتبة نقيب .. عاد للإنضمام للحركة الشعبية في العاك 1983 .

إختلف مع مجموعة أخرى من أعضاء الحركة كانت ترى أن تكون توجهات الحركة نحو الإنفصال .ز لكنه وجون قرنق كانت ترى ضرورة أن تكون توجهات الحركة نحو الوحدة ولكن على أسس جديدة ..

في عام 1991 حدث إنشقاق وقتال في الحركة بين فئتين فئة تريد أن تقاتل من أجل الإنفصال وأخرى من أجل الوحدة وأنتصر فيها جناح قرنق وسلفاكير التي تنادي بالوحدة ... حيث ظل ( سلفاكير ميار ديت ) رجل الإستخبارات القوي كثير الإستماع للإذاعة السودانية لدرجة أزعجت الآخرين ولكنه يقول أنه يستفيد كثيرا من ذلك بتغيير مراكزه وفق ما يسمع .

كان يتمنى أن يكون لاعبا لكرة القدم والسلة لكن ظروف الحرب حرمته من ذلك .. يحب الإستماع للأغاني القديمة خاصة للفنانين ( صلاح بن البادية – محمد الأمين – وردي – أحمد المصطفى ) وهو من المداومين على الإستماع لنشرات الأخبار يالإذاعة السودانية .

صلاح محمـد عبدالدائـــم
( شكوكو )
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved