آخر صورة للدكتور قرنق
لقد هزاني خبر رحيل الدكتور قرنق..وأحزنني بشكل كبير. وشاءت الأقدار أن يكون رحيله المحزن على الأراضي اليوغندية وليس السودانية، وبطائرة يوغندية رئاسية. وإلا كانت هنالك غمامة من الشكوك حول رحيله المفاجيء تلف الخرطوم وتهدد السلام القائم. هكذا شاءت الإرادة الإلهية أن يضع الدكتور جون قرنق بصماته على السلام ويرحل عنا. وما يحزنني أنه لم يأخذ وقته الكافي ليضع فلسفته التنموية لصالح الجنوب والسودان ككل. لقد ذهب وأخذ معه أسراره معه..!! ولن ندري أبدا ما كان يخبئ في نفسه..!!
فكما نرى التآمر الغربي لا يكف يده عن التدخل في شؤون السودان، ما أعلنت الولايات المتحدة تعيين روجر ونتر مبعوثا لها في دارفور حتى رحل قرنق! روجر ونتر هو الذي صنع موسوفيني وأوصله من الأحراش لحكم يوغندة بدعم من التاج البريطاني عام 1986م. الزيارة المفاجئة والخاصة التي قام بها الراحل الدكتور جون قرنق لكمبالا كانت بطلب من موسوفيني، دعوة خاصة لجلسة أعدها له موسوفيني مع المفوض البريطاني فرانسويس جوردون، وسفيرة هولندة في يوغندا مدام يوكا براندت، وسفير الولايات المتحدة جيمي كولكر والسفير النرويجي ستيق بارينق. يا ترى ماذا رغبوا أن يقولوا للراحل، رجل السودان القوي – الدكتور جون قرنق؟! نعم الدكتور جون قرنق خسارة كبيرة للسودان.
كل المؤشرات تشير أن هذا الرجل قوي، وأن الدول الغربية لا تحب الوطنيين الأقوياء، فهل أغتيل جون قرنق؟ على السلطات السودانية أن تشكل فريق عسكري وفني رفيع للتحقيق في سقوط طائرة النائب الأول لرئيس الجمهورية. لأنه لا يمكن مقارنة جون قرنق بموسوفيني، فالراحل الدكتور جون قرنق لا يبيع نفسه للغرب..كما يفعل موسوفيني، فهل باعه موسوفيني!! هل تخلصوا منه؟!
شوقي إبراهيم عثمان
ميونيخ – ألمانيا