ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الحج عرفة والسلام شرق!! بقلم الاستاذ/ أبو فاطمة أحمد أونور محمود
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/11/2005 5:52 ص
سوف تحدد كفاءة منبر شرق السودان بما يحققه مفاوضو الجبهة الشرقية من نتائج مقارنة بإتفاقية نيفاشا الجنوبية (المركزية) ولكن إستمرار المعارك في الشرق والغرب دلالة عملية وصريحة لرفضها وعدم القبول لشموليتها رغم إدعاء الاتفاقية بأنها كفلت لكل أقليم ما ينشده إلا أنها ميزت الجنوب بحـق تقرير المصير وبضمانات عسكرية يحتفظ فيها بقـواته ردعاً لأي إلتـواء أو إلتفاف حكومي علي بنود الميثاق. وهذا يمثل المحك الحقيقي لأي إتفاقية توقع بين المعارضة الشرقية والنظام الانقاذي فلابد من ضمانات ذاتية مع ضمانات المجتمع الدولي المشرف لمائدة التفاوض وذلك لعدة أسباب منها: - لأنه حتى لو إلتزمت الانقاذ بالعهود (كغير عادتها) فلا وقاية للاتفاقية من شهوة الانقلابات المركزية الشائعة في الجيش السوداني خلال عقود السودان العجوز!! لأن غالبية القيادة كانت من المركز وكانت تمثل المخلب المتفق عليه من قبل كل الطيف السياسي المركزي في مواجهة ململة الاطرافّّ لـذلك لابد للمعارضة الشرقية الاحتفـاظ بقواتها في المنطقـة وان لا تركن علي النوايا الحسنة والبريق الكاذب لمسمى قومية القوات المسلحة وحياده المزعوم. أن الحكومة تعتقد عدم نضج مشكلة الشرق حتي يخصص لها منبر منفصل برعاية تدويلية وربما تري إمكانية حسمها عسكرياً لو لا خوفها من المجتمع الدولي لأنها ليست مقتنعة بالاداء التدميري لمسلحي الشرق الذين كانوا مثاليين في عملياتهم الحربية والتي كانت جلها ضد الأهداف العسكرية ولم يديروا حرباً إستنزافية رغم ان كل الشرايين الاقتصادية للسودان تقع في مرمى نيرانها وذلك لاعتبارات كثيرة!! وبالطبع (ليس من بينها عدم المقدرة) فنرجو ان تكون هذه نقطة تحسب لها وليس عليها تثميناً لعفة الاخلاق الحربية للمعارضة الشرقية في الوقت الذي أصبحت فيه القزارة الحربية لا تعرف للخطوط الحمراء سبيلاً!! ولكن ستظل سنة القوةالحقيقية المحرك لمكاسب نقاط التفاوض وكلما إقتنعت الحكومة بإمكانية الضرر الذي قد يلحقها من الطرف الاخر كلما رضخت للأمر الواقع وهذا عامل أساسي لإستمرار الطرفين للبحث عن الحلول المرضية لكل منهما لأنه لا بد من إقتناعهما بإستحالة الحسم العسكري وبالتالي إستحالة الاطمئنان والبقاء بإسترخاء دون رضى الآخر!! وعليه إذا تم تحييد فعالية منطق القوة بأنه لن يخلف إلا خسارة للطرفين وخاصة علي الحكومة لأن المعارضة ليس لديها ما تخشى عليه وخاصة بعد الدمار المطلق الذي لحق بإنسان الشرق من قبل النظام!! وعندها يمكن تدعيم فعالية قوة المنطق بدلاً عن منطق القوة (العقيم) وابرز ما نتوقعه من مفاوضي الشرق المطالبة بحرفية نيفاشا بإعتبار أنها خارطة الطريق للسودان الوليد الذي فيه لا بد من استنطاق كـل مواطن في الشرق عن مدي قبولـه للمزاوجة بينه والسودان الكبير بحسب إرادته وهذا السؤال كان يجب أن يطرح قبيل الاستقلال المزيف!! ولا يجوز تحريمه بعد نصف قرن لأنها فترة كافية للجرد والتأكد من شرعية الوحدة القومية للمواطنين والتي حتما ستجد أي تفاعلات متضاربة بين المهمشين!! ثم لماذا يرخيص الحق الانساني لتقرير المصير لمواطني الجنوب وتحريمه وحجبه عن مواطني الشرق!!؟ أم لأن الجنوب حارب بعمر السودان القديم والشرق لم يحارب الا خمس تلك الفترة!!؟ وإذا كانت الحكومة ترفض إعطاء حق تقرير المصير لشرق السودان لخوفها من إنفصاله بعد النصف دستة من السنين الانتقالية فمن باب أولي ان لا تعشم في بطاقة (نعم) عند إستفتاء أهل الجنوب الذين يحتفظون بمرارات كثيرة لا حصر لها تجلت في محرقة المدن التي تلت موت جون قرنق وكما نلفت النظر إلي أن السودان بشكله الحالي ليس أكثر عراقة وتماسكاً من الدولة الاثيوبية الكبري التي ينص دستورها الحالي علي شيوع حق تقرير المصير لكل أقاليمها وليس حصرياً لاقليم بعينه وحتي يكون بينها تلاق بمعروف أو طلاق بإحسان!! وأخيراً لا بد من التسليم باستحالة تحرك قطار السلام الشامل دون ملاحي الجبهة الشرقية!! كما أكده الراحل المقيم الدكتور جون قرنق وعليه إذا كان الفقه الشرعي ينص علي ان الحج عرفة فإن الفقه الاستراتيجي للسودان ينص علي ان السلام شرق!!.
