ضربت وحرقت دارفور ظلما بادعاءات كاذبة و مزورة تارة باسم محاربة قطاع الطرق وتارة أخرى باسم السيادة الوطنية فهل هذه هي معنى السيادة الوطنية أن تضرب دارفور بالطائرات و تهدم القرى بمليشيات الجنجويد العنصرية ؟
أين كانت الوطنية وما معنى الوطنية عندما ثارت قرى دارفور تحت نيران و مدافع حكومة الإنقاذ أين كانت معنى السيادة الوطنية عندما قتل ما لا يقل عن 2 مليون مواطن فى جنوب السودان وما لا يقل عن 300 ألف مواطن في دارفور وعجبي لهؤلاء الذين يتباكون للإنقاذ بدون استحياء وأرواح أهلنا في دارفور و الجنوب والشرق أزهقت ظلما و عدوانا باسم السيادة الوطنية .
و إيمانا بقيمه الإنسان و حبا في الإنسانية و سمو الأخلاق الواحد فينا يرتجف و يحترق في دواخله ألما عندما يسمع كلمه الوطنية السودانية المزيفة و السيادة الوطنية الغير عادله والتي تهدف إلى الإساءة للقيم الإنسانية إن الإنقاذيين بذلك يسيئون إلى اسم السودان نفسه و أحس في دواخلي بالمرارة أن يزج باسم الإسلام و الجهاد لقتل الإنسان الدارفوري البريء وان الإسلام برئ منهم و من أفعالهم .
فاستخدام كلمه السيادة في السودان كانت و مازلت تستخدم لأغراض دنيئة و عنصرية فمن الوطني فينا الذي قتل و مازال يقتل بشرا في تاريخ حكمه للسودان و اليوم لا توجد أسرة في السودان إلا وفقدت عزيز لديها بسبب خرافات حكومة الإنقاذ وأباطيله .
فكيف لا يتحرق مجلس الأمن و الجرائم و الفضائح الغير إنسانية التي هزت الضمير العالمي علما بان الأمم المتحدة استخدمت الدبلوماسية الهادئة فيما يخص دارفور وقد زار الأمين العام للأمم المتحد السودان وبالتحديد دارفور بالإضافة إلى السيد كولن باول وزير خارجية أمريكا السابق و لكن نظام البشير الطاووسي فشل فى السيطرة على مليشيات الجنجويد وليست لدى النظام رغبه أصلا في تجريد هذه المليشيات من أسلحتهم بل وصل الغرور بهذا النظام إلى درجه قذف قرى دارفور بالطائرات و اغتصاب النساء و فشل في خلال شهر ان يوفى بما اتفق عليه بل و انتهك وقف إطلاق النار .
أما كان أولى للذين يصرخون و يصيحون للإنقاذ باسم السيادة الوطنية ان يراجعوا ضمائرهم و يسألوا أنفسهم وطاغوتهم من الذي حرق قرى دارفور و من أين جاءت الطائرات التي قذفت و حرقت هذه القرى و شردت عباد الله الأبرياء فى دارفور وما مسئولية الإنقاذ و هى فى السلطة نحو أمن مواطني دارفور أين مكان الوطنية هنا و أين معنى السيادة هنا ؟ وما جزاء الأنظمة التي تبيد و تشرد مواطنيها هل يريدون ان تمنح حكومة الإنقاذ جائزة نوبل للسلام أم يريدون أن يشار إليهم بالبنان لأنهم دعاه سلام فأي منطق يقبل قتل الإنسان ظلما و عدوانا و النظام يدعى بأنه الحاكم في المركز و يفعل ما يشاء باسم السيادة الوطنية و كيف يعقل أن تقذف القرى و سكانها بالطائرات بغرض الانتقام .
فحكومة الإنقاذ طوال فترة حكمها للسودان عملت على القتل و الدمار و خراب البيوت و تشريد المواطنين حتى صار السودان بلدا طاردا لمواطنيه و مأوى للإرهاب فهل هذه هى السيادة الوطنية . وماذا فعل الزبير بخلق الله في جنوب السودان الحبيب و ماذا كان مصيره لقد انظر الله فيه العقوبة فمات مغضوب عليه فى أجواء الناصر، أما الرائد شمس الدين الذي أذاق الشرق و الجنوب كل أنواع البطش و العنف فماذا كان مصيره ؟ لقد قتل و احترقت جثته فى دارين وكان هذا اليوم يوما خالدا و مفرحا للمهمشين الذين تضرروا من هذا الوحش .
ان هذا النظام قتل 28 ضابطا فى رمضان و دفن أناسا أحياء فى دارفور بالإضافة إلى 168 مواطن في وادي صالح رميا بالرصاص فى عام 2003 وقام بالمجزرة الفظيعة فى قريتي سنقتا و شوبا وذبح المواطنين فى كرنوي وكتم وكبكابية .
أما الذين يدافعون عن حكومة الإنقاذ ويرتجفون اليوم من قرار مجلس الأمن عليهم ان يعرفوا معنى الوطنية الحقيقية ألا وهى حماية المواطنين وتوفير الأمن و الأمان بالإضافة إلى العمل و التنمية و صون كرامة الإنسان و تحقيق العدالة و المساواة و الديمقراطية و الفدرالية الحقيقية والحرية الدينية .
أما من يدعي و يتثبت باسم السيادة الوطنية فهذه خرافه أخري و ازدراء لقيمه الإنسان و كرامته فكيف يستقيم المنطق و يخطر ببال إنسان أن تستخدم دولة طائرات الأنتينوف و الميج ضد مواطنيه لنشر القتل و الرعب أي دين سماوي يقبل هذا و أي منطق يقبل إبادة البشر ووضع شماعة السيادة الوطنية لن تقنع أحد أو تكسى عاريا أو تطعم جائعا ولن يرتجف لنا جفن لحكومة الإنقاذ ما دام سياسته هو نشر الفتنه والقتل و الدمار .
وهل يعقل أن يقوم النظام بدعم مليشيات عنصريه وتحرضهم على القتل و حرق القرى و بث الفزع بالإضافة الى اغتصاب النساء ثم احتضن قادة هذه المليشيات و اليوم موسى هلال يعيش منعما فى الخرطوم فهنا لا للوطنية معنى ولا للسيادة مبدأ فهذه هى الخيانة الكبرى و النظام الجائر فى الخرطوم لا يفهم المعنى الحقيقي للإسلام بل استخدمه ليتاجر به حماية لمصالحيه . فالمسئولية التاريخية و الأخلاقية سوف تلاحق و تحاسب الإنقاذيين دعاه اللات والعزى و الغطرسة و العنصرية و الفجور فالمجتمع الدولي سوف يلاحقهم أينما حلو و سوف تنزل عليهم لعنه الله و عدالة السماء فلا التصريحات العشوائية لسبدرات تفيد ولا التظاهر اليوم يفيد فلا البكاء والعويل مخرج ونحن في انتظار يوم المواجهة ونتمنى ان تكون اليوم قبل الغد .
أما التهديد والوعيد وفتح معسكرات الجهاد وإعلان التعبئة العامة لن تخيف أحدا ولو كانت لها فائدة لما سقطت شعاراتها في جنوب السودان وتصدعت أسماعنا من أناشيد الدفاع الشعبي الصورية التمثيلية وشبعنا من بطولات الدبابين التمثيلية وسخر الشعب السوداني كله من ساحات الفداء والخطب الرنانة الطنانة المنمقة ,فاليوم انتم في واقع مرير لا مفر منه أما الاستسلام للواقع وقبول قرار مجلس الأمن او الانتحار فهذه المرة صراخ وعويل عبد الباسط سبدرات لن يفيد ولو كانت تفيد الهرجلة والدعايات الإعلامية لأفادت الصحاف .
أما إعلان التحدي والعنتريات الزائفة فعذرا لسنا في ساحات المصارعة . انتم تواجهون العالم الذي تعاطف مع دارفور وشعبي دارفور فالأحسن والأفضل ان تجهزوا الحفر والخنادق للاختباء ليكون ذهابكم للمحاكمات منها مباشرة أسوة بما حدث للدكتاتور في العراق الذي يشبهكم في أعمالكم وكنتم جزء من المؤامرة عندما سقطت القومية العربية والوحدة العربية بغزو الكويت أقحمت السودان فيه دون تفكير ودفع الشعب السوداني ثمن فاتورة أخطاءكم وانتم اليوم وغدا ستدفعون الثمن غاليا فيما ارتكبوه من جرائم .
ولكن قبل هذا وذاك نريد أن نعرف ما سبب وجودكم في السلطة وشعب بريء تعرض وما زال لحملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية هل هذا هو نهجكم ومشروعكم الحضاري الضال بئس المشروع وبئس المصير فأنتم لا تعرفون للإسلام معنى ولا للحرية مغزى ولا للإنسانية قيمة فكيف يسكت العالم عما يحدث في جزء عزيز من الكون ( دارفور ) من أناس أدمنوا ثقافة الموت وإذلال البشر ثم صاروا لا ينامون إلا على صوت الرصاص وصراخ الضحايا .
لقد وصل بكم الحال إلى درجة الهلوسة ودفنتم الأحياء في دارفور وانتزعتم الأجنة من أحشاء النساء ثم أصبحتم تغنون وتتراقصون في لقاءاتكم الجماهيرية المزيفة . ولعلمكم نحن ما خلقنا لنأكل ولنشرب فلا الإنقاذيين ملائكة ولا هم رسل من السماء حتى نتبعهم بل هم مافيا سلطة وتجار دين وليس لهم حق إلهي أو وراثي لكي نستمع إليهم بل هم بشر مثلنا ومن حقنا ان نرفض أفعالهم ومن حقنا ان ندافع حقوقنا وسوف تأخذ العدالة مجراها لتكونوا عبرة لكل معتد أثيم .
فحكومة الإنقاذ اليوم غاب قوسين او أدنى من الانهيار الشامل فسبدرات الذي لا يستحي يصف صور العنف والمجازر في دارفور بأنها صور من رواندا وهي من أشد حالات النفاق والهوس ونحن ضد العنف في أي مكان وفي أي زمان فقد أصبح سبدرات كالصحاف الذي ملأ العالم ضجيجا بقولته المشهورة سنهزم العلوج أخشى ان يكرر سبدرات نفس المشهد لتضليل الرأي العام السوداني ولربما يقول غدا ضربنا العلوج في مطاري الخرطوم والفاشر ودائما يتحدث كان السودان ملك له ولأمثاله علما بان سبدرات لا يعلم عن دارفور إلا اسمه ونقول له ولزمرته وللمطبلين من أمثاله تبقت لكم أيام قليلة وسوف نراكم مكبلين بالأغلال وان غدا لناظره قريب .
فالكلام سهل ومتاح والتهديد بضاعة رائجة عندكم ولكننا في انتظار يوم الزحف الأكبر وسوف تكون طامة كبرى لكم ولأمثالكم وكما تدين تدان . أخشى ان يتم القبض عليكم في حفر زقلونا أو طردونا والأيام دول بيننا وهذه نبوءة نقولها ونحن واثقون من أن مجلس الأمن سيأخذ لنا حقنا ولعنة الله فى السيادة الوطنية ان كان معناها حرق القرى وقتل الأبرياء .
أما سياسة النظام هذه الأيام من نقل للمعدات العسكرية الثقيلة الى دارفور وتجييش المواطنين بالإضافة إلى البواخر التي تأتي ليلا عن طريق عروش محملة بمعدات عسكرية وأفراد غير سودانيين ملتحين ثم يقوم جهاز الأمن إلى الخرطوم ومنه إلى دارفور فنرجو من المواطنين الحيطة والحذر وعدم التعامل مع هؤلاء المشبوهين الدخلاء ونناشد مجلس الآمن والمحكمة الجنائية الدولية بالإسراع في تنفيذ القرار 1593.
وفي الختام ندائي لقادة الحركات الثلاثة( حركة التحرير , التحالف الفيدرالي, العدل والمساواة ) الوحدة والتماسك فنظام الإنقاذ يلفظ أنفاسه الأخيرة في غرفة الإنعاش.
قال تعالى ( سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون )
والى أن تكتمل شمس الحرية نلتقي
حسن آدم كوبر
عضو التحالف الفيدرالي الديمقراطي السوداني
الولايات المتحدة الأمريكية- ولاية مين في 9/4/2005م
[email protected]