مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

مصيبتنا في الساسة والسياسيين بقلم عبد المحمود حامد محمد السـعودية – ينبـع

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/9/2005 1:24 م

مصيبتنا في الساسة والسياسيين

============

تعاقب على السودان على مر العصور مجموعة كبيرة من الساسة والسياسيين خلدهم التاريخ وحفظ لهم السيرة العطرة والمواقف البطولية الرائعة لا زلنا نتغنى بهم وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك فارس الشمال المقدام محمود ود أحمد الذي رفض صلف الإنجليز وغرورهم وإستماتته في الدفاع عن الوطن ووقوفه في مواجهة جحافل جيوشهم الغازية بكل عدتها وعتادها ، وفي الشرق كان هناك الأمير عثمان دقنة الداهية المحنك الذي أقلق مضاجع الخواجات ولم يرتاحو إلا بعد أسره ، وفي أواسط السودان كان المناضل الجسور عبد القادر ود حبوبة الذي قاد ثورة الحلاويين وبصم بها على دفاتر التاريخ فأصبح يتداولها الرواة على مر التاريخ ، وفي الغرب كان شيخ السلاطين علي دينار علامة فارقة في البطولات والحنكة والدراية في إدارة شئون مملكته وعموم الغرب لم ينحني ولم يركع و لم يساوم يوماً فيما يخص وطنه ، أما جنوبنا الحبيب فقد أهدى الوطن بطلاً من أروع أبطال الحرية والنضال إمتزجت فيه الدماء العربية والإفريقية ألا وهو البطل الخالد علي عبد اللطيف قائد ثورة 1924م كما يذكر لنا التاريخ سريسيو إيرو وكلمنت أمبورو ووليم دينق وبوث ديو وغيرهم من أبناء الجنوب الذين مهروا بدمائهم على جدار الإستقلال العتيد ، ، ومن الذين لم يخلطوا بين مصالحهم الشخصية ووطنيتهم الحقة كان الزعيم إسماعيل الأزهري أبو الوطنية ومعلم الأجيال الذي كان الوطن عنده قبل كل شئ أما المحجوب هذا الرمز الكبير والرقم الذي لا يمكن تخطيه فقد كان دفقاً من الوطنية لا يرهن قراراته في مصلحة لاي جهة كانت ولا يداهن ولا يواري ويحترم رموز الوطن الأخرين حتى لو كان على خلاف معهم ، ولانريد أن نذكر محمد محمد أحمد المهدي وخليفته فبصماتهم معروف في صفحات تاريخنا التليد .

أما ساستنا وسياسيينا الحاليين فقد أختلط عليهم الواجب الوطني بالمصالح الشخصية والحزبية الضيقة أو قل بمظاهر إرضاء الأعداء لمصالح شخصية ، فكلنا نقف صفاً واحداً ضد حكومة الإفلاس الوطني لما جرَت إليه الوطن من ويلات ولما قامت به من كوارث وكبت للحريات ومحاولة إلغاء الآخر ، لكن عندما تحاك المؤامرات بليل وتطبخ الطبخات العالمية لتدمير وترصد هذا الوطن ووقف تقدمه وإستعباد شعبه نخلع ثوب الحزبية الضيق وجلباب المصالح الشخصية المهترئ لنلبس درع الوطنية المتين ونتحد في مواجهة كل من تسول له نفسه بالعبث بمقدرات هذا الشعب الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء ومواقف البعض قد تعيد النظر في كل ما عرف به الشعب السوداني وقد راهن العديد من الغرباء على تجلي هذا الشعب وعناده وقد يقول قائل لقد ولى زمن العناد ونحن في زمن الشرعية الدولية وغيرها من المفتريات التي يريد الغرب ترسيخها في أذهان الضعفاء والمغيبين عقلياً ، فما معنى أن ينادي البعض بالتدخل الأجنبي !!! ومامعنى أن نؤيد القرارات التي تزل الوطن والمواطن وتهين هذا الشعب الذي ما ركع أبداً لأي كائن من كان وشواهد التاريخ كثيرة ولو قام المحجوب من مرقده أو ود حبوبة أو مبارك زروق أو عبد الخالق أو حتى مهيرة بنت عبود لتواروا خجلاً من مواقف بعض الساسة والسياسيين الذين يدعون الوطنية ويمارسون في ذات الوقت أفعالاً وأقوالاً تصب في دائرة الخيانة الوطنية فليس تأييد كل مايطعن في ظهر الوطن يعني أننا سنسقط الإنقاذ وليس بالضرورة أن نضع أيدينا في أيدي أعداء الوطن ونتنكر لمبادئنا ونقول أننا نناضل لإرجاع الديمقراطية فالديموقراطية حققناها مرتين بثورتين شعبيتين لم يقم بمثلهما أي شعب من شعوب العالم دون أي تدخل من أي دولة خارجية أو منظمة ودون أن نريق كرامتنا وعزتنا وكل من يراهن على الدعم الأجنبي يكون جاهلاً بتركيبة شخصية هذا الشعب وكل من يستعين بالخارج يكون قد وضع نفسه في خانة الأعداء بالنسبة للشعب السوداني حتى لو كان هذا الدعم والتدخل لتخليصه من حكم جثم على صدره غصباً عنه وقد يصب كل ذلك في مصلحة الإنقاذيين وكلنا رأينا وشاهدنا الحماس الذي أبداه غالبية الشعب السوداني وحرصه على الإلتفاف حول الإنقاذ بعد موقفها الذي عزف على وتر حساس في قلوب كل السودانيين وفي المقابل أظهر كل المعارضين للإنقاذ كأعداء للوطن ، فنحن قادرون على إرجاع الديموقراطية وقادرون على إزالة حكم الإنقاذ بأساليبنا المبتكرة وبعصياننا المدني وبثوراتنا وإنتفاضاتنا الشعبية ونقول لكل المتسولين بإسم الوطن على موائد الأعداء ما هكذا تورد الإبل وما هكذا تفجر الثورات ولنسألهم سؤالاً واحداً ماهو الثمن الذي ستدفعونه إذا ساعدكم هؤلاء الأعداء على تقسيم السودان وأجلسكم على دست الحكم كل في إقليمه أو دولته التي سيقيمها ؟ هل ستحققون مايريده مواطنيكم أم تحققوا للأيدي التي إمتدت لمساعدتكم ماتريده ؟ حكموا عقولكم وأنظروا للوطن بتجرد فهناك أهداف غير معلنة يعرف من هو في سنة أولى سياسة فيجب أن لا ننقاد كالبهائم وراء وهم الدعم الأجنبي والشرعية الدولية المزعومة فالأجنبي يرفع شعارات حقوق الإنسان وإنصاف المظلومين لتحقيق أهدافه فأين حقوق الشعب الفلسطيني وأين حقوق الشعب الأفغاني بل أين حقوق الشعب العراقي الذي شردوه بغير ذنب جناه سوى تحقيق أهدافهم القذرة ، فالمؤامرات التي تحاك للسودان كلما خطأ خطوة نحو الإستقرار معروفة ومكشوفة فالغرب يسعى لتحقيق أهدافه فقط ليسهل له النيل من ثروات هذا الوطن الذي صار مطمعاً للطامعين فالدراسات والأبحاث كلها تشير إلى نقص حاد في الموارد من غذاء ومياه وأراضي خصبة في مقبل الأيام والغرب ينظر للبعيد ويأمل في السيطرة على كل الدول ذات الإمكانيات الكبيرة ووطننا السودان أهم TARGET عندهم ولن يدعوه يفلت من أيديهم فمالكم كيف تحكمون أم على قلوب أقفالها .

أفيقوا يا مدعي الوطنية ويا أيها اللاهثون خلف كراسي الحكم وياساسة فتات الموائد ومناضلي الفنادق الخمسة نجوم ألم يقل أجدادنا أنا وأخوي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب وإذا لم تستبينوا النصح فسيعلممك هذا الشعب درساً في الوطنية الحقة وسيرمي بكم في خاتمة المطاف إلى مزبلة التاريخ ولتعوا الدرس ولتنظروا إلى تجار الأخرين فأين أرستيد وأين كورازون أكينو بل أين أياد علاوي وهناك حامد كرزاي وكل الدمي التي نصبها الغرب غصباً عن شعوبها ولن يذكر التاريخ إلا الذين قادوا حركات التحرر والنضال لمصلحة بلادهم وشعوبهم ويفتح لهم شرفات المجد أمثال نكروما وغاندي وسيكتوري وجومو كينياتا وعبد الناصر ومانديلا وشئ جيفارا وغيرهم ممن حملوا رايات النضال ضد الإستبداد ولم يستعينوا بالأعداء للوصول إلى دست الحكم . يروى أن رجلاً كان يتجسس لصالح نابليون ضد مصلحة بلده جاء إلى نابليون ليقبض ثمن خيانته فرمى له نابليون حفنة من المال فمد الرجل يده لنابليون ليسلم عليه فقال له نابليون المال وقد أعطيناك له أما يدي فلا تسلم على من يخون وطنه ...‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

عبد المحمود حامد محمد

السـعودية – ينبـع

9/4/2005م

[email protected]

__________________________________________________

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved