نقلت لنا قناة الجزيرة الفضائية في نشرة أخبار الساعة العاشرة بتوقيت قرينتش من صباح يوم 25/4/2005 , حديثاً للدكتور مجذوب الخليفة الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني أدلى به لمندوبي الأعلام عقب لقائه مع مندوب الأتحاد الأفريقي , قال فيه أن المندوب عبر عن ارتياحه لما بذلته الحكومة من مجهود في دارفور مما نجم عنه تقدم ملحوظ وتحسن في الأحوال , وقال أنه اخبر ممثل الأتحاد الأفريقي بأن الحكومة ستحاكم كل من أرتكب جريمة في دارفور , وأعقب ذلك مباشرة ممثل الأتحاد الأفريقي والذي كان يبدو على محياه التجهم والغضب , وتحدث إلى الأعلاميين باللغة الأنجليزية قائلاً أن الحالة في دارفور مازالت سيئة
وأن الأعتداءات مستمرة على المدنيين , وأنه لا بد من تقديم الجناة لمحكمة الجزاء الدولية , وعلق مذيع قناة الجزيرة بأن هناك تباين بين التصريحين , وله الحق في أن يتعجب لجهله بمعدن الدكتور , ولكننا نحن السودانيين لم نفاجىء بهذا القول أو نتعجب منه , ولكن مصدر أستنكارنا جاء من الجراءة على الكذب على رؤوس الأشهاد وفي مجال الفضاء في أرجاء الدنيا وعلى مرأى الآلاف من مشاهدي قناة الجزيرة , والأنكى من ذلك أن الرجل ممثل الأتحاد الأفريقي كان لم يزل واقفاً بجواره ! هل أطاش القرار 1593 صواب الدكتور الأمين غير المؤتمن فلم يميز بين الصديق والعدو ؟! أنه استخفاف بالعقول وامتهان للمندوب , فهذا الرجل هو ممثل الأتحاد الأفريقي الذي لاذوا به لينجيهم من مجلس الأمن والأمم المتحدة . فهل قدر الأمين غير المؤتمن أثر كذبه على المندوب والذي سيعلم حتماً تضليله وكذبه ؟! واحسب أن رؤساء الأمين لم تثير حفيظتهم كذب أمينهم فهذا مباح لديهم ولكن ماأثارهم هو افتضاح كذبه على رؤوس الأشهاد ! وللصدفة الحسنة نقلت قناة الجزيرة في اليوم التالي
26/4/2005 في نشرة أخبار التاسعة صباحاً بتوقيت قرينتش صورة لقرية في دارفور حرقها الجنجويد بعد أن عاد ما تبقى من أهلها اللاجئين في تشاد وشيدوا بيوتهم من جديد , وشاهدنا بقايا دخان الحريق يرتفع من بين الرماد ! أقول لم أعجب من كذب الرجل الأمين السياسي للجبهة فأن الكذب يخرج من أفواههم كشربهم للماء , ولأنه أنفطم وتربي سياسياً على المنهج الذي اختطه لهم شيخهم الترابي السجين بايديهم , وهو نهج التقية والنفعية ( البرجماتية ) التي تبيح لهم كل شيء من تحليل الحرام وتحريم الحلال ومن أسلحتهم الكذب البوآح وتبدى ذلك في أوضح صورة فيما أقترفوه من تقتيل وحرق وإبادة واغتصاب في دارفور , وقبلها في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق , وما اجترحوه من تعذيب وترويع وقتل في بيوت الأشباح في الشمال , بل في قلب الخرطوم !
وأما مسيرات الافك والبؤس العقلي ضد القرار 1593 التي حشدوا لها صبية وأطفال وبنات مرحلة الأساس , وأفراد الأمن والمأجورين , والمتشنجين المغيبة عقولهم , والتي غاب عنها وتوارى أصحاب الكروش والقروش من أهل الجبهة . ثقوا أنكم ستخضعون لمحكمة الجزاء الدولية للمحاكمة شئتم ذلك أو أبيتم وبرغم الأيمان المغلظ للبشير وعنتريات الأفك , وأما اهدار دم السيد الصادق المهدي وقتل الفرنسيين فهو نوع من الهزر الطفولي , وبرهان ساطع على العقلية الأجرامية الأرهابية لهؤلاء الناس . ونقول لهم كما قال الشاعر
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً فابشر بطول سلامة يامربع
فليقلعوا عن الصراخ وليتركوا الجزع ( والكوراك والجقلبة ) فانها لن تجديهم فتيلاً , وليلقوا مصيرهم كالرجال , وليستغفروا ربهم الذي نسوه , عن أثامهم الكبيرة ضد عباده عسى أن يغفر لهم , ولكن يسبق ذلك القصاص الذي لا محيص عنه .
أما هؤلاء الجنجويد الشياطين الذين أطلقتهم الحكومة من أغلالهم وأصفادهم فعاثوا أشد الفساد في الأرض غير مبالين لدين أو خلق أو عرف , فقل لهم مهلاً لا يأخذكم الغرور والفجور إلى بعيد فقريباً سوف تقيدهم الأصفاد والأغلال هم وأسيادهم الكهنة في الخرطوم وسيغيبون في سجون محكمة الجزاء الدولية في لاهاى ويلعنهم الله والناس , و سيظلون دوماً بقعة سودآء وعاراً ليس في تاريخ السودان وحسب , ولكن في تاريخ البشرية جمعاء , ولهم أن يكثروا من الحمد لله الذي نسوه وسيرجعون إليه حتماً ليلطف بهم في محنتهم , ولأنهم إذا حوكموا بقانون الشريعة الا سلامية أو بقانون العقوبات السوداني لقطعت رقابهم أو تدلت من حبال المشانق , فظلام سجون مملكة سوازيلاند الافريقية او جمهورية بنين اللذين وافقا ان تفتح سجونهما لمحكمة الجزاء الدولية لسجن المجرمين , فهي ارحم لهم من الموت .