مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

ليس هكذا يتحول محبو الحرية والديمقراطية الى رجعية يا معمر القدافي بقلم عبدالغني بريش الايمي فيوف/أمريكا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/4/2005 3:52 م

بسم الله الرحمن الرحيم---
/عبدالغني بريش الايمي فيوف/أمريكا
لا أحد في هذا الكون الواسع لم يسمع باسم الزعيم الليبي معمر القدافي الذي جاء الى السلطة بانقلاب عسكري في سبتمبر عام 1969 ويحتفظ بحكومته تلك حتى يومنا هذا
ارتبط اسمه بمناهضه الامبريالية خاصة امريكا ودخل معها في صدام عسكري عام 1981 وسميت تلك الحادثة بحادثة خليج التحدي او خليج سرت، واقترن اسمه ايضا بمساعدة حركات التحرر الوطنية والعالمية ،قدم مساعدة غير محدودة للمؤتمر الوطني الافريقي عندما كان يناضل من اجل الخلاص من حكم الاقلية البيضاء،كما قدم دعما قويا لما أسماها الغرب بالحركات الارهابية مثل الجيش الجمهوري الايرلندي،الجيش الاحمر الياباني،حركة الخمير الحمر،حركة مورو الانفصالية والعديد من الحركات المسلحة في العالم والمناوئة للانظمة والحكومات--
دعم العقيد الليبي الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ووصف الثوار الجنوبيين في لقاءات كثيرة بانهم اصحاب قضية مشروعة،كما كان قد وفر اراضيه لهم للتدريب العسكري منذ انطلاقة الثورة المسلحة في جنوب السودان عام 1983
كما ان هناك تشابه فلسفي بين حركة العدل والمساواة-احدى حركات دارفور المسلحة-وبين الكتاب الاخضر)دستور ليبيا( ووجه العقيد شخصيا العديد من الدعوات لاطراف النزاع في دارفور للاجتماع في طرابلس لحل النزاع القائم منذ أكثر من عامين---وهذا يعني ان الرجل كان جيدا وضم صوته لاصوات احرار العالم في مرات كثيرة
لكن ما معنى ومغزى التصريح الذي ادلى به يوم السبت الماضي
صرح الزعيم الليبي يوم السبت الموافق 2/4/2005 بان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1993 احالة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور أمام محكمة الجزاء الدولية يشكل اهانة لكل السودانيين(( ويساهم في تاجيج روح النزاع في دارفور---ويقول ان هذا القرار ليس في صالح اي طرف من الاطراف وهو اهانة فقط لكل السودانيين وتعد سافرا على استقلال السودان((
اذا نظرنا الى مجمل التصريح يمكن اعتباره تدخلا سافرا في شئون السودان الداخلية وقد سبق العقيد كل المسئولين السودانيين في تصريحه هذا ولم يضع في حساباته ان السودان له رئيس حتى ولو كان غير منتخبا----
اولا-هذا التصريح يصب في صالح المجرمين الذين تسببوا في موت اكثر من 200الف دارفوري في اقل من ثلاث سنوات
ثانيا-تعامل العقيد هنا بالمعايير المزدوجة بعد ان دافع عن المظلومين والمستضعفين والمقهورين لاكثر من ثلاثة عقود ثم انتقل هنا فجأة الى معسكر الظالمين---
يتحدث العقيد على ان القرار الاممي اهانة للسودانيين وهل هناك اهانة اكبر من ان يقتل حفنة من المجرمين اكثر من 200الف دارفوري في خلال عامين
اذا لماذا انحاز العقيد الى جانب الظالم بدلا من تاييد القرار الاممي الذي يهدف في الاساس الى محاكمة مجرمي حرب دارفور-التفسير الوحيد لهذا الانحياز لمنظر العرب والعروبة انه عمل بقول العرب)انصر اخاك ظالما او مظلوما(والعقيد اختار جانب الحكومة ظالمة او مظلومة
ان حديث العقيد عن عدم اختصاصية المحكام الدولية بقضية دارفور هو حديث فاسد فارغ خالي المضمون من من غير المنظمة الدولية او المجتمع الدولي انقذ شعب دارفور ايام محنته ومأساته ،اليس مجلس الأمن الدولي أدرى بحال دارفور وبمعسكرات تجميع الدارفوريين التي تملكها الحكومة وجنجويدها لتصفيتهم جسديا--------------وهل مطاردة وتصفية المتهمين بارتكاب جرائم حرب من قبل مجلس الامن الدولي يعد تدخلا في شئون السودان ومساسا بسيادته------------أيهما أفضل ؟ تقديم الأقلية المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب ضد الآلاف من مواطني دارفور الى محكمة الجزاء الدولية ليجربوا حظوظهم هناك---ام افضل ان يتركوا طلقاء يقتلون ما يشاءون ومن يشاءون
الحقيقة ان المصلحة تقتضي حماية الشعب الدارفوري وتقديم المشتبه فيهم ارتكاب جرائم حرب للمحاكم الدولية المختصة لان هؤلاء مجرد متهمين ومشتبه فيهم ويستطيعوا اثبات العكس اذا كانوا فعلا أبرياء لان الاصل في القاعدة القانونية)المتهم برئ حتى تثبت إدانته(ولا نرى مبررا للتصريحات الغاضبة التي تصدر هنا وهناك عن مسئولين سودانيين وأفارقة غير مسئولين--
إذا نسى العقيد الليبي قضية لوكوربي فان العالم لم ينساها بعد------نفس العقيد الذي يتحدث عن سيادة السودان والاهانة هو نفسه الذي سلم مواطنين ليبيين للمحكام الاجنبية عندما تعرض للضغوطات الامبريالية متمثلة في بريطانيا وامريكا،نفس العقيد الذي تمسك بالسيادة الليبية وردد كثيرا بعدم جواز واختصاصية المحاكم الخارجية النظر في قضايا مواطنين ليبيين في حالة ارتكابهم جرائم خارج الاقليم الليبي لكنهم عادوا إليه قبل المحاكمة حالة )لوكوربي( هو نفسه الذي انهار تماما ووافق ان يقتاد المشتبه فيهم في قضية لوكوربي الى خارج ليبيا للمثول امام محكمة اجنبية
ان الحديث عن محكام وطنية سودانية في جرائم كهذه)جرائم التطهير العرقي والابادة الجماعية( حديث أخرس هل يتصور ان تحاكم هذه المحاكم الوطنية مثلا--علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية او مصطفى عثمان اسماعيل وزير خارجية السودان وكبار المسئولين الحكوميين وهم جميعهم متهمين او متورطين في ارتكابهم جرائم ضد الانسانية في دارفور وجبال النوبة بطريقة مباشرة او غير مباشرة --
ان عدم اهلية المحاكم الوطنية القيام بهذا الدور الشائك هو ان الجرائم ضد الانسانية عادة ما تقع في اختصاص محاكم دولية تنظمها معاهدات خاصة وهي ما تفتقر اليها هذه المحاكم الوطنية كما ان ليس هناك
فصل بين السلطات الثلاث في السودان حيث تستطيع السلطة التنفيذية إلغاء أي قرار او أمر قضائي او طرد كل القضاة من مناصبهم بجرة قلم ،اما
الاتحاد الافريقي الذي يتبجح به العقيد وجنرالات أفريقيا سوف لم ولن يكن له دورا ايجابيا في قضية دارفور ،مات عشرات الآلاف من اهالي دارفور بوجود ما سميت بقوة الاتحاد الافريقي باقليم دارفور والاصل ان فاقد الشئ لايعطيه، هل يمكن للدول لها مشاكلها المعقدة جدا ان تحل مشاكل دول أخرى؟ طبعا لالالالا
يريد العقيد معمر القدافي ان يقنع اهالي دارفور ان الامم المتحدة قد سقطت but no body is buying it لولا هذه المنظمة لمات الملايين من الدارفوريين جوعا وكذا اهالي شرق آسيا عندما حل )السونامي(
عندما حل السونامي قدمت الامم المتحدة نداءات عاجلة للدول الكبرى وفي خلال اسابيع جمعت ما يقارب خمسة مليارات من الدولارات وقدمت كل المساعدات التي احتاج اليها الاندونسيين خاصة
هل يستطيع العقيد ذكر دور المنظمات الاسلامية والمساهمات التي قدمتها لمسلمي دارفور منذ اندلاع النزاع the answer is no ان المساعدات التي قدمتها الامم المتحدة للشعوب السودان عامة وشعب دارفور خاصة لا يمكن انكارها--لماذا لا يتركنا العقيد وشأننا لان الامم المتحدة ومجلس الأمن أفضل لنا بكثير من ظلم العرب ومعاييرهم المزدوجة
هل هناك اهانة أكبر للسيادة الوطنية من تقديم ليبيا ملفها النووي للامم المتحدة ومن ثم ياتي العقيد ويقول ان الامم المتحدة ساقطة------------

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved