في صباح يوم الثلاثاء2005\4\12 لقد أدرت ريموت التلفزيون متجولاً في الفضائيات استوقفني لقاء بالهاتف في قناة المستقلة اللندنية مع كاتب ومحلل سياسي سوداني أسمه الهندي عز الدين وبما أن الشأن السوداني صار همنا الأوحد ومقدماً على ما سواه دوماً وخصوصاً في هذه الأيام التي يتداول أسم السودان في المحافل الدولية والإعلامية لقد شاهدت و سمعت أمرا عجيباً وعرفت ماذا يعني محلل سياسي وكنت في السابق أعرف أن محلل سياسي هو إنسان حباه الله بصفات عديدة أولاً الصدق والأمانة والأنصاف في القول والقراءة الصحيحة للأحداث وتفسير غوامض الأمور السياسية والتنبؤ بما يحصل في مقبل الأيام ولكني اقتنعت بأن محلل سياسي إذا كان كما شاهدت وسمعت هو إنسان يمتلك مقدرة فائقة في تطويع الكلام والتلاعب بالألفاظ لإقناع الجمهور بما يراه هو وليس تحليل محايد. وهاكم الدليل يا سادتي عندما سؤُل الأخ عز الدين ماهو رأيه في تأييد السيد الصادق للقرار 1593 (قال بالحرف الواحد لقد جانب السيد الصادق الصواب في هذا الرأي وزاد علية إنا لأفهم موقف السيد الصادق ذلك ) فنقول للأخ عز الدين يكفي أننا نحن الأنصار وجماهير حزب الأمة نفهم ذلك لأن ما قاله الأمام هو رأينا جميعاً نجمله في الأسباب الآتية :ـ
1ـ لا يفيد الوطن الصدام مع المتجمع الدولي في عدم تنفيذ القرار1593
2ـ العدالة مطلب مقدس ولا حصانة ولا دفاع عمن أرتكب جريمة في حق أي مواطن سوداني بالقتل أو بالتشريد أو بالأهانة أو بالتعذيب أو قهر لسوداني عبر عن رأية بغير عنف أو خرج في مظاهرة سلمية أو دعا لندوى سياسية أو سجن بغير مصوغ قانوني أو فصل من عملة من غير وجه حق وسؤُل الهندي عز الدين عن موقف جماهير حزب الأمة عن القرار1593 فقال: (بالنص جماهير حزب الأمة أي الأنصار في الغرب هم مع السيد الصادق أينما أتجه يرون رأية ويأتمرون بأمرهِ) نقول لك يا سيدي قلت حقاً ولم تأتي بجديد وإذا كان هذا هو رأيك ورأي من يرى رأيك تعتبرونه منقصة أو مذمة لجماهير حزب الأمة فهذا شرف لنا نحن معشر الأنصار وجماهير حزب الأمة أنة شرف لنا لا يدانيه شرف بل أعلى وسام نعلقه في صدورنا أن يكون قائدنا وأمامنا السيد الصادق المهدي وأزيدك من الشعر بيتاً نحب الرجل ونحب من يحبه في الله والوطن وهاك الدليل 1ـ نحبه في شجاعة تهتدون وعودة تفلحون ونداء الوطن واتفاقية بور سودان على أيام المشير الأمام
2ـ لخلقة الإسلامي والسوداني يحترم الكبير ويوقر الصغير
3ـ نظيف اليد وعفيف اللسان
4ـ ويخرج من فمه طيب الكلام ويسيل من قلمه مداداً ينفع الناس كما حصل في أكتوبر وأبريل
5ـ صاحب العبارات الرقيقة والمصطلحات السياسية الغير مسبوقة
6ـ لا يهاتر بل يشخص الوضع ببراعة الجراح الماهر يحسده عليها الكثير
7ـ لا يكفيه أنه أبن المهدي بل هو فقيه عالم وسياسي بارع وإسلامي أصلاحي
8ـ هو سوداني عاشق للوطن حتى النخاع ومن أجل ذلك صار صديقاً دائماً لسجون الأنظمة العسكرية وإذا حكم السودان هو الصادق المهدي وإذا عارض للنظام هو الصادق المهدي ينصح ويقدم المبادرات الهادفة لإصلاح الوطن لا تغره السلطة وليس مثل القادة الذين يسومون شعوبهم العذاب إذا حكموهم بل كلنا رأيناه عندما أرتفع سعر السكر في الديمقراطية الثالثة عدة قروش وليست جنيهات ولا آلاف الجنيهات خرج الشعب في مظاهرات فنزل الرجل بكل أدب لرأي الشعب لكن كيف عامل الحكام الآخرون الشعب السوداني قمعه جعفر نميري وطبق عليه كل التجارب الفاشلة في الحكم وأذل الشعب بحساسيات جنائية لم نسمع بها من قبل من شاكلة الشروع في الزنا وخلافه أما الإنقاذ فحدث ولا حرج ضربت المظاهرات في الهلالية وقتلت مواطنة ومعسكر الخدمة الوطنية في شرق النيل الذي مازال ضحاياه يرقدون في قبورهم بسر من قتلهم ظلماً وعدواناً ينتظرون يوم الحساب وأهل دارفور الذين صاروا وجبات شهية للأعلام المرئي والمكتوب والمسموع والشرق الذي ينزف دماً من أحداث بور سودان الأخيرة إلى المخفي الذي لم نشاهده لهذه الأسباب نحن جماهير حزب الأمة ومعشر الأنصار أبناء شهداء كرري وود نوباوي والجزيرة أبا مروراً بجيش الأمة للتحرير مع أخوة لنا من أبناء الشعب دخلنا في صراع مع أعتى الدكتاتوريات من أجل سودان حر ديمقراطي تصان فيه كرامة الإنسان ومالك زمام أمره وليس وطن فاقد السيادة فيه جحافل من القوات الأممية والأفريقية قيادتها خارجية لا نملك إن نسأل أصغر جندي فيها لهذا نحن معشر الأنصار وجماهير حزب الأمة نحب السيد وليس كما تصوره رجل له سلطان آخر علينا ولسنا قطيع يسوقه الرجل ويحركه بريموت كنترول
(أما قولك ياأخي عز الدين الصادق المهدي أيد القرار 1593 قد يكون حسبها الرجل كما حسبتها المعارضة اللبنانية) إذا قبلنا منطقك يا سيدي وذلك كذلك دعنا نقارن المكاسب التي تجنيها المعارضة اللبنانية والتي يجنيها السيد ففي لبنان يا سيدي شئنا أم أبينا نظام ديمقراطي قد يكون
أفضل ديمقراطية عربية في الوقت الراهن رغم اختلافنا معهم في تعديل الدستور والتمديد لكن إمكانية تغيير النظام ممكنة بل محددة بزمن معلوم أليس من حق أي شعب حر إن يعيش سيد نفسه بدون وصاية من أحد مهما كان قريباً أو صديقاً في رأيي لا يوجد وجه مقارنة بين الوضعين يا أخي أليس من حقي وحقك وحق كل مواطن و سياسي أن يخاف على بلده أن يكون مصير بلده في يد جماعة سياسية واحدة حجمها معلوم حسب آخر انتخابات في الديمقراطية الثالثة استولت على السلطة بقوة السلاح وتحكم البلد بقبضة حديدية وأدخلت البلد في حروب وعداوات مع معظم الشعب ودول الجوار وأظن أخي الهندي يتذكر جيداً تلك الحقبة التي كانت تتحفنا فيها الإذاعة السودانية كل صباح بذلك الصوت الذي برع في شتم البعيد والقريب وجلب لنا مع ممارسات أخرى العداوة مع الكثير من دول العالم بل لم يكتفي النظام بذلك هاهو اليوم يجر البلد برفضه القرار1593 لعداء جديد مع المجتمع الدولي من أجل قضية خاسرة هل ؟ المطلوب من السيد الصادق إن يكون كبعض الذين نراهم ونسمعهم في الأعلام الحكومي ويقولون كلام الطير في الباقية أما قولك الفرق شاسع والخلاف كبير بين النظام السوداني وباقي الدول العربية أو تعليقك على قول عبد الرحمن الراشد في جريدة الشرق الأوسط(على البشير الاستعداد لكفارة القسم) (وقولك أن الأخوة العرب لا يفهمون النظام السوداني إذا أقسم الرئيس أبر بقسمه )حتى هذه اللحظة إنا وغيري الكثير لا يجد تفسير لقسم الرئيس هل هو ناوي أن يعرض البلد للحصار والعقوبات كما فعل النظام الليبي ونظام صدام أم أن السودان أصبح جمهورية عظمى على قرار الجماهيرية العظمى أم يمتلك قوى سحرية لا نعلمها ياأخي الهندي هاك أمثلة من مواقف الرئيس للذكرى فقط
1ـ في الاحتفال بذكرى معركة كرري الخالدة وحرمان حزب الأمة وكيان الأنصار من الاحتفال بسقوط الخرطوم وفاء للأجداد قال الرجل(لا نفاوض إلا حاملي السلاح وهاهو يفاوض الجميع من حاملي السلاح وغيرهم )
2ـ في الاحتفال بتصدير أول شحنة من النفط السوداني قال الرجل وهو منتشيا أو متشفياً في المعارضة (إذا أرادوا ناس المعارضة العودة للبلد عليهم الاغتسال ست مرات والسابعة بالتراب) لا ندري هل أغتسل القوم سراً أم لم يعودوا للبلد أم كما نقلت لنا قنوات التلفزة الاحتفالات بعودتهم وخروج الآلاف ابتداء من وفد المقدمة وعودة الأمام السيد الصادق حتى وفد الحركة الأخير
3ـ عندما قدم شركاء الإيقاد الورقة الشهيرة للخروج بالمحادثات من الفشل لم تعجب الورقة الرئيس فخرج على العالم وقال قولته المشهورة (يبلوها ويموصوها ويشربوا مويتها) هل ما جاء في الورقة المبلولة إياها مضمناً في الاتفاقية مع الحركة أم لا
4ـ أيضا قال الرئيس في أحد الاحتفالات (الجماعة دقسوا) وهذه نخليها للزمن حتى نعرف من الدقس يا سيدي الرجل رئيس كل أبناء الشعب السوداني رضينا أم أبينا بحكم الواقع فكان يجب على الرئيس أن يسمو عن تلك الألفاظ التي لا تليق برئيس الشعب السوداني الذي يحترمه الجميع وهنا يحضرني خبر أعجبني عندما سأل صحفي أحد رؤساء دول أميركا الجنوبية (كيف تفاوضون الخونة والمخربون وحاملي السلاح ) يعني جماعة المعارضة فرد عليه ذلك الرئيس ( يا أخي هؤلاء مواطنون ولهم قضية نختلف معهم لكن لا نقول عنهم ذلك ) أنظر يا أخي عز الدين بين رئيس غير مسلم وعدله لأبناء شعبه وبين من يدعي تطبيق الشريعة الإسلامية ويحكم بما أنزل الله يقول في حق رعيته ذلك الكلام الرعية الإسلامية التي طلب منها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وقال لهم قوموني إذا رأيتم اعوجاجاً مني والباقي معلوم .
إلى سيدي وإمامي أنا أعلم أنك لست في حاجة أحد للدفاع عنك وعن مجهداتك التي لا تخطئها العين في سبيل تقدم بلدك ورفاهية شعبك لكني بهذا حاولت أن أنصفك وأنت تتعرض لهجمة شرسة في هذه الأيام فإذا أنصفتك فهذا ليس مني إنما هو عطاءك ومجهداتك وإذا لم أنصفك فأعذرني هذا هو ما استطعت أن أحصيه فيما قدمت لوطنك وشعبك
حمدان أحمد
الأنصاري أبو مجاهد
نرحب بالرسائل الإلكترونية السالبة أو الموجبة باللغة العربية فقط