لا يملك المرء الا ان يرثي لحال الرئيس الراقص ( وهذا الاسم ليس مني) الذي ما فتئ يكرر قسمه بانه سوف لن يسلم اي سوداني الي محاكم اجنبية , وهو الذي امر واليه في دارفور في بداية الثورة المسلحة وعقب هجوم الفاشر الشهير, امر واليه بانه, اي الرئيس, لا يريد اسري , ظنا منه بان جيشه المهمش سيتصدي للثوار ويشبعهم تقتيلا واسرا, وهاهو الان يقول ويحلف يمينا مغلظا بانه لن يسلم اي سوداني , بما فسهم المتمردين , الي محاكم جرائم الحرب, تماما مثل بني اسرائيل : يقتلون الناس واذا جاءوهم اسري يفادوهم , يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه وهو محرم عليهم.

والرئيس الذي اثبت انه لا حكمة له , اذ من الحكمة قلة الكلام في مثل هذه الاحوال, او الافضل السكوت التام كما هو حال نائبه الذي صمت دهرا ولا زال حيال قرارات الامم المتحدة موضع القسم ,نقول هذا الرئيس يظن ان المجتمع الدولي ربما يصيبه الرعب من رجل مثله يقسم ويزبد ويرغي , ولا نظنه سيذهب الي ابعد مما ذهب اليه صدام ومن قبله ملوسيفتش , ونسال الرئيس سؤال اختباري : اين هم الان ؟؟(يمكن يكون ما عارف!). وربما ظن الرئيس انه , ولتوجهه الحضاري ربما اعتقد بانه بلغ مرتبة "لو اقسم علي الله لابره", مع فارق انه ليس اغبر ولا اشعث , ولا نظن ان ماكله حلالومشربه وملبسه حلال ومسكنه (في كافوري) ايضا حلال.ولا حتي ذهب امراته بقيمة نصف مليون ريال والذي تم شراءه قريبا من مال قنصلية السودان في جدة ,حلال.فاني يستجاب له؟؟

ولو كان الرئيس حقا ذو توجه حضاري , لما اكثر من الحلف - ولا اظن انه سيبر قسمه هذا, ولا اظن ان هذا يهمه كثيرا- لانه منهي عن كثرة الحلف , وجاء في القران الكريم ( بسم الله الرحمن اللرحيم. ولا تطع كل حلاف مهين ,هماز مشاء بنميم , عتل بعد ذلك زنيم) صدق الله العظيم. وكلها صفات نظنها تنطبق علي الريس.

اخيرا, اتحدي الرئيس , انه ان كان حقا يعني ما يقول, وليكون له ذرة من المصداقية مقابل اشتهاره بعدم مصداقيته , فاليقل(علي الطلاق علي الطلاق علي الطلاق لن اسلم اي سوداني) ,(خاصة انه معروف عند الجعليين انه اذا اردت فعلا ان تعرف مدي جدية المرء , فعليك ان تطلب منه ان يحلف بالطلاق), لا اظنه يفعل ,والكل يعلم لماذا.

مزمل عبدالله عزالدين

المنامة,البحرين