email: [email protected]
3/4/2005 م
في مقال كتبه المدعو بريمة محمد آدم للرد على مقالي عن خطاب العقيد القذاف أمام القمة العربية الأخيرة بالجزائر، ، لقد إتهمني بريمة في مقاله بأنني أنادي بتصفية القبائل العربية ووجه الي سيل من أصناف السباب، وإقتبس عدد من الجمل في مقالاتي السابقة للإستدلال الي ما ذهب اليه صاحبنا، والغريب إنه لم يستطيع أن يأتي بجملة واحدة يثبت إدعاءه، بقدر ما أثبت على نفسه بأنه واحد من أؤلئك الجنجويد رغم أنه قال بأنه ينتمي الى قبيلة الحوازمة. والمفارقة الطريفة أن لدي عدد من الزملاء ينتمون لنفس القبيلة ويقفون في خندق واحد معنا ضد النظام والجنجويد. وهذا يثبت بأن ليس كل القبائل العربية جنجويد كما أن ليس هناك قبيلة واحدة ينتمي كل أفرادها الي الجنجويد، عموما أنا لا أعير مقاله إهتماما في الجانب الذي يخصني ولم يغير ذلك من موقفي ولكن ما يحزنني هي المصيبة الكبرى التي أبتلي بها معظم الهامش السوداني من السذاجة حيث أنهم يستهدفون بعضهم البعض بدلا من الإهتمام بقضياهم الأساسية التي تتمثل في المطالبة بإسترداد حقوق أهلهم المهمشين من الأنظمة الظالمة، وما يحزن أكثر هو أن يصبح مهمش أداة لتدمير مهمش ومظلوم آخر مثله كما يفعله الجنجويد بينما الظالم مستكين يتفرج في عراك المظلومين السذج والله هذا ما يفعله الشيطان عندما يفتن بين إثنين ويجعلهم يتعاركون وهو مسرور بذلك، ولا شك أن قبيلة الحوازمة هي أحد القبائل التي ترزح في أحضان التهميش أليس كان من الأولى على بريمة أن يطالب بحقها في المساواة والمواطنة.
وفلسفة الجنجويد قد أتى بها نظام الإنقاذ الحاقد عندما خلقت خلايا من جزء من أبناء بعض القبائل العربية وهي خلايا نشأت ونشطت تحت مسميات مختلفة مثل التجمع العربي وقريش1 وقريش2 الى أن وصلت الى مرحلة الجنجويد وتوجد مستندات تثبت مراحل تكوناتها وأهدافها، وهؤلاء يحركهم النظام بواسطة بعض المثقفين النفعيين، إضافة الى ذلك فقدأدخلت في تركيبتها بعض الأفراد المستوردين من خارج حدود السودان.
ومن هذا المنطلق يفهم أن الفتنة في دارفور خلقتها النظام ويعتبر هو المجرم الحقيقي الذي خلق الجنجويد وعليه ان تتحمل كامل المسؤلية، هذا ما يدل عليه كل مقالاتي التي أكتبها. ومن يتابع مقالاتي التي تسرد فظايع الحكومة مع الجنجويد على قدم وساق، في وقت كانت الحقيقة غير واضحة والإعلام الحكومي تطمس كل شي، يلحظ أن تلك الحقائق بدأت تتكشف، لقد كتب لي أحد الأخوة من شمال السودان رسالة في بريدي يقول بأنه لايصدق ما أكتبه عن الأغتصاب لأن ذلك شيء بعيد عن الأخلاقيات السودانية وأعتبر ما أكتبه تمثيلية فيها مآرب أخرى، ومع مرور الأيام ظهرت معظم الحقائق وذلك بعد وصول المحققين من المجتمع الدولي وحتي اللجنة التي شكلتها الحكومة بنفسها قد أعترفت على مضض جزء من تلك الحقائق وهناك المزيد من الحقائق التي ستتكشف لاحقا بلا شك. ونحمد الله أنك كنت واحدا من قرائي. وأرجو مراجعة مقلاتي مرة أخرى لترى أن قرارات مجلس الأمن الأخيرة جاءت وفق ما كنت أكتبه.
اذا لماذا يغضب هذا الجنجويد الصغير من مقالاتي هل لأنها تعري الحقائق من فظايع الجنجويد والحكومة على حد سواء؟. وهل أنت تريد أن تحرض كل القبائل العربية لتقوم بما يقوم به شياطين الجنجويد ضد القبائل الأفريقية؟. واذا كان هذا ما تريده فإن طلبك مرفوض من معظم القبائل العربية ولعلمك أن هناك قبائل عربية تتخندق مع القبائل الأفريقية ضد هؤلاء الشياطين وحتي داخل الحركات المسلحة توجد أبناء قبائل عربية وخير مثال، هناك أبناء من قبيلة الزيادية داخل صفوف مقاتلي الحركات المسلحة وسيثبت لك الأيام ذلك بينما اللواء آدم حامد يمثل العمود الفقري للجنجويد وهو واحد من قبيلة الزيادية وقد ذكرت في مقالك أن أحدا يسمى ابراهيم موسى زريبة قد كتب أن الحركات المسلحة تستهدف هذه القبائل العربية فبأي منطق تتحدث؟.لماذا تختلق الأكاذيب والأفترءات بأهل دارفور وأنت لا تعرف شيئا عنه؟.
وأذكرك بأن قبيلتك في جنوب كردفان لم تستهدف بواسطة أبناء النوبة الذين قلت فيهم في مقال سابق لك ما لم يقوله مالك في الخمر. أليس أنت منافق حقير وشيطان يتغلغل بين الناس ليفتن بينهم؟