بريمة محمد أدم/ واشنطن
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
بالأمس رد هذا المهندس الناقص في عزته كرامته علي مقالى السابق الذى كشف عورته في حربه العنصرية ضد القبائل العربية المستوطنة في أقليم دارفور، وحسناً رد حتى نوافيه بالمزيد وليعرف القراء حقيقته.
فقد ركعه مقالى، الذى قال عنه لا يعيره كبير إهتمام، كما ركع ومازال يركع أمام المنظمات الأنسانية وللاإنسانية، يسوم عرض بنى جلدته طلباً للكرامة والعزة. إجبنى علي الأتى: متى وأين في مقالاتك السابقة كنت تعترف بوجود القبائل العربية في دارفور وتقدر لها قدراً غير السب البذاء؟ وأين في مقالاتك السابقة قلت إنك ليس ضد القبائل العربية في دارفور؟ وأين في مقالاتك السابقة دعوت أبناء القبائل العربية علي كلمة سواء حتى يخرج الأقليم من المأزق الأثنى العنصرى؟ مقالى هو الذى ركعك وإنتزع منك ذلك الأعتراف إنتزاعاً، ولن تفلح فى حربك ضد القبائل العربية، فلتعد إلي رشدك وهناك تجدنى أهلل لك.
وقد قال المهندس في رده إننى أحرض القبائل العربية، حتى تقوم بما يقوم به الجنجويد ضد القبائل الأفريقية. فأقول لك، أنت أيها الحقير، إنك لا تقوى أن تقف أمام القبائل العربية إن حرضناها ضدك، إن قبائل الرزيقات وحدها، التى حمت أجدادك بالأمس بعد أن هاجمها زعيم النخاسة، الزبير باشا، من مناطق بحر الغزال، يمكنها وحدها أن تدك عرش أجدادك الزائل إلي الأبد، فما هو الحق الألهى التحررى الذى يخولكم أن تسلخوا جلود البشر كالشياه؟ وأين يوجد في دساتير الثورات أنها تمثل بالشعب الأعزل وتصلبه علي جزوع الأشجار تشفياً من الأنظمة الحاكمة؟
في مقالى السابق أشرت إلي أن إستهداف القبائل العربية، ليس شئ جديد، فقد أكده أبناء القبائل العربية بدارفور مراراً وهنا بعض النمازج:
منظمة السودان للسلام والوحدة والتنمية بأمريكا أوردت نمازج من التعذيب والأعتداءات الوحشية ضد أبناء القبائل العربية في دارفور وذكروا الأتى (بتأريخ يوم 18/3/2003 هاجم المتمردون قرية دريسة جنوب شرق تنكو، فقتلوا وذبحوا كل من كان في طريقهم ثم إقتادوا المواطن أدم موسى عبدالله وكان فارساً من فرسان القرية فصلبوه علي شجرة في طرف القرية وسلخوا جلده كله كما تسلخ الشاه ثم قام الأرهابى عبدالواحد محمد نور [قائد جيش تحرير السودان] بقطع أعضاء الفارس أدم ووضعها في فمه وهم يضحكون منتشين بتعذيبه وآلامه .. وتركوه علي هذا الحال والذى مات فيه من عذاب السلخ حياً ونحسبه شهيداً عند الله بأذنه تعالى) إنتهى.
الأستاذ أبراهيم موسى زريبة، علي صفحات سودانايل في مقال بعنوان(متمردو دارفور وفن الفتنة) يقول الأتى: (أما في الارياف والبوادي في دارفور، بعيدآ عن المدن والاعلام، قادت مجموعات المتمردين حرب أخرى قذره، انتقائية، ضد الرعاة من أصول عربية فمارست ضدهم كل أنواع الوحشية والشناعة من قتل واختطاف ونهب واغتصاب مظهرين بذلك الهدف الضمني للحركه وهو اجلاء تلك القبائل من اصول عربيه أو محوها من الوجود) إنتهى.
الأستاذ إبراهيم موسى زريبة في مقال له علي صفحات سودانايل وتحت عنوان (زعماء العشائر في دارفور ... يحاكمون أو يكرمون) نقتطف من مقاله الأتى: (إستمراراً منهم في تضليل الرأى العام – إمريكا علي وجه الخصوص- أبلغ متمردو دارفور عن أسماء زعماء القبائل العربية، متهمين إيهام بأرتكاب جرئم حرب، ذلك ليس مستغرب من حركة تستهدف في الأساس تصفية القبائل العربية وإجلائها .... ونحن نعلم أنهم مستهدفون ليس للمحاكمات فحسب بل للتصفية، كما فعلوا بشيوخ الهبانية عمر علي الغالي تاج الدين والغالى علي الغالى ومن لم يقدروا علي تصفيته وصموه مجرم حرب تمهيداً لمحاكمته) إنتهى الأقتباس.
الأستاذة سمية زريبةمن جامعة نيالا بجنوب دارفور في مقال لها علي صفحات سودانايل تتحدث عن الهجوم علي بلدة الكومة قائلة (أتت معارضة الفور والزغاوة إلى ابوقو وقد مكروا مكرا كبارا حيث كان هدفهم الأساسي قبيلة الزيادية وحاضرتهم الكومة. حيث لم يقوموا بأي شيء فيها ولا وجود لهم هناك في أبوقو إلا من راية يرفعونها و يفرون . والكومة قرية صغيرة عندما نزورها في الأعياد ولضيق الوقت كثيرا ما كنا نزور معظم أهلها بيت بيت في نفس اليوم، فالكل أهل وأبناء عمومة. غير المجلس والمدارس و نقطة الشرطة و المستشفي لا توجد مؤسسات حكومية. ولا تعرف لأرضها حماة غير أبنائها. فلماذا تكون هدفا لمعارضة الزغاوة والفور! ؟؟ خرج أبناء الزيادية الشم الأشاوس والذين لا يمكن أن يمكنوا أي قوة لأي قبيلة مهما كان سلاحها وعتادها أن تطأ أرضها، نرحب بالغريب مسالما لكن حربا لا تصل إلي عنان السماء، لأن عرفنا و إرثنا يمنع أي قبيلة مسلحة أن تمر علي أرضنا دون استئذان حتى لو كان الهدف تعقب لصوص فكيف بالسماح لهم برفع علم؟ خرج أبناء الكومة علي قلتهم الصغير و الكبير وقد صدقت جدتنا حين قالت (نحن في العرب بينين شوية وعاصمين الراي، يا شوك الكداد الفي القلوب شواي) وصدوهم عن دخول الكومة وكان الثمن ست من الشهداء وإحدى عشر جريح من بينهم شيخ تجاوز السبعين من عمره وصدوهم إلى جبال تقع شمال غرب ابوقو ما زالوا متحصنين بها في إصرار علي إعادة الكرة علي حين غرة لكن هيهات) إنتهى الأقتباس.
الأستاذ هاشم عمر ضوالبيت كتب في سودانيز أون لاين في مقال تحت عنوان (ثورة دارفور والخديعة المرعبة) يقول الأتى: (لا شك ان الجميع يعرفون الصراع القبلي بين الزغاوة وقبائل البدو الرحل بشمال دارفور وهذا الصراع نشأ عام ثمانية وستين حول ارض رهد الجنيق ، واستمر في اشكال مختلفة حينا نهب مسلح وحينا حرب بين خشوم بيوت ، حتى وصل الى حرب طاحنة في عام تلاتة وتسعين ، تلك الحرب التي وضحت فيها اهداف الزغاوة علنا وهي اخلاء منطقة شمال دارفور من اي وجود للقبائل البدوية وقد قيل هذا علنا في المؤتمر، مما حدى بلجنة المؤتمر الى الهروب من مواجهة المشكلة بأيجاد حلول سطحية وانهاء المؤتمر بالديات دون حسم مشكلة الصراع على الارض بشمال دارفور، التي هي سبب المشكلة، وقد تفجر الصراع اصلا بسبب قيام مشروع استقرار الرحل بمنطقة الزرق والتي هي عبارة عن ارض صحراوية تعتبر المراعي التقليدية للبدو منذ فجر التاريخ، وتم حفر تسعة دوانكي بالتمويل الذاتي بعد ان صدقت وزراة الطرق والكباري بتوفير الحفارات اللازمة للمشروع وتمت دراسة المنطقة وصدقت الحكومة الولائية على المشروع رغم وجود المهندس على شمار فيها كنائب والى، وبالفعل تم حفر الابار ووجهت الادارة الاهلية البدو للأستقرار وشرع الناس في البحث عن طرق للحد من الحروبات بمنع البدو من الذهاب جنوبا لتلافي الاحتكاكات القبلية، ولكن المؤسف ان الزغاوة عبأوا جيوشهم واغاروا على المنطقة الوليدة وحاصروا الشيخ موسى هلال الذي يصفونه الان بأنه زعيم الجنجويد، فقد قاموا بمحاصرته في باديته حتى تجمعت كل القبائل البدوية لفك الحصار من حوله، وبالمقابل قام البدو بأختطاف شريف آدم طاهر شرتاي منطقة الدور وشقيق اللواء التجاني آدم الطاهر ورغم ان الاخير لا ينتمي عرقيا الى الزغاوة الا انه تبنى مشروعهم بطرد القبائل الاخرى حفاظا على منطقة الدور، ومنذ ذلك الوقت تم تجفيف مشروع الزرق الذي لو قدر له ان يستمر لاستفادت منه كل قبائل شمال دارفور بما فيهم الزغاوة انفسهم ، لكن بدلا من الاسهام في توسيع المشروع قام الزغاوة بردم الابار واتلاف المواسير، واستمروا في الحرب حتى بعد عقد مؤتمر الصلح بينهم والبدو بشمال دارفور ووضعوا خطط واضحة لتصفية قيادات القبائل البدوية ونهب الاموال، فقد قاموا بنهب ما لا يقل عن عشرة الاف رأس من الابل، وقتل ما لايقل عن مائة شخص بصورة فردية حتى تدخل الرئيس ادريس ديبي وشقيقة السلطان تيمان ديبي، وقدموا دعوة لقبائل البدو لحضور مؤتمر بين القبائل بمنطقة جقربا، كشف ذلك المؤتمر عن خطة الزغاوة لحماية دولة تشاد وتلك الخطة تقوم على ان تتم السيطرة على كل منطقة شمال دارفور لانها الطريق الوحيد الذي يمكن ان تتسرب منه اي معارضة للنظام التشادي ، ولذلك قام الزغاوة بمحاولة السيطرة على دار القمر في محاولة لطرد القمر من دارهم ودخلوا حتى كلبس وقاموا بقتل المئات فيها، دخل الزغاوة منطقة دار بني حسين وقتلوا معظم من فيها طوال حرب استمرت سنتين) إنتهى الأقتباس.
الأن بعض أن أوضحت رؤية أبناء القبائل العربية في أقليم دارفور، دعنى أعود إلي هذا المريض المتاجر بأعراض بنى جلدته.
فيقول المهندس: (قام مجموع من الجمجويد بين 9- 27 فبرير 2004م ... بالاستعانة بالجيش السوداني وبتنسيق تام قصفوا المدن والقرى فانسحب الجيش ليتركوا الجنجويد لاكمال عملهم، فجمعوا الناس في مكان واحد ووضعوا الرجال في صف والنساء في صف آخر وبينهما ساحة وفي هذه الساحة يتم اختيار الفتيات في أعمار بين 13 إلى 20 سنة ليجمعن في الوسط تحضيرا لاغتصابهن، يتم استدعاء والد البنت بجوار بنته ويتقدم رجل أو رجلين من الجنجويد لاغتصاب البنت في داخل هذه الساحة والكل يتفرج ووالد البنت شاهد على اغتصاب بنته وعندما يكتمل هذا المشهد التراجيدي يعدم والد البنت في الحال وأحيانا يقتل البنت أيضا أو يتم أخذها للاغتصاب مرات عدة، يتراجع أبطال هذه المسلسلة الي الخلف ثم يأتي دور التالي وهكذا حتى آخر بنت وقد تم اغتصاب أكثر من 200 فتاة 41 منهن طالبات مدارس ومدرسات وتم تشويه جسدي لأكثر من 16 فتاة) أنتهى.
في وصف قرية كيليك يقول المتاجر المهندس (قام الجنجويد بوضع الرجال في صف والنساء في صف .. [وبقية القصة معروفة] .... فيتم أختيار الفتيات منهم ويؤخذن للأغتصاب).
ويروى المهندس علي لسان شهود عيان قائلاً في منطقة كروما ودينقو(يقول الشاهد: رأيت الجنجويد يأخذون البنات ويغتصبوهن بالجوار في الأعشاب، ثلاث وأربع يغتصبون بنت واحدة وهى تصرخ أمى أبى وأحيانا يختفي الصراخ فإما قتلت أما أغمي عليها، .. ويواصل الراوى جمعة حديثه لقد سمعت أحد الجنجويد ينادى صديقه بعد أن فرغ من أغتصابها –ياتورين تعال جاى عندنا فطور، يدعوه للمشاركة في الأغتصاب).
ويقول المهندس المتاجر بأهله: (وأكثر الفئات إستهدافاً هم حفظة القرآن الكريم).
وهكذا أيها القارئ الكريم يواصل المهندس المتاجر مسلسل الأغتصاب والتشهير كذباً ونفاقاً لعله يلمع نجمه. كيف يمكنك أن تعيش مع القبائل العربية بعد هذه الفظائع التى تدعيها ضدها، أم إعيتك الحيلة في هزيمتها ورأيت من الأحسن أن تركع لها الأن قبل فوات الأوان قائلاً في رسالتك أنا ليس ضد القبائل العربية وأن أبناء القبائل العربية يوجدون داخل الحركات المسلحة. نعم يوجدون فقد خدعتموهم كما أنخدع العالم لكذبكم الصراح. هنا أورد لك نص قول الكاتب محمد أدم سعيد تحت عنوان (نقد داخلى لقادة ثورة دارفور) يقول (ربما لم يعد السكوت مجدياً حول ثورة دارفور، ونحن جزء من التجربة منذ إنطلاقتها .... يتفاجأ أحدنا أن كل تلك الشعارات وتلك القناعات التى أنتمى بها أحدنا للثورة ووقف ضد أنتمائه الأثنى ... لم تكن شعارات يتحد حولها من أنتمى للثورة بل الأن يتم تفريغ تلك الشعارات وبشكل متعمد من أثنيات تتهافت الأن علي جنى مكاسب قبلية ضيقة بل توزع مكاتب ثورة دارفور بالخارج ووفود التفاوض ..... غنيمة يتم تخصيصها لقبائل محددة تقصى الأخرين ... ذلك أن الثورة ورغم إنجازاتها فقد سقطت في وحل القبلية بل وفشلت حتى في تمثيلنا نحن بعضويتها والتحدث بأرائنا أو حملها نيابة عنا) إنتهى. من غيرك أيها المهندس قاد هذا الفشل وأفرغ حرب دارفور العادلة من أجل العدالة إلي حروب قبلية مستعرة، فقد هتكت عرضك بيدك حينما قطعتم أعضاء البشر التناسلية ومثلتم بجثثهم، فماذا بعد ذلك؟
لقد فشلت الحركات التى تدعى أنها تحررية علي طوال حروبها في أستنهاض أبناء القبائل العربية، نتيجة لخطابها الأقصائى العنصرى الأستهدافي للعناصر العربية. فقد كنت أراهن إذا أستطاعت الحركة الشعبية في الجنوب أو جنوب كردفان تحريك قبائل المسيرية أو الحوازمة ضد الحكومة فسوف تستطيع إجلاء قوات الحكومة عنوة من جنوب كردفان، واليوم أقول نفس القول لو أستطاعت الحركات المسلجة في دارفور كف يدها عن القبائل العربية وأستطاعت تحريك الرزيقات أو أى قبلية عربية أخرى فسوف تنصر لا محالة، ولن تستطيع الحركات التحررية طرد الحكومة من الأقليم دون القبائل العربية ولن يتحقق حلمها إلي الأبد بإذن الله. فإن مقابر شهداء أبناء القبائل العربية في جنوب كردفان ودارفور هى دليل قاطع علي الأستهداف العنصرى الأقصائى وهى دليل علي فشل الخطاب السياسى لهذه الحركات التى تدعى إنها تحررية وفي الحقيقة هى عنصرية.
ونختتم هذا المقال بأقتباس المهندس من كلمات مارتن لوثر كنج، التى تؤكد ذلة هذا الناقص الذى رمى مصحفه ليبحث عن العزة في كلمات مارتن لوثر كنج:
Unless we learn to live together
As brothers and sisters
We will die together as fool
والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
بريمة محمد أدم، من أبناء الحوازمة بجنوب كردفان
مقيم بواشنطن دى سى، الولايات المتحدة الأمريكية.
6 أبريل2005