استفزنى ذلك التصريح من جهاز الامن بعد الاحداث مباشره والذى لم يشر للذبن فقدوا ويترحم عليهم او يبرر غيابهم ايام الاحداث ولكن بيانهم أشار لاستردادهم لبعض العربات المفقوده والاجهزه الكهربائيه ولكن من يسترد لنا الارواح المفقوده ؟ واين كلاشنكوفاتكم ومسدساتكم العراقيه وخراطيشكم السوداء التى الهبتم بها ظهور الشرفاء ؟ لماذا لم تستخدموها عندما استبيحت الخرطوم ولماذا لم تكتشفوا بكل اجهزتكم وتدريبكم العالى (الذى اقر به حتى الامريكان) التحرك قبل ان يبدأ أم ان حسكم الامنى لايلتقط الا ذبذبات المعارضه او اى تحرك ضد الانقاذ وهو معطل تمتما فى حالة ان يكون المقصود هو الوطن
ان هذه لو كانت مظاهرة طلاب ابتدائيات فى الكلاكله او الحاج يوسف صد الانقاذ لما تركت تعبر عن نفسها ولو لمدة عشره دقائق ولكن ايام الشغب كانت الانقاذ بكل اجهزتها غائبه تمتما فتركت الجنوبيين والنوبه فى يوم الاثنيين يجتاحون احياء التى يقطنها الشماليين ويطاردونهم داخل منازلهم رجما وقتلا ونهبا وفى يوم الثلاثاء تركت الانقاذ المجال للشماليين ليردوا الغاره على الجنوبيين والنوبه فيشبعوهم ضربا وقتلا والحكومه تتفرج ….. كانت الحصيله اكثر من مائة قتيل واكثر من مائة جريح وتتوارى الخساره الماديه عندما نتحدث عن ارواح البشر ……كانت الانقاذ غائبه بكل جيشها ومليشياتها ودبابيها واشباحها ومجاهديها وهذا يطرح افتراضيين
الافتراض الاول
ان أحداث الشغب قد فاجأت الانقاذ بعد ان اصابها الوهن وانفض من حولها مجاهديها ودبابيها وكتائب والعاديات ضبحا وضعفت اجهزتها واستهلكتها الصراعات السياسيه والاثنيه وخشيت الانقاذ ان يصيب اجهزتها الامنيه التشقق والانقسام الذى اصاب الشعب السودانى ان زجتها فى مثل هذه الصراعات العنصريه خاصه ان اغلب الجنود وصف الضباط من الجنوب والغرب وقد لمست مقدمات تغلب الولاء العنصرى على الولاء الايدولجى فى عدة حوادث اخفتها الانقاذ ومنها ذلك الحادث الذى حضرته فى صيف العام السابق فى الخرطوم عندما قفز اثنييين من الجنود من الزغاوه فى منزل نائب قائد الدفاع الجوى بقاعدة وادى سيدنا واشبعا المنزل ضربا بالرصاص ومن حظ صاحبه انه لم يكن موجودا هو واسرته وعندما تم القبض عليهم اشاروا الى ان هذا العميد هو الذى أحضر الطائرات الروسيه التى اهلكت اهلهم فى دارفور وقد تكون الانقاذ قد حسبت حساباتها ورات ان تكتفى بدور المتفرج وهذا مؤشر على مدى الحاله التى وصلت اليها الانقاذ من ضعف وخوف من اجهزتها و من الضغوط الدوليه اذا استخدمت هذه الاجهزه لفض الشغب
الافتراض الثانى
ان الانقاذ قد ادارت مؤامرة اغتيال قرنق (وساتعرض لذلك فى مقال من قتل قرنق؟) وقد درست اجهزتها الامنيه البارعه ما سيترتب عليه الحادث وانعكاسات ذلك على الوضع السياسى وعلى الانقاذ ورات ان من ضمن فوائد الاغتيال ان تستغل ما يعقبه والمعروف ان الانقاذ مؤمنه بفصل الجنوب ولكن ذلك تبطنه وتظهر غير ذلك فى نفاق لايفوت اى متابع للشان السياسى فقد كانت تدعو فى الصحف منذ الانتفاضه الى الفصل هو الحل فكانت مقالات اللواؤ عثمان عبد الرءوف (عيون كديس)وكذلك مقالات حاتم الوسيله (حاكم بورتسودان) فى جريدة القوات المسلحه ولم تكن الدعوه كتابه فقط فقد حضرت لفتنه دينيه بين ابناء الشمال والجنوب لتعميق الخلاف فكانت مؤامرة احداث الحاره 21وهى كانت ستؤدى لنفس نتائج الشغب الاخيره لولا ان تلافاها القضاء المستقل (وقد اشارت لهذه الاحداث الكاتبه المميزه ساره عيسى) ويبقى ان هذا الافتراض يقود الى ان الانقاذ لم تكن غائبه تماما عن المسرح فقد قامت بتامين مؤسساتها والاحياء التى تسكنها قيادتها بل وحتى شركاتها فلم يمسسها شر بل ان الانقاذ قد تكون قد وفرت تلك الحافلات التى تنقل الجنوبيين والنوبه الى الاحياء الشعبيه للشماليين (وليس للاحياء الراقيه التى تسكنها النخبه من الانقاذيين) وهذه الحافلات لن يتعرض لها لا الامن ولا الشرطه
ان الانقاذ ارادت بهذه الاحداث تعميق الشقاق بين الشماليين والجنوبيين ليصبح ذا بعد شعبى فطوال حرب الجنوب لم توثر الحرب كتيرا فى العلاقه بين الشمالى والجنوبى خاصه بين البسطاء والكادحين فكنت ترى عمال البناء شماليين وجنوبيين يتحلقون حول صحن الفول عند الفطور ويتبادلون القفشات كما تجدهم فى المنطقه الصناعيه والاحياء الشعبيه يتقاسمون السكن وقد وضح هذا فى الاستقبال الجماعى الذى حظى به قرنق حيث اختلط الشمال مع الجنوب فى كرنفال وحده رائع مضمدما لكل الجراحات التى احدثتها الانقاذ فى جسم هذه العلاقه مما ارعب الانقاذ ان يسير هذا التوحد ليفرز تغيرا
ان ماحدث من شفب لابد سيكون له ابعاده فى العلاقه المستقبليه بين الشمال والجنوب وهذا ماكانت تهدف له الانقاذ كما ان الانقاذ وبهذه الاحداث الداميه قد عادت لاعلان حالة الطوارىء التى رفعتهها (مع التاييد الشعبى ) رفعتها وهى كارهه وبعد ضغوط دوليه وداخليه وسيمكنها ذلك من اقتناص معارضيها واطلاق يدها الامنيه كما ان الرقابه على الصحف قد عادت وهاهو سيد احمد خليفه يلجأ لصحف الانترنت لنشر مقالاته التى رفضتها الرقابه ولم تقفل الانقاذ لتحضير كبش فداء لتقاعسها فقد جهزت المتعافى وسمحت لكتاب الانقاذ بالمطالبه باستقالته وكونت اللجان لذلك وقد تكون الانقاذ طبختها معه فالانقاذ لاتغلب حيله وهل تذكروت مسرحيه مجذوب الخليفه ومحاكمته فى بداية عهد الانقاذ وأكيد سيعود الينا المتعافى كما عاد مجذوب فى منصب اكبر تصحبه ابتسامته المعهوده عند الماسى
ان الكبش الذى مفروض ان يذبح بعد هذه الاحداث هو الانقاذ نفسها بافكارها الكالحه ومسرحياتها الممجوجه وفسادها وعقليتها الضيقه وبحروبها التى مزقت الوطن اربا وازكت الفتن والشقاق بين ابناء الوطن الواحد
محمد الحسن محمد عثمان-امريكا
E mail [email protected]