ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان
قسم لله ثم الوطن فالله وحده الكفيل أن يبره بقلم آدم خاطر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 4/8/2005 3:30 م
قسم لله ثم الوطن فالله وحده الكفيل أن يبره الجمعة 8/4/2005 م آدم خاطر حملات الاستهداف والتآمر الدولي بتوجهاتها الاستعمارية ونازيتها الجديدة لم تتوقف عن بلادنا ولن تتوقف في سياق المخططات المعلنة لصوملة البلاد وتمزيق أطرافها بفتن التهميش ونعرات العرق امتدادا للهجمة الإمبريالية الصهيونية على منطقتنا والإقليم، وهى بالنسبة لنا لا تخرج عن نواميس هذا الكون في خوض معارك الشرف والابتلاء المكتوبة قدرا والمسطرة أذلا في استمرار المدافعة الكونية بين قوى الحق والباطل حتى يدمغه الله ويزهقه ويعلى الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين . وإلصاق التهم والافتراءات بدولنا في منظومة العالم الثالث أضحى موضة العصر في نادى كبار الدول لما يعرف بمجلس الأمن الدولي ،ولكل مراقب أن يتخيل حجم هذه المؤامرة الرخيصة في أن تصدر ثلاث قرارات من هذا المجلس ضد السودان في بحر أسبوع ما أظن ذلك قد حدث في تاريخه بهذه العجالة والتلفيق والأوضاع على الأرض في تحسن بشهادة مبعوث الأمين العام برونك ولا يعقل أن تكون دارفور التي اتاحت الحكومة طواعية لكل الدول والمنظمات والبرلمانات والكنائس وكبار الشخصيات والوفود الأجنبية أن تطأ أرضها لتقف على حقيقة الأوضاع فيها أن تكون هي اكبر مهدد للأمن والسلم الدوليين والعالم من حولنا يمور بالنزاعات والحروب ، ولكن المحصلة تظل على نحو ما ضمنه القرار الأخير 1593 وتداعياته التي قضت بإحالة الأوضاع في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي منذ يوليو 2002 م وكأن المجتمع الدولي بهذه القرارات الظالمة وإسنادها إلى طرف لم تكن دولتنا قد صادقت على معاهدة روما التي قضت بتأسيس هذه المحكمة قد أو جد حلا جذريا لهذه الأزمة الداخلية وأوقف نزيف الدم و أسدل ستار الحرب فيها و كفل لأهلها العيش في سلام وأحيا شهدائها وضمد جراحها الغائرة و أعاد البسمة إلى شفاه أهلها وأغدق عليهم الطعام والدواء والكساء والإيواء وحمل عنهم زمهرير الشمس وعنت الهجرة واللجوء الذي ألبسهم به التمرد ، والأسرة الدولية وقفت عاجزة في النصرة وقعدت حائرة عن الوفاء بالتزاماتها سوى تقديمها ل 8% من المطلوب ومع ذلك يطلب إلى الدولة وحدها أن تصنع الخوارق وتفعل المستحيلات للاحاطة بكل شي على قلة ذات يدها وعداد الفتن والجبهات التي تفتح بواسطتهم ، ورغم ذلك فهي تجتهد في الاحاطة بمجمل الأوضاع لا يقعدها اتفاق الجنوب الذي ابرم ولا يصرفها عن مسئولياتها الأخرى في دارفور والشرق ولكن مجلس الأمن يرى مكافأة التمرد وحركاته المسلحة بإفشال مساعي السلام وإعاقة خطى الحل والتفاوض وتعقيد طرائقه واتجاهاته دون اعتداد لما بذل من جهد خارق ولما تم ويتم من تسويات وما يمضى من مسارات، و كأني به يرى البلاد وهو لم يحكم بفنائها بعد، إلا أن قراراته تصح عندما يكون السودان كدولة قد فقط سلطانه ومشروعيته وقرر المجلس بداية أنها دولة في حكم المنهارة مما يستلزم وصاية دولية ليست في الجوانب العدلية والتقاضى فحسب بل في شتى المجالات الأخرى التي يمكن أن تنهض بها اى دولة كاملة السيادة والسلطان . هدفت هذه القرارات في هذا التوقيت إلى إرباك النظام وإصابته بالشلل لتقديم المزيد من التنازلات في مراحل آتية يرسمونها ، كما رمت لإضعاف الصف الداخلي وخلخلة تماسكه الذي أرسته بشائر السلام ما ّصدق الناس أن حملات التخريب الداخلية قد فككت وهرب قادتها واحتموا بمعسكرات الفاشي اسياس . و تعلم هذه القوى التي تقف وراء القرارات أن طلائع الحركة الشعبية بدأت في ترتيب أوضاعها وتسمية وفدها للتحرك باتجاه الخرطوم والمكوث بها لاستكمال مستحقات اتفاق نيروبي وإنزالها ارض الواقع ، وهى تدرك أن الأوضاع في الشرق لم يكن بمقدور من أوكل إليه تنفيذ السيناريو البائس فيه من أن ينهض به على النحو المطلوب لتضيف لحلقات الابتزاز ونثر المزيد من البلبلة والاضطراب ، وهى تيقن أن مسار القاهرة لم يكن له ما يبرر تأخره آو أن يتوقف كلية وكل بند فيه قد تم التراضي عليه وينتظر التوقيع ، وهى تدرى أن التمرد في دارفور أصبح مفككا في اضعف حالاته إلا من عصابات ومغامرات متحركة لن تؤسس وضعية تفضي إلى مطامحهم في تفتيت دارفور وفلوله تقتات بالغارات والمباغتة التي لم تستطع خيول التحالف الامريكى البريطاني وسنابكه وأساطيله من صدها وتطويقها في العراق على كثافة جنودها وتسليحها وعتادها . وما لم تدركه هذه القوى الشريرة من عواقب هذه القرارات هذه الغضبة الجماهيرية الشرسة التي اجتاحت كل مدن السودان وحواضره وقراه تناصر الدولة وخطها تزود عن حمى الوطن وملاحمه ، تساند وتؤازر من قراراتها البطولية ومواقفها التاريخية المشرفة بقسم رئاسي مغلظ يصعب فهمه وتقديره بحسابات ضعاف النفوس والإرادة و محدودو النظر داخليا في أحزاب أرذل العمر وشذاذ التمرد ، كما يصعب تفسيره عند هذه القوى الماكرة التي تبنى حساباتها وتعاملاتها على المادة والقوة المحسوسة دون معية الله ، والبشير يقود مسيرة الإنقاذ يرتكز إلى يقين موصول بالله والى ملاحم قدمت الزبير سيدا لشهدائها وفداءا لغاية وسبيل مقيم ، لكنها تدخره هو بشيرا للخير ولموقف كهذا ينتظره أصحاب النفوس الموصولة بالله والغايات الكبار لا يزود عنه غير الشرفاء والوطنيين من أمثاله وقد ظن بعضهم أن الإنقاذ وحيدة معزولة دون سند شعبي ، ولا ترتكز إلى رصيد وطني على نحو ما عبرت عنه هذه المسيرات الشعبية المليونية الهادرة بشعاراتها وراياتها وقادتها من كل أحزاب وانتماءات و طوائف أهل السودان وقطاعاتهم ، في مواقف تذكر بهبة حزب الله في لبنان وما كشفت عنه في موازين القوى إزاء القرار 1559 وما أشبه الليلة بالبارحة . فالرئيس البشير أطلق قسمه لم يقل بيمينه انه لن يسلم سودانيا ليحاكم خارج وطنه وبات يربع يديه ويصم آذانه ويوقف نشاط حزبه وحكومته ينتظر السماء أن تمطر ذهبا وهو يرى كيدهم يزداد وتآمرهم يتعاظم ، ولكنه اقسم بربه إيمانا وعزة وفخارا برصيده الذي يناصره ويرتكز إليه وهو لم يرم لمواجهة احد ولكن قراراتهم هي العدوان والمواجهة بعينها ، لذا لزمه أن يقود المعركة بنفسه في جوانبها المختلفة سياسية تعبوية داخلية كانت أم دبلوماسية و إعلامية أم قانونية وخلافها ثقة بالله ونصره الموعود يقينا لمن يصدقه ويعمل لأجله، وهو لم يقود سفينة الإنقاذ ويفجرها ثورة إلا نصرة لله ودينه الذي امتهنته و كادت أن تعصف به الأحزاب الطائفية من ارض السودان ووجدان شعبه المتمسك بهدى السماء وقد كادت فعال الأحزاب وقتها لتفصمهم عنه إلى غير رجعة و لكن قدر الإنقاذ ومسيرتها القاصدة تثبت هذا الدين ليسوس حياة الأمة ويحكمها منهجا وسلوكا لم تنل من رصيده اتفاقية السلام ومساومات بعضهم . والبشير إذ يقسم في شان كهذا إنما هو إعلاء لقيم أمته وسمقا بهذا الوطن وانتصارا لإرادة أهله التي لم يكسرها الاستعمار ولم تزدها الإحن والخطوب والتهديدات إلا مضاءا ، وهو يستمسك بالله مالك النصر وأسبابه مع قيادة وحزب وحركة إسلامية لها سفرها ونضالها ومعينها لا تحتطب ليلا تؤمن أن المنهج الذي سيمضى في نهاية المطاف هو منهج الله وهو ناصره ودولته وحكومته وأحزاب ائتلافه كيفما كانت النتائج والمآلات . وهو يقسم بخالقه ومن ورائه إرادة وطنية غالبة وتيار وطني عريض أبصره المتشككون والمرجفون يوم عّبر عن نفسه وأكد على رفضه قراراتهم الجائرة لم يشذ عن هذا الموقف الوطني صراحة إلا بعض منسوبي التجمع من الحالمين دون زعيمهم و إمام الأنصار الصادق المهدي الذي يستميت هذه الأيام وهو ينتحر سياسيا يخّذل الدين والوطن وإمامة الأنصار وهو على هذه السن المتقدم التي توجب الرشد والبصيرة النافذة ومعايير الوطن لا الكيد والغيرة العمياء ورهان الخارج ومصافحة إسرائيل ومغازلة أمريكا وود فرنسا واضعة مضمون القرار. فليهنأ الإمام الحبيب بموقفه هذا الذي سيرده له التاريخ وسجلته له صحائف الوطن وهو يقول بعدالة المحكمة الدولية وحيدتها ويشكك في عدالة الوطن و قضائه ورجاله ، وليفرح بهذه الوقفة التي لا تشبه الأنصار ولا إمامتهم الحقة ولا تاريخهم وبطولاتهم وهم أهل النصرة والسبق يقف بهم الإمام وقفة يندى لها جبين الوطن و يريد في الوقت ذاته أن يحتفل متاجرة بالانتفاضة وهو حقيق بإجهاض انتفاضات الوطن وهباته كما شهد تاريخنا الحديث في شعبان. لئن يقسم القائد وهو يتوكل على الله وهو حسبنا ونعم الوكيل فان عين السماء وأبوابه المشرعة أمام دعوات الصالحين والمخلصين من أبناء الوطن ومحبيه لن تغفل عن هذا القسم وهو ينشد أن تظل راية الإسلام أبدا مرفوعة وحياض الدين والوطن دوما مصانة وقيم امتنا وثوابتها دوما شامخة ودستورنا وعدالتنا فوق عدالة الغاب التي يزعمونها ، ولن ترده غموسا بإذن الله أو تتركه لتحيط به الخوالف و الأقزام ليحنث فيه ، بل إن أنصار الإنقاذ ودعاة السلام وطلابه يقفون إلى خلف قائدهم يسدون عين الشمس عزة ونصرة لقسم البشير حتى يبلغ غايته إن استعرض بهم البحر ما تخلف منهم رجل واحد حتى يبر قسم القائد وينال رضي الله والوطن أو نفنى دونه. اليمين الذي نطق به البشير ليس وليد عاطفة ومصادفة لزمانه ومكانه والغاية وراءه فهو مقصود في ذاته وأبعاده بكل ما يحمل القسم من عقد مع الخالق لا مزايدة أو وجل ولا افتئات فيه، وهو قسم لو يعلمون عظيم بعظم التبعات والآمال التي يحملها مشروع الإنقاذ الذي ظنوه وئد ووري الثرى . و ليراهن الكرزاى وجلبى السودان على جيوش الباطل التي غاصت أقدامها في وحل العراق وأفغانستان فان أهل الإنقاذ وأنصارها لهم جهاد مشهود و إمام يقود ما رجوناه إلا أن يقول يا خيل الله اركبي ليرى ما تقر به العين ويصدق القسم والوفاء لله والوطن. والأيام وحدها كفيلة بان ترى الجميع عزة الإنقاذ والتزامها بما تقطع وتعد خاصة إن تعلق الالتزام بالسماء . والله المستعان