لاشك ان التطورات التى تشهدها بلادنا ويشهدها العالم في الاواني الاخيرة قد يجعلنا نعيد ترتيب الاوراق واعادة تقويم المرحلة ولابد ان نستعد جيدا حتى لا نندثر تحت حركة عجلةالزمان , فنحن نعيش في عالم مليء بالتناقضات . فى العقود الماضية لم تهتم الحكومات ببناء دولة حضارية متكاملة لأسباب اصفها باللوجستية حيث كان اهتمام كل الحقب الماضية الفعلى هو كيفية تكوين مؤسسية مدنية للدولة دون الاهتمام عن كيفية البناء الحضارى للبلاد .ان السودان بما فيه من تعدد عرقى وايدولوجى وثقافى هذه الميزة التى خصها الله بها دون غيره من البلاد في المنطقة على الرغم من كل الخلافات التى كانت تحدث في الماضي اسبابها الصراع العرقى والايدولوجى , ولكن فى المرحلة القادمة سيصبح صراع الحضارات هو الشكل الجديد للصراع فى العالم فلابد من رؤية مستقبلية لهذه التطور في الصراعات والتعقيدات لان النخب السياسية ستدخل مرحلة جديدة والمثقفين لم يستعدوا فى رسم رؤية مستقبلية لهذا الصراع الحضاري الذى يعتبر المصدر الاساسى للمنازعات فى العالم الجديد ولايؤدى الى حد الصراع فقط انما سيؤدى الى الانقسام الكبير الذى سيكون مصدره الاساسى هذا الصراع الحضارى والثقافي الذى بدات بوادره الآن فى السودان بين ثقافة الهامش وثقافة المركز هذه اللبنة الاولى من لبنات الشتات الحضارى الذى نسعى لتوحيده حتى نصمد امام التيار الحضاري الجارف وان صراع الحضارات سيكون المرحلة الاخيرة من مراحل تطور الصراع فى العالم الحديث .
اذا نظرنا الى التطورات فى الحقبة القديمة نجد ان بداية الصراع فى مدة قرن ونصف القرن كانت الحروبات بين الاباطرة والملوك وبين حكام لهم سلطة مطلقة وحكام دستوريين ,ولكن مع بداية الثورة الفرنسية 1793 كانت الحروبات بين عامة الناس والملوك , ونتيجة للثورة الروسية اصبح الخلاف بين الامم خلاف ايدولوجى من الدرجة الاولى بين الشيوعية والفاشية والنازية والنازية والديمقراطية الليبرالية .
فى خلال الحرب الباردة تجسد الخلاف بين روسية وامريكا ايدلوجيا بالرغم من ان هاتيين الدولتيين لا يعكسان مفهوم الدولة بالمعنى الاروبى الكلاسيكى لان تميزها ايدولوجى من الدرجة الاولى , لذلك لابدمن النظر للصراع الحضارى بعين الاعتبار لان الخلافات السابقة تعتبر نزاعات تقليدية لان على سبيل المثال كل الخلاف التى كان يعانى منها السودان فى الغالب من اجل المعتقدات الفكرية و الايدولوجية والعرقية ,لذلك اعتقد ان التعددالثقافى وعدم الاهتمام بحضارتنا التى اندثرت فى خليج عدم الوعى بالبناء الحضارى يجب علينا ان نبادر . بالتوحد الثقافى والتبادل وتفعيل النمط الحضارى المطمور وايضا علينا ان نحترم ثقافتنا ,وايضا يجب ان لاننظر للهوية كاساس للبنية الحضارية نحن نؤمن اهم انجاز هو الاتفاق على الثوابت القومية والوطنية الرشيدة واشير بان الحكم الائتلافى قد يؤثرفي تشكيلة البناء الحضارى ومع ذالك يمكنه ايضا ان يجعلنا نشعر باننا اكثر قوة ومتانة .
ايمن احمد ادم هارون _ القاهرة