مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الفرار من العدالة /عبدالغني بريش الايمي فيوف/أمريكا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/8/2005 3:29 م

بسم الله الرحمن الرحيم--
الفرار من العدالة /عبدالغني بريش الايمي فيوف/أمريكا
ادت السياسات الخاطئة المشوشة المبتورة واالمتخبطة منذ جلاء الانجليز عن السودان الى تدمير البنى التحتية لاقتصادنا الوطني الذي كان من اقوى اقتصاديات المنطقة وقتها وتلت هذا التشويش حروبات اهلية مدمرة وكان اخرتها االحرب التي قادتها الحركة الشعبية لتحرير السيودان عام 1983 ضد الحكومات والانظمة السودانية وكان طرح الحركة واضحا وهو تحرير البلاد من التخبط والتشويش وتقديم حلول جذرية لاصل المشكلة السودانية ووقف الحروبات التي تظهر من وقت لاخر وأدت بعضها الى القضاء على الأخضر واليابس------------
عندما وجد نظام الانقاذ نفسه محاصرا دوليا واقليميا وداخليا هرول الى طلب مساعدة دول الايقاد التوسط بينه وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان للدخول معها في مفاوضات مباشرة لانهاء أطول حرب اهلية في القارة الافريقية----------رحب الجميع بهذه الفكرة وكان اول المرحبين بها هو الشارع السوداني ----------ببساطة لان الاسر السودانية كان قد تعبت من استمرار هذه الحرب حيث أستخدم أبناء هذه الأسر وقودا لحماية النظام الحاكم تحت ما سماه الإنقاذ بالجهاد او الشهادة ودفع بالشباب السوداني وطلاب مدارس والجامعات والمعاهد الى ميادين القتال وحملوا معهم شعارات-الوطنية-والدفاع عن العقيدة والمشروع الحضاري-والاسلام والعروبة رغم انفهم---------وبقدر مافرح الشعب السوداني لدى سماعه خبر انطلاقة جولات مفاوضات السلام السودانية في العاصمة الكينية نيروبي عام 2002 حزن بالقدر نفسه حزنا عميقا عندما جاءت الاتفاقية السودانية النهائية خالية من محاسبة الذين تسببوا في أصل الكارثة السودانية
1- لم تحدد الاتفاقية المسئولين الذين تسببوا في مقتل اكثر من مليوني انسان سوداني في المناطق التي شهدت المعارك الطاحنة
2- جاءت الاتفاقية خالية عن تحديد الجهات التي أصدرت الفتاوى الدينية المضللة وبموجبها تم ارسال عشرات الآلآف من الشباب السوداني الى مناطق الحرب وفقد معظمهم حياتهم وهم ليسوا شهداء بالطبع
3- لم تتطرق الاتفاقية الى مسألة الاضرار والتعويضات حيث تضرر تقريبا 70% من الاسر السودانية جنوبا وشمالا جراء استمرار الحرب
4- لم يتم تحديد الجهة المسئولة عن هجرة عشرات الآلاف من الخبرات السودانية من دكاترة وأطباء ومحامين ومهندسين وأساتذة وطلاب جامعات الخ الى خارج الوطن
5- لم تتعرض الاتفاقية الى تعويض مئات الآلاف من اللاجئين الذين تركوا البلاد قسرا مضطرين مجبرين، ورغم السنوات العجاف الطوال التي قضوها خارج السودان الآ انهم متشوقين
للعودة،وأغفلت الاتفاقية مسألة التعويضات تماما ولم تشر الى الضمانات لهؤلاء في حالة عودتهم لان أكثرهم تجنسوا بجنسيات البلدان التي هاجروا إليها0
ان مسألة محاسبة الذين ارتكبوا أي من الجرائم ضد أي من الشعوب في غاية الاهمية لماذا؟لان العقوبات وحدها التي ترسل رسائل قوية للحكام والمسئولين الذين لايكترثون بمطالب وارادة شعوبهم،ان تجاهل توقيع عقوبات وجزاءات على الحكام والمسئولين السودانيين منذ ثورة اكتوبر 1964 فتح الباب على مصرعيه ان يهرب كل مجرم من العدالة،
ان عدم محاسبة الذين اطلقوا الرصاصات التي أدى الى مقتل (شهيد الحرية القرشي) واعتبار هذه الجريمة البشعة مجرد خطأ،شكل ضربة كبيرة لاول ثورة شعبية عارمة زاحفة في افريقيا والعالم العربي والتي ارسلت اشارات واضحة وقوية لجنرالات افريقيا والحكام المستبدين من العرب على ان الشعوب قادرة على اقتلاع كل معتد اثيم،لكن للاسف الشديد نجا الجنرال عبود ومساعديه من العقوبات وكذا لم تحدد الجهة التي اطلقت نيرانها على (شهيدنا القرشي)
ظلت مسألة السكوت على جرائم الحكام السودانيين على حالها بل تطور اسلوب اضطهاد الحكام السودانيين لشعوبهم،وفي ابريل 1985 انتفض الشعب السوداني ضد الديكتاتور نميري وحكومته وطالب الجماهير براس نميري وحكومته وخرجت مظاهرات غاضبة في معظم مدن السودان منددة(رأس نميري مطلب شعبي) كما دعت الى محاكمة الذين جاءوا بما سميت (بقوانين سبتمبر 1983) لكن مرة ثانية once again
تجاهل الذين خلفوا نميري مطالب الشعب السوداني ولم يحاكم النميري واعوانه بل ذهبوا احرارا من غير حساب
بعد مجئ حكومة الاحزاب الثالثة في عام 1986 فرح الجماهير مرة ثانية وجدد مطلبه الاساسي وهو محاكمة نميري ورموزه،لكن الحكومة التي جاءت برئاسة السيد الصادق المهدي رئيس حزب الامة خذلت الجماهير بانشغالها بأمور خاصة (كالتعويضات)وطالب الصادق المهدي شخصيا بتعويضات بلغت 35 مليون جنيه سوداني أي ماقاربت وقتها 15مليون دولار امريكي لاراضي ادعى انها لاجداده وسرقتها حكومة نميري وحصل فعلا على هذه التعويضات المزعومة،كما حصل الختمية واسرهم على تعويضات مماثلة ولإدعاءات شبيهة ،وهكذا ذهب مطالب الشعب ادراج الريح مرة اخرىdouble jeopardy
عندما حل نظام الانقاذ كان الشعب السوداني قد فقد ثقته في الحكومات والانظمة السودانية كلها لذلك رفض استقبال الشيباني حسن الترابي وعصابته
الآ انهم وبحكم تملكهم السلطة والثروة والسلاح تمكنوا من تطويع وارضاخ الشعب لاكثر من عقد من الزمان-
ان ادعاء الانقاذ بانه جاء لصالح الشعب كانت اكذوبة محضة، كيف يستطيع بشر خانوا كلمة الشعب وجاءوا بالدبابات والمصفحات العسكرية ان يعملوا لصالح الجماهير
ان عدم معاقبة الحكام والمسئولين السابقين عن جرائمهم وافعالهم والعمل ب(عفا الله عما سلف) فتح شهية الانقاذ كبيرة وفي عهده إمتلات المدن والقرى السودانية بالسجون وبيوت الاشباح لاسكات كل الافواه الحية وحققوا اهدافهم تلك-
ان القرار الاممي الذي صدر عن مجلس الأمن في الاسبوع الماضي بخصوص ملاحقة مجرمو الانقاذ الذين تسببوا في مقتل فيما لايقل عن 300الف مواطن دارفوري في خلال عامين يجب ان لايزعج اي سوداني له ضمير، فقد فشل الشعب السوداني لاكثر من 40 عاما من ملاحقة ومحاكمة الذين تسببوا في الكوارث الانسانية التي عادت بالسودان الى عهد المهدية والبربرية فلماذا الضجة فلماذا المظاهرات الشعبية التي تحاصر السفارات الغربية في الخرطوم -
اننا ندعوا الشعب السوداني ان لاينخضع للشعارات الجوفاء التي يرفعها الانقاذ ويضيع الفرصة التاريخية التي وفرها مجلس الأمن لمحاكمة الخونة الذين جاءوا في يونيو 1989
ان حماة الانقاذ الذين يملأوون الصحف باقلامهم وبانتقاداتهم للقرار الاممي هذه الايام انما سبب تململهم هذا هو خوفهم هم ايضا من العقوبات القادمة لان قائمة مجلس الأمن طويلة جدا وستطال يوما ما كل من دافع عن الانقاذ وأيد شعاراته الكاذبة والمضللة ستطال اهل الصحافة والاعلام السودانيين الذين طبلوا ورقصوا مع الانقاذ بل روجوا واشاعوا الفتن والاكاذيب بين اهالي السودان

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved