محمدادم فاشر
في سابقة غريبة في تأريخ النظم والسياسة اقسم عمر البشير ثلاثة مرات علي ان لا يسلم اي موطن سودانى الي المحكمة الدولية قد يمكننا فهم فرض الحكومة عملية تسليم المطلوبيين لسبب ما تراه الحكومة موضوعية او غير موضوعية الا ان القسم لم يكن من بين العبارات المالوفة في لغة السياسة والصحافة فالمعلوم في علم السياسة ليس هنالك شيئا ثابتا الا في الحالة السودانية الحالية ولكن ما عرفناه من المواقف السودانية السابقة كانت اكثرها تذبذبا حتى اقل من المعدل الطبيعى من الزمن اللازم لتغيير الموقف الى الاخري وفي اكثر الاحيان تنتقل الانقاذ الي موقف جديد بدون مقدمات تبرر لذلك واحيانا اخري يصل بالمراقب الي موقع الخجل من التغيير الدراماتيكى غير المتوقع
ويبررون ليس هناك شيئا ثابتا في السياسة واحيانا يصطلح وزير الخارجية بالانحناء امام العاصفة وبناء علي هذا المبدأ غيرت الحكومة الخرطوم موقفها بطريقة احدثت استياء العالم العربي والاسلامى عندما قررت تسليم من العرب والمسلمين الذين قدموا الي السودان لنصرة حكومة الانقاذ التى رفعت راية الاسلام وشريعته ومنهم من كان مستجيرا في ظل الاسلام والاخلاق الانسان السودانى ولم تكتف الخرطوم بتسليهم بل سلمت كل الاسرار الخاصة بالتنظيمات الاسلامية بسخاء غير متوقعة الي درجةالتى جعلت ولايات المتحدة يقول بلسان وزير خاريجيتها ( بان السودان تعاون معنا اكثر من المطلوب)قد لا يستغرب اذا سلمت الانقاذ من هم المطلوبين فعلا بل ذلك الذى ينبغي فعله ولكن تسليم العرب الابرياء الذين لا صلة لهم بشرور الانقاذ وبل قدموا الى السودان التى اصبحت دولة كل العرب والمسلمين حتى تكتشف العدالة الاميركية بانهم لا صلة لهم بالتنظيمات الارهابية وتمنحهم الخيار في البقاءفى الولايات المتحدة او العودة الى حيث اتوا مع التعويض اللازم وجدوا في امريكا ما كان يريدونه من السودان من العدالة والمأوى ولكن منهم من كان اسوأ حظا هم الذين تم تسليمهم للدول العربية والافريقية وقد لا يجدوا تلك الخيارات التى وجدوا في دار الكفر. وهذا السلوك لربما كان دافعه التعامل مع غضبة امريكا ولكن القطع لم يفكروا الي غضب الله .
اما هذا الموقف الجديد قد يختلف قليلا ولكن المؤكد ان العدالة في دار الكفر اليوم اوفر حظا من المحاكم السودانية التى تحكم علي 29 ظابط بالاعدام في ساعتين مما يجعلنى اعتقد بان اهل الانقاذ اكثر الناس حظا لان المحاكم الاوربية افضل لهم بكثير من محكمة فتاشة بادرمان او وافقطول بالفاشروالتى هى بديل لللاهاي ولكن قبل ذلك لماذا يرفض المتهم المثول امام المحكمة التى لا شك في نزاهتها؟ ولماذا قبلوا التحقيق وهل يريدونها نسخا مسخا من دفع الله قاضى السفاح النميرى او غازىسليمان الذىتم تسمينه ليقوم بدور المحلل عند الحاجه
واذا كان الرفض دافعه الوطنية والحرص علي السيادة وعلي الموطن السودانى ليس ما يعيب الانسان ولكن بالقطع ليس من بين جملة اسباب رفض التسليم صيانة الكرامة والسيادة لان الدولة بحالها وضعت تحت الوصاية الدولية بسبب عدم احترامها لشعبها وبمجرد توجيه الاتهام يصبح الحاكم الحقيقي بروك وجارى ترتيبات لتعيين حاكما لدارفور واذا كانت المحكمة غرض منها القصاص لمواطن سودانى ليس مايعيب مثول امام اية محكمة
ولكن منطق البشير هو الاغرب ماهو البديل للرفض وكان دافع لهذا الاصرار والقسم السياسي على المثل القائل الكلب ينبح خوفا علي ذيله وهو يعلم تماما ان العالم لم يسامح عمر البشير اذا قال بالمرة الثانية انا لست الحاكم الحقيقي
وحكاية السفينة مع ابوعلى( الا اسكت الله له الحس) . والواقع والمنطق معا يجعله يتصدر قائمة المجرميين ولايعقل تبراءة ريئس دولة من جرائم ارتكبتها اجهزة الدولة وهو لم يتخذ الاجراء الضرورى بشأنها هو منطق لا يستقيم الا عند غازى سليمان
ومهما يكن الامر ان البديل الوحيد لهذا القرار هوان يحاسب البشير كل المجرمين في كل الجرائم التى ارتكبوها بحق الشعب السودانى بقوانين التى سنوها بانفسهم واخذ السوابق القانونية في الاعتبار وقتها قد يفلتوا من العقوبة الدولية بسبب عدم وجود ايا منهم علي قيد الحياة حتى يتم مطاردته لان جريمة المرحوم كدروا وحدها يجعل جميعهم في ذمة الله وغير ماسوف عليهم هو البديل لللاهاي ولا احسب ان هذا الخيار ليس افضل من السجون الاوربية الفارهة
اما الخيار الذى تبناها الحكومة تعبئة الشعب السودانى لمواجهه مجلس الامن لم تكن سوى فرفرة المذبوح وان قول بشير نحن اقوى من امريكا قول يصعب فهمه ناهيك عن التصديق وهو اشبه بقول امريكا روسيا قد دنا عذابها وبعد عقدا كاملا استبان لهم الخطأ او محاولة صياغة الشعب السودانى وراء التهريج وبل ذهب البعض الي ابعد من ذلك عندما لمحوا ان القرار لم يترك للريئس من العقل ما يجعله ان يفكر بشكل سليم وخاصة هو اليوم الوحيد لم يمارس السيد الريئس هوايته المفضلة في مثل هذه اللقاءات(الرقص)
واقسى ما يصيب الانسان من الفقر في الحس عدم القدرة علي قراءةالظروف التى تحيط به فالسعب السودانى الذى بدا يعد العدة للاحتفالات بالخلاص من الكابوس والشر المستطير والبلاء الذى اصاب البلاد هنالك من يعتقد بان الشعب السودانى تواجهه كل المصاعب حتى الموت لمواجهه القرار الدولى الذى طال انتظاره وحتى اذا اراد الشعب السودانى مواجهه هذا القرار بالقطع لم يكن بهدف انقاذ الانقاذ وبل احد اهم الوسائل لمواجهه التدخل الدولى التخلص من الانقاذ باسرع فرصة ممكنة وانشاء محاكم جادة واقناع المجتمع الدولى بانهم نالوا عقابهم ولم تكن اقل من احاكم ااعدام تصدر بحقهم و تنفيذها ويفترض ذلك في اسرع فرصة ممكنة وبل قبل توجيه الاتهام وليس امام الشعب السودانى خيارا افضل من ذلك حتى وان كانوا مغرميين بالانقاذ اما مواجهه القوات الدولية والتى اوشكت تكتمل انشارها بوافقة الانقاذ نفسها بما يعرف بالجيش السودانى احيانا المهزوم في الجنوب ومقهور في دارفور وقدراته لا تستطيع تحديد من اين تأتى الصاروخ ناهيك عن التصدى هو الجيش الذى لم يطلق رصاصة واحدة للمهمة التى من اجلها وجد بل تطارد شعبه تقتيلا وتدعى البطولات في الوقت الذى كل دول الجوار تستقطع مساحات شاسعة من الاراضى السودانية ما شاء لها تصل البعض الاراضى المحتلة مساحة اربعة دول اعضاء في امم المتحدة هى المؤسسة العسكرية التى لا تستطيع حتى صيانة المدفع الرشاش كيف للشعب السودانى الرهان عليها وهم يعلمون ان جيش الانقاذ لا يحتمل التهديد ناهيك عن مواجهه الحلف الاطلنطى و القاعدة الامريكية في جيبوتى اما الحصار من اجل المجرمين فلا ودونه الانتفاضة علي نموذج شاوسسكو
اما الحديث عن الجهاد لا يسقيم في هذه الحالة لان الجهاد لا يكون الا في حالة الصدق مع النفس لان ذلك يعنى الموت ولقاء الرب بذلك الفعل ان الموت مدافعا عمن ارتكب جرائم ضد الا نسانية ضد من يريد انقاذ الارواح فهذا باطل والتضحية من اجله باطلة بل لا احد يتمتع بحس سليم ان يقدم عليه اما الذين يتحدثون عن الجهاد اليوم من الجموع الانتهازية والمتسلقين وحارقي البخور وقارعى الطبول اول من يختفون ان لم يكن فعلا بدأوا يعدون العدة ا للهروب ولسنا في حاجة الي العبر من شاهد فلم صدام حسين القائد المفدى عند الاختبار الحقيقى لم يجد ما يحتمى به سوى حفرة مظلمة تم اعدادها على عجل اما تنظيم القاعدة لا احسب انه يقدم الدعم الضرورى للانقاذ بعد وصف اسامة ابن لادن قيادات الانقاذ بالعصابات الاجرامية. بل القدر وحده انقذ الانقاذ من غضب القاعدة
الخطب النارية التى تتحدث عن توحيد الجبهه الداخلية لا يلفت انتباها الا للدهشة فان الذى يهمهم الامر عليهم ان يتوحدوا تحت اى مسمى ولكنهم لايستطيعوا التغيير في الواقع شيئا لان الجبهه االداخلية وصلت مرحلة من التصدع لا يمكن معه الترميم الا على رفات دولة المؤتمر الخريجين. على كل ان القرار غير مفاجى كان من ممكن التخلي من بعض الطمع لصيانة الجبهة الداخلية الا ان الجهل قد بلغ مبلغه في الرهان علي الصين كسفينة الخلاص ولم تكن اقل خطأ الاتكأ علي الشخص الذى يريدون قتله بالامس حتى اذا تسامح لا يمكن ان يضحى بمصالح بلاده لحمايتهم وان استطاع اليه سبيلا وهى نتائج سنة اولى دبلوماسية تلك التى لاتستطيع ادراك بان المشروع لم يكن مقدما من فرنسا بل من صاحبة الخطاب الرقيق الذى زرع في اسماعيل الاساس بالنجاح قبل ساعات محدودة من تحديد نقطة البداية في حساب الزمن الضائع لحكومة بروفسر شكرا لعنان اما الجنجويد فنحن كفيلين بهم
ا