ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
هذا هو قدرنا دوما..أن لا يكتمل الحلم بقلم الطيب الزين-السويد
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/1/2005 10:57 م
هذا هو قدرنا دوما..أن لا يكتمل الحلم باي الكلمات اعزي شعبي ، باي العبارات اواسي وطني واهله، في رحيل المناضل الكبير دكتور جون قرنق، الذي نذر نفسه رخيصة من اجل عزة ورفعة شأن الوطن، الذي حمله في حدقات عيونه، منذ ان كان يافعاً غضاً، حتى غدا رجلا ، وخيمة وطنية تسع كل احلام وتطلعات ابناء الوطن، برحيله المفاجيء هذا، باي معاني الكلم نوفيه شيئاً من حقه علينا، وانه الرجل الرمز الذي ظل يبشرنا بالفجر الجديد، فجر الخلاص، فجر التحرر من شبح الجوع والمرض والخوف، في هذا اليوم توشحت نفوسنا وقلوبنا بوشاح السواد، ونحن بين مكذب ومصدق النبأ الفاجعة، كيف لنا ان نصف مشاعرنا في هذه العتمة المطبقة على النفوس والعقول ونحن نرى وجه الخرطوم قد اكفهر بل كل السودان بالغضب والحزن للمصاب الجلل، ونحن في هذه اللحظة المباغتة، لا نملك الا ان ننصب لك خيمة من الحب الخالد في وسط القلب، باي شكل، أواسلوب، نبادلك الوفاء بعد هذه الانتكاسة المفاجئة وما يعقبها من اهتزازات وتخلخل على اكثر من صعيد ان ثبت ان هناك ايادي خفية محلية او اقليمية اوعالمية، قد نسجت خيوط هذا الحدث المؤلم الذي لم تحتمله نفوسنا وقلوبنا، لاننا، احببانك وأنت حياً، وعشقناك حد الجنون وانت تغادر دنيانا الفانية بكل العنفوان والشموخ، لوكان الامر بيدنا لطوقناك باذرعنا لنحول بينك وبين هذا المصير، لو كان الامر بيدنا لفداءك الشرفاء بارواحهم ، لكنها يد القدر او الغدر قد غيبتك عنا، لكن عزاءنا انك حيا في ضمائر الشرفاء والناس البسطاء والمهمشين ، الذين ظلوا يتطلعون لعهدك الجديد،ارادوك رمزاً لانك حملت همومهم واشواقهم منذ زمن ضاعت بداياته، بعد خمسين عاما انجبت حواء السودانية رجلاً بمواصفاتك، جعل للسودان شكلا وطعما خاص ، رجل عشق الوطن وقاتل من اجل مستضعفيه بكل رجولة وشرف، وسالم من اجلهم بصدق واخلاص لبناء السودان الجديد الذي لا مكان فيه للظلام والمسغبة، لكنها يد القدر حالت دون اكتمال الفرح، كسابقاته، بدءاً من الثورة المهدية مرورا بكل محطات النضال الوطني، كم تمنينا ان تتكحل عيون البلاد برؤية القائد جون قرنق وهو يقود سفينةالسلام حتى خواتيمها، لنرقص معه الكمبلة والجراري والمرودم والطنبور، في مواسم الحصاد وعهد الرخاء. لكننا رغم قساوة الفاجعة الا اننا لا نملك الا ان نقول لكل اعداء السلام والاستقرار في السودان، بأن الراحل جسداً، الشهيد البطل الدكتور جون قرنق، الباقي والحي روحاً وفكراً، سنفرد له مساحات من الحب والوفاء والاحتفاء الدائم، بحجم مساحة الوطن ، لان احبه واحبنا بلا حدود، يا ايها الرجل الحلم، باي المعاني نوفيك حقك وأنت الذي قاتلت من اجل سودان الخير والنور، ربع قرن وقد شهد لك خلاله اعداءك قبل الاصدقاء انك رجل نبيل، فنم قرير العين لقد اديت الامانة بكل صدق، وحتما ستمتليء ساحة السماء بملايين النجوم، لانك عرفت كيف تصنع الرجال النجوم، ختاما اسأل الله ان يتغمد روحك الطاهرة بالمغفرة والرحمة ويسكنك مع الشهداء والصديقين، انا لله وانا اليه راجعون، صدق الله العظيم. الطيب الزين السويد