عصانى القلم طويلا عندما اردت ان اكتب عنك لان الصدمه كانت كبيره بكبر مكانتك عندنا فلو كنت فنانا وحسب لما سطرت عنك كل هذه السطور ولكنك ياوردى كنت فنانا وموقف وعندما رايتك فى ذلك اليوم الرمادى فى التلفزيون صحت لاشعوريا انقلاب….انقلاب فما عودتنا ان تظهر فى االتلفزيونات الملوثه وكن فعلا انقلاب تنقصه المارشات العسكريه وبيانات يونس لانه كان انقلابا رجعيا!!ويا للهول وردى يضع يده فى يد الانقاذ!! فى تلك الحظه رايت الدماء التى اعرفها تلوث يديك وثيابك البيضاء انها دماء اطفال دارفور وقد لوثك بها الانقاذيين فما زالوا ملوثيين بها فالقصاص لم يطالهم بعد ليتطهروا
لم يمد وردى يده للانقاذ وهو فى اضعف حالاته … مريض بالفشل الكلوى ويتوه من مرفآ لمرفأ ويتخلل ذلك الغسيل …… وكانت الانقاذ فى اقوى حالاتها تقتل وتعذب وتهدد حتى امريكا!!!! ولكن مد يده للانقاذ وهو فى كامل صحته وبين شعبه وبلغت الانقاذ اقصى مراحل الضعف والعجز والاتوازن ..ياتى وردى للانقاذ وهى تلفظ فى انفاسها الاخيره بمعاناه (وهذا من ذنوبها) ويضم صوته لصوتها ويرفع من معنوياتها المنهاره!!!! ولااعرف كيف انتاشت الانقاذ وردى هذه المصيبه الانقاذ تمارس هوايتها فى القتل حتى وهى على فراش الموت !!!! وبرر وردى انتحاره السياسى باربعه كلمات خرجت مرتجفه ..المعارضه حاجه والوطن حاجه!! وماذا جمع الوطن مع الانقاذ؟ ونحن نقول لك ان الوطن حاجه والانقاذ حاجه تانيه خالص وكنا نحتاج منك لمجلدات لتشرح لنا كيف تركت الوطن ووقعت فى احضان الانقاذ …. ماأعجبك ياوردى نحن على قاب قوسين او ادنى من النصر وفى انتظارك لتجهز لنا اناشيد الفرح كما غردتنا فى اكتوبر الاخضر وكما غنيتنا فى ابريل اصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق..ولكن يالحزننا اخترت هذه المره ان تكون مع السجان وان تغنى فى بيوت الاشباح وترقص مع ناس ملك الموت[هذا اسم احد عناصر الامن ومن يلقاه ملك الموت من المعتقلين فهو هالك
عرفتك ياوردى لاول مره ليس كما يعرف الناس الفنانيين عاده من خلال الاستماع لاغانيهم وانما عرفتك باحد مواقفك المشهوره … كنا طلاب فى المرحله المتوسطه فى ايام عبود وجئت ياوردى لاحياء حفله لنادى البوليس وبعد الحفل اقام لك الحاكم العسكرى حفل عشاء خاص ومعه اعيان المدينه وبعد الحفل طلب منك الحاكم ان تغنى ورديت عليه أنا غنيت لجماهيرى الدور عليك انت سمعنا حاجه واشرت لممثل راس الدوله بكل الشجاعه والكبرياء التى أحبها فيك الشعب لانك استمديتها منه … وحلف الحاكم طلاق ان لاتبيت فى مديريته هذه الليله … وتدخل اولاد الحلال ليلحقوك بقطر بضاعه فى نفس الليله …سافرت ياوردى وتركت وراءك موقفا جاب فى صباح اليوم التالى المدينه بيتا بيتا والمدارس والمكاتب والورش والمنتديات ليبشر بمولد الفنان الموقف… قبلك ياوردى كان يمنع اغلب الابء ابناوهم من الغناء ويصيح الاب ياولد داير تبقى لى غناى … وبعدك لا اعتراض …قبلك كان يطلق على الفنان الطمبارى تصغيرا له وبعدك الاستاذ وحتى منحت الدكتوراه الفخريه ليس لجمال صوتك وما أكثر ذوى الاصوات الجميله امثال سميره دنيا ولكن ماأقل الرجال ذوى المواقف ….قبلك لم يكن للفنان دور يذكر سوى تطريب الناس فى الافراح وبعدك اصبح الفنان ريادى وقيادى ووطنى يقود المظاهرات ويتحدى الديكتاتوريات وتسعى لاستقطابه الحكومات …… قبلك لم نعرف الفنان الموقف وبعدك عركى ومحمد الامين ومصطفى سيد احمد الذى مات واقفا ولم ينحنى
ونحن لم نهتم لرقيص كدوده (الحزب الشيوعى ) على انغام فرقة البالمبو فى جهاز الامن ولا ان يبشر على السيد الاتحادى ولكن تهمنا انت ياوردى الذى احببناك واحببتنا غنيت لنا وغنينا لك قلت فينا
ياشعبا لهبك ثوريتك
تلقى مرادك والفى نيتك
عمق احساسك بحريتك
يبقى ملامح فى ذريتك
وعندما قبضك عسكر عبود انتشرت اغنيه شعبيه الفها وغناها الشعب وما أًصدق الغناء الشعبى
ياأسير السجون ياوردى
قبضوك العساكر ليه
دخلوك الحراسه ياوردى
وأكلوك القراصه ليه
غنى لك الشعب لانك مننا تشبهنا ونشبهك بكبرياءك وشموخك وعزتك وانت لا تشبههم ( من اين اتى هؤلاء) ذوى الوجوه الملساء واللحى والكروش المملؤه حراما
عندما نقلت لك الكليه فى الخليج توقفت انفاس السودانيين حتى سمعوا بشارة الدكتور بتعبير سودانى حلو الكليه تعمل تش فعملت انفاسهم تش نعم هؤلا نحن …نحن الكادحين الطيبين والمناضلين
نحن رفاق الشهداء
اباؤهم نحن
اخوانهم نحن
نعم ياوردى هل تذكرنا ؟؟ نحن رفاق 70000 الذين ابادتهم طائرات الانقاذ فى دارفور ونحن اخوان 25 بجاوى الذين ضربهم حاتم الوسيله بالرصاص فى بورتسودان وال 28 ضابطا الذين دفنتهم الانقاذ وهم نصف أحياء فى صباح يوم العيد ورفضت مؤخرا لابناؤهم الايتام ان يحيوا ذكراهم متجاوزه الايه الكريمه وأما اليتيم فلا تقهر…فقهرت اليتيم وقبضته وضربته !!!!! نعم ياوردى نحن اباء 51 طالبا الذين اصطادهم بالبنادق الذين رقصت معهم فى بيوت الاشباح اصطادوهم فى العيلفون وقال فيهم فضيلى جماع
وهاج المعسكر
ودوى الرصاص الجبان
رصاص يلعلع
دنس طهر المكان
مطر من رصاص الزنادقة الملتحين
وضعت امنا الارض أوزارها
ليس فى صفحة النهر معركة بين جند وجند
ولكن فى العيلفون
رصاص يمزق سحر الاصيل
وساعة نحس تقول
هنا قاتل يتعقب خطو القتيل
لماذا ياوردى انحزت للزنادقة الملتحين قتلة التايه ود/ على فضل والزنادقه لم يشبعوا من دمائنا فقتلوا (بعد رقيصك معهم انت وعرمان وغازى سليمان وكدوده ) نجم الدين جعفر طالب الدلنج الثانويه وخالد محمد فرح طالب جامعة النيلين .. لماذا ياوردى تنكرت لاهلك فى دارفور والبجه وكل مطلبهم القصاص من القتله والميرغنى وانت تعترضون !!! وكلهم يحبونك ياوردى ويستمعون لك سواء فى مقاهى ربك أو فى مسجل سائق تاكسى فى نيويورك اوفى جبال مره او على تلال البحر الاحمر او فى محطة بنزين يعمل فيها سودانى فى فيافى امريكا الجنوبيه كلهم متفقين على حبهم لك وانت متفق ضدهم مع الانقاذ!!!! عندما رحل عسكر عبود عدة الالاف من أهلنا الحلفاويين كان موقفك لاينسى معترضا على ترحيلهم من وادى حلفا الى خشم القربه وناضلت ضد حكم عبود حتى سقط والان رحلت اذالانقاد 300000 من اهل دارفور الى الدار الاخره وتقف مع الانقاذ
فى احدى حفلات راس السنه فى عهد نميرى وكنت فنان الحفل ياوردى وعند منتصف الليل صباح ذكرى عيد ألاستقلال توارى الوطن عند الناس الذين شغلهم الاحتفال براس السنه وكانت مايو تجتهد فى ان يطغى راس السنه على عيد الاستقلال …وصعدت على المسرح وصدحت بصوت قوىمملؤ حبا للوطن وصدقا..اليوم نرفع راية استقلالنا وغنى معك الجميع وزغردت النساء ودمعت العيون وامتلأ المكان برائحة الوطن …كنت الوحيد الذى ذكر الناس بالوطن وتجاوب معك الكل ….والفنان رساله …هل مازالت تفوح منك رائحة الوطن ام حلت محلها رائحة الانقاذ لان الاثنين لايجتمعان
كان الوطن لايفارقك ياوردى كنت تحمله معاك اين ماحللت والوطن اشياء جميله قد تكون غير مترابطه قد تكون ذكرى جميله ….ناس اماكن…مثل النيل …ونسة المغربيه …ومحمد وردى وعندما فقدناك ياوردى شعرت بنفس الالم الذى احسسته عند غرق وادى حلفا..أو عندما اغتالت الانقاذ الديمقراطيه ….أو عندما ماتت امى ..كنت اشعر ان شيئا عزيزا قد ضاع منى لايعوض …والان ينتابنى نفس الشعور
لماذا ياوردى
يا….اليوم نرفع راية استقلالنا
ليسطر التاريخ مولد شعبنا
لماذا ياوردى؟؟
يا…… كان اكتوبر فى امتنا منذ الازل
كان بجنب القرشى حتى الموت اطل
لماذا ياوردى؟؟؟
يا …….بلدى ياحبوب
يابو جلابيه وتوب
وسروال ومركوب
وعمه وسديرى
وسيف وسكين
ياسمح يازين
لماذا ياوردى؟؟؟
يا…….فى حضرة جلالك
يطيب الجلوس
مهذب امامك
يكون الجلوس
وتجلس ياوردى احتراما وتقديسا للوطن الحبيب…من فعلها قبلك من الفنانيين ومن سيفعلها بعدك
لماذا ياوردى؟؟؟
يا……. من غنيت
سلم مفاتيح البلد تسلم
لماذا سلمت ياوردى قبل ان يسلموا
محمد الحسن محمد عثمان___امريكا
E mail [email protected]