أولا: قبائل الغرباحتشدت في امدرمان باستنفار من الخليفه عبدالله
التعايشي اذ انه
كان مبيت النيه علي الانفراد بالحكم والغاء نظام الخلافه الذي تركه
المهدي.
وهذا تم بالفعل اذ الغيت الرايات وحلت الجيوش والحراسات التي كانت للكل
من (خليفة الفاروقعل علي ود حلو وخايفة الكرار محمد شريف ابن عم المهدي)
و
للحقيقه لم تكن قبائل الغرب راغبه في ترك ديارها والنزوح لامدرمان لكن
الخليفه اجبرها علي ذلك بل حارب وقتل منرفضوا النزوح
ثانيا: لم يتآمر الخليفه علي ود حلو مع الخليفه شريف علي التعايشي بل
العكس تآمر
ود حلو مع التعليشي علي الخليفه شريف الذي بدأ العصيان واللانتفاض ضد
التعايشي عندما اتضحت نواياه في الانفراد بالحكم. راجع (كتاب السودان
بين
يدي غردون وكتشنر) تاليف ابرههيم فوزي باشا الجزء الثاني ط1319ه ص268
ثالثا: اذا قيمنا الامور بموضوعيه فان سبب المجاعه والمظالم التي لحقت
بقبائل البحر
والجلابه كانت نتيجة نزوح ذلك العدد الهائل من البشر دون ان يكون لهم
مصدر عيش في الديار التي رحلوا قسرا اليها ودون ان يعيلهم الخليفه من
بيت المال بل تركهم يتكسبون من نهب وسلب قبائل البحر ظنا منه ان هذا
يضمن له اهانة واخضاع اهل البحر ويؤمن له الامساك بتلابيب الحكم له
ولاله
اي بلغة اليوم كانوا جنجويد التعايشي في ديار البحر مثلما جعلت الانغاذ
اليوم البعض جنجويدا لها في الغرب وحمدا للمولي انهم ليسوا من ابناء
البحر.ولا عجب فتصرفات الفاشيون والدكتاتوريون واحده في كل زمان ومكان
وان
ختلفت مشاربهم ومسمياتهم خاصة من الذين يتخذون من الاديان مرجعياتهم في
الظلم
والقهر. فما فعله جنجويد الخليفه يفوق مئات المرات ما فعله جنجويد
الانغاذ
وكتب التاريخ والروايات تحدثنا عن حكاوي تقشعر لها الابدان (مع ادانتنا
لاعمال جنجويد اليوم) وهذا الحردلو ليقول
ناسا قباح من الغرب يوم جونا
جابوا التسوية ومن البلد مرقونا
ولاد ناسا عزاز متل الكلاب هانونا
يا يابا النقس* يا الانجليز تلفونا
النجاشي ملك الحبشه *
لمزيد من الشرح لهذه الابيات وغيرها راجع كتاب الاستاذ/ محمد محمد
علي(رسلة
ماجستير ) عن الشعر السياسي في السودان وما اشبه اليلة بالبارحه ناس
البحر
استنجدوا بالانجليز واليوم ناس دارفور بالامريكان ولا غرو فهذا حال كل
من يضيق
ذرعا بالظلم والقهر وتنسد امامه سبل
الخلاص
رابعا: ارجو ان لا تبنوا يا استاذ/ حامد قضيتكم علي الذاتيه والعنصريه
فضررها اكثر من
نفعها ان كان فيها نفع. هناك الكثير من الانتهزيين الذين شعرهم (سلطه
للساق
ولا مال للخناق) الذين يضربون علي وتر العنصريه ظنا منهم انه اقرب الطرق
الي
روما فارجو ان لا ننساق وراء طلاب السلطه والجاه بالباطل . فمن طلب عزا
بظلم
وباطل اورثه الله ذلا بانصاف
وحق
ان كون ناس البحر كانت لهم حظوة فهذا مرده الي عوامل تاريخيه لا عنصريه
يا اخ
حامد. فهم من اسس السودان بقيام دولة سنار وهم من نشر الخلاوي واستقدم
العلماء
لنشر الفقه والعلوم الشرعيه (راجع طبقات ود ضيف الله)وهم من طلب العلم
في
الخارجفاسسوا الرواق السناري في الازهر ووقف الشيخ عجيب في مكه. وهم من
جل الله
النيل يشق ديارهم فاحي به الزرع والضرع. ومعلوم تاريخيا ان المجتمع
الزراعي هو
اكثر تحضرا من المجتمع الرعوي كما وان النيل كان وسيلة التواصل الحضاري
مع
الشمال. ثورة 1924 , مؤتمر الخريجين , حركة التنوير وصحيفة الحضاره ,
نمو
الحركات الاسلاميه والشيوعيه...هذه كلهانبتت وترعرعت علي ارض النيل ليس
لنزعه
عنصريه عرقيه ولكن لاسباب تاريخيه
موضوعيه
خامسا: اننا نؤيد وبشده نضال ابناء الغرب في نضالهم لنيل حقوقهم
المشروعه والموضوعيه
لكن ندعوهم ان لا يفتئتوا ويتقولوا بقير علم علي الاخرين انجرافا وراء
الانتهازيين
فذلك لن يؤسس لهم قضيو عادله. ان السودان في هذه الظروف محتاج الي تكاتف
بنيه
الشرفاء لخلاصه من براثن الدكتاتوريه والفاشيه لا الي الشتت والتنابذ
بدواعي
العنصريه. وابلغ رد علي اباطيل العنصريه هو انضمام حركات الغرب الي
التجمع
و تآخي حركات دارفور مع حركات ابناء الشمليه. اما امثال كتاب ومروجي
الكتاب
الاسود فهم سدنة الدكتاتوريه والفاشيه والنفخين لمزاميرها وان ظنوا بغير
ذلك
فهم واهمون. واظن الذين اندفعوا وراء الانقاذ في بواكير عهدها لم يحصدوا
منها
الاالهشيم واكتوا بنارها قبل الاخرين. وبالله التوفين فانه نعم المولي
ونعم النصير
الامين عثمان / القاهره