مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

يضطر اشد المناضلين الشيوعيين اصالة ان يبدأوا في تعلم انتصارهم رسالة الى محمد ابراهيم نقد والتيار اليميني التصفوي بقلم خالد اصلاحي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/26/2005 10:16 م


يضطر اشد المناضلين الشيوعيين اصالة ان يبدأوا في تعلم انتصارهم
رسالة الى محمد ابراهيم نقد والتيار اليميني التصفوي


هكذا فان الخيار غير وارد بين واقع بلا رأس ونظرية بلا أرجل والنضال من أجل حد أعلى من الفعالية هو نضال من أجل العقل الذي يوضع على محك التجربة في قلب التجارب.
حين نتحدث عن الحزب الشيوعي تحت هيمنة وقيادة التيار اليميني - لا نتحدث عن الفشل – فما يوحدنا في الحزب يمينه ويساره ووسطه نجاح الوجود الممتد لأكثر من نصف قرن من الزمان ونجاح الشيوعية الممتد عبر قرنين من الزمان. وبنفس هذا الاحساس بالوحدة مع التيار اليميني في النجاح العام يستمر نقدنا له بلا هواده لأنه مسئول عن الركود ومسئول عن النقص في التطور السريع (السنوات 46 -71) مما أدى فيما أدى اليه الى اخطاء فادحة لم يكن من الممكن تجنبها في مرحلة استكشاف مفهوم واسلوب ثوريين جديدين. رغم التقارب الخادع مع تجارب عالمية اخرى اسلوب السرية المطلقة وشبه العلنية الى آخر.

اول هذه الاخطاء الاعتقاد ان بقاء الحزب دون فاعلية سببه الهجوم الأمني الشرس واتضح ان الحقيقة هي ان جهاز الحزب بقيادة محمد ابراهيم نقد واذا صدقنا ما قاله وهو مهتز من هول الزيارة الأمنية رفيعة المستوى – من انه ليس السكرتير العام للحزب – فانه يتحمل المسئولية كشريك في "السكرتارية" هذه السكرتارية المكلفة المكونة من افراد ضعيفين فكرياً بسبب الجمود العقائدي والشيخوخة والعزلة. فهم لم يفقدوا الحيوية الجسدية فحسب بل فقدوا الحيوية الفكرية بسبب تحنيط الممارسة الثورية فالماركسية علم الثورة لا يتطور الا من خلال الممارسة الثورية.

فنظرية مركز صغير هي البداية يجري التطور من الأصغر الى الأكبر, وقد كان لا ينفع في شئ السير في الاتجاه المعاكس – الأصغر هو مركز الحزب – ولايمكن لجبهه ان تخلق هذه النواه ولكن النواه كلما تطورت هي التي تسمح بخلق جبهه وطنية ثورية, الجبهه تتكون حول شئ موجود وفاعل وليس فقط حول برنامج تحرير ذي المحرك الصغير (المركز) الذي يدير المحرك (الكبير) للجماهير (الحزب) ويعجل في تشكيل جبهه بتصاعد الانتصارات التي يحرزها المحرك الصغير (حالة مركز الحزب في خلق جبهه الاحزاب وتفجير ثورة اكتوبر). وتعلمنا التجربة الاممية التناقض التالي: كلما كانت النواه الثورية ضعيفة كلما كان عليها الحذر من التحالفات. وكان على هذه النواه – المركز – وهي تزمت لمبدأ السرية ان تدرك اين الحدود الفاصلة بين السرية لكوادره القائدة والعلنية لكوادره القائدة.

لذا لا يمكن الخلط بين الحزب وجهاز الحزب فدخول الجهاز في جبهه مصطنعه (مثل التجمع) لم ولن يسد فراغ القيادة العسكرية والسياسية. فالرغبة في تقنيع فراغ بفراغ اخر لا تلبي الفراغ الأول بل تضيف له فراغاً ثانياً.
ورغماً عن السير الحثيث من فشل الى فشل فما زال يتم تقديم المؤسسات على الافعال وتنهزم فكرة التنظيم الأساسية وهي ان نواة فاعلة ترفع من وتائر الفعالية للفروع والمؤسسات فتحرك ساكن الحياة الرتيبة في الريف وتزيل تراكم الفساد الاستهلاكي في المدن بواسطة اشكال ملهمة لمبادرات الجماهير هي طريقة الثورة الاجتماعية.

جهاز الحزب استمرأ فتات الاختفاء ونستالجيا الوجود العاطل للنضال الثوري وجرته الامبريالية ليقف مواقف ممالئة لها عندما صدر النضال الى الخارج واوقف تسلل المناضلين الى المنظمات الشبابية والطلابية والنقابية التي خلقها اليمين لقد اجتهد اليمين لخلق منابر لتياراته (يمين اليمين ووسط اليمين ويسار اليمين) (السلفيين الأصوليين وجماعات بن لادن وخلاياها النائمة والقائمة (هي يمين اليمين) ووسطه مجموعات المؤتمر الوطني في السلطة وحزب الأمة في المعارضة) وخلق ضجيج يساري فارغ لا علاقة له بالجماهير لإيهام الخط اليميني داخل الحزب الشيوعي بجدوى التحالفات الخارجية وحين حدت وتجزرت الخلافات الثانوية بين قوى السوق العالمي وكان عليه ان يحدث توازن في القوى الدولية بتقديم (الولايات المتحدة وشريكاتها الاوربية) في طبخة سلام تعطي قوى اليمين الاوربي الأمل في مشروع تسويق نفسها لمنطقة الموارد الطبيعية البكر في ارض الجنوب مقابل ان تضع الجنوب شريك اقليمي في سلطة الوسط وقبل ان يفيق جهاز الحزب من هول صدمة المفاوضات التي جرت الحركة الشعبية بعيداً عن تجمع العزلة الشمالية واكتشف الجهاز سذاجة دخوله في تجمع يتم الدخول والخروج فيه بأمر المصريين والارتريين- فيما يظهر في السطح - ووفق ترتيبات تقودها المخابرات البريطانية كشريك صغير للمخابرات الامريكية. فلعبة الدومينو صارت لمن لم يسبرغور علم الاقتصاد السياسي الماركسي ولا يرغب بعنطظة البرجوازية الصغيرة وخلفية تربية الابوية الافريقية والعربية المنغلقة. في مفترق الطرق ذاك افتقد الجهاز حصافة الماضي لأن ادواته التي اجترها لديمومته على دست سلطة الحزب لم تعد تساعده على فهم الواقع المتعدد الرموز والاشكال والأكثر تعقيداً في حياة الشعب السوداني المستضعفة والشعوب الأخرى في مواجهة اساليب اقتصاديات الموجه الثالثة وهي قاعدتها المعرفة ذات السعات العريضة وانىّ لشيوخ ودراويش الحلقات الابوية التراثية سواء في اليمين او اليسار ان يلاحقوا فن الاستلاب المالي والعصا الغليظة. سقط الجميع في مستنقع ضيق الأفق وهو نفسه ذات الضيق الوجداني الذي دفع ابو مدين المطالب بعرش دارفور ان يشكو اسرته لمحمد على باشا ونصرالدين مك الميرفاب ان يذهب ايضاً طالباً مساعدة محمد علي باشا ضد ابن عمه ود تمساح الذي عينه شيخ العبدلاب بعد ان اعفى نصرالدين. جاء محمد على باشا ولهف الكيكة من مال وثروات طبيعية واستعبد جميع السودانين وخاصة الفلاحين الذين اسرهم الدفتردار في ربوع شندي والمتمة وحتى جزيرة توتي. وباع اكثر من خمسة عشر الف امرأة وطفل في سوق العبيد باسنا وادفو هذا هو ثمن خيانة الطليعة لنفسها وهو مركب الجهل (فالجاهل عدو نفسه) حين يركبه الحمق ويعتقد ان النضال خارج الحدود وجر الدول والمؤسسات لحل قضايا السلطة فان محتوى الوكالات الاستعمارية هو الذي يتغير ويخسر الوطن ويرتد الوعي الإجتماعي لسنوات طوال.

هكذا اسلم جهاز الحزب الشيوعي نفسه لعامل ضعفه الذاتي الذي لحظه القائد المعلم عبدالخالق محجوب – حتى في اوج مرحلة النمو السريع للحزب واكد فيما بعد اكتوبر عن الضعف الذاتي للقيادة وضعفها عن مجمل باقي الحزب وبالتالي ضعف جملة الحزب عن الحركة الجماهيرية. وادى هذا التراكم الكمي لتحول كيفي حاول فيه الجهاز اليميني الاستسلامي ان يلعب اخر كروت الانتهازية بان يغير اسم الحزب وان يأتي بنظرية "جديدة" تصب في مجرى الانتصار المؤقت لليمين والامبريالية فانكشف ظهره واضطر لمراجعة موقفه من الضربات التي كالها له اعضاء ومنظمات الحزب القاعدية وكانت النهاية المثيرة للسخرية عندها لم يكن هناك بد من ان يقدم الجهاز المرتبط بمصالح الامبريالية حتى النخاع منظره الفاشل في طبق من ذهب لجهاز الأمن. والطريقة الذكية التي تم بها تسليم السكرتير المكلف ( اسف يا عزيزي نقد ان لم اقتنع بردك بانك لست كذلك بل انت السكرتير السياسي في هيئة سكرتارية ( اهمس في اذنك ما الفرق!! ربما يكون احد المصطلحات التي لم يسعف سيادتكم الوقت لشرحها في عددين من الشيوعي حول النظرية الجديدة والحزب الجديد. يبدو ان صغائر السكرتير السياسي المكلف - عسى ان نحظى بقبول السادة لا تنتهي ومفاهيمه العامة المبنية على فهم مدرسي للماركسية لم يتطور من خلال نقد التجارب العلمية وآفة الاستسلام لاسلوب نضالي احادي دون ادراك ان الهدف الاستراتيجي لمدرسة الواقعية الشيوعية هي اعلى فعالية لكل حركة اي اكتشاف – بركة الارتقاء بوعي وقدرات الطبقة العاملة – في كل عمل سياسي وحركي مهما كان صغيراً (كل حركة فيها بركة).

ان مدرسة اليمين الشيوعي سقطت في مستنقع آسن منذ ان فرضت على التنظيم رقابة من الخارج اي ان افندية جهاز الحزب ووضعوا انفسهم كمؤسسة كهنوتية تصوب وتخطئ ممارسة اعضاء الحزب في تشكيلاتهم المتعددة واخر الأمثلة هي نزول (انظر اللغة) الحزب لشرح الخطاب الداخلي الصادر عن "اللجنة المركزية" والذي قرر ان يكون خروج المختفين في الوقت "المناسب" ويبدو ان الوقت المناسب قد تركتحديده لجهاز الأمن الذي قرر خروج نقد السكرتير السياسي في يوم الزيارة المشهودة وترك لسليمان حامد وحفنة من افنديته وهم مشهود لهم بالسذاجة والانغلاق الفكري ان يستمروا في لعبة السرية بعد ان تم تسليم السيد نقد للأمن ونعني ان منهج واسلوب القيادة اليمينية وصل درجة من الفساد والعزلة بحيث ان جهاز الأمن هو الذي يقرر لهم متى يخرج عقلهم المدبر. والتأكد من فساد هذا المنهج – منهج سرية القيادة في مقابل التنظيم وعلنيتها في مقابل الحياة الخاصة لأفراد العصابات فكما تعلمون فان القعدات هي مكان مفتوح يومياً لأفراد العصابة (الطغمة بلغة ارسطاطاليس) وحتى الزواج والسفر لشهر العسل بالخارج كلها امور تمارسها القيادة بحرية ونجاح ولكن السرية هي ان يتوقف العمل الفاعل للحزب حتى وسط اعضاء الحزب والأجهزة الأمنية مدربة على اساس نظرية المؤامرة فعصابة المجرمين جماعة تحفى نفسها لتحقيق كسب اجرامي ولذا فان الأجهزة تنتظرها في مواقع هذا الجرم ومتى ما ظهرت اعراضها او اعمالها حول الهدف امكن الوصول اليها واحباطها بالقبض عليها او عزلها لتقليل تأثيرها ومن ثم في عجزها حماية للمجتمع. فمتى فقدت عصابة الثوريين الفاعلية صارت سهلة الاختراق ويمكن عزلها وتجنيبها بعيداً عن هدف الثورة الاجتماعية وارادة التغيير ويترك لها الفراغ الإجتماعي لتحقيق طموحاتها الذاتية ويالها من طموحات خايبة تهزم ذاك التوقد والانفعال الثوريين ليس للفرد فقط بل تعطل ذراع التاريخ التي يضرب بها الظلم وتصب مرتين في خانة العداء للتقدم مرة بالغفلة ومرة ترك فراغ واسع للقوى المعادية للتقدم والديمقراطية بان تسلب الجماهير حقوق طبيعية باقسى الأساليب وافحشها ظلماً وقسوة. حق العمال في الضمان الاجتماعي حق الطلاب في منهج منضبط علمياً ووفق تخطيط للقوى العاملة يفتح الوظائف جهاز حكم ملتزم بصرامة بمبدأ سيادة القانون شل آلية القمع ولجمها بالفضح المنظم والعدالة الناجزة. هذا ما انجزته الحركة الديمقراطية وفي قلبها الحزب الشيوعي وفي قلبه نواته الثورية بين اكتوبر 64 ويوليو 71 وهذا ما سلمته تلك القيادة التي دفعت دمها مهراً وشموساً انارت لنا الطريق ونخجل من ان ندعي اننا نسهم في ارثهم النضالي الجسور. مثل عبدالخالق محجوب وهو يهتف بالمجد لشعب السودان ويلفظ انفاسه مثل امانة المثقف الثوري الجاد ومثل الشفيع احمد الشيخ طلائع الطبقة العاملة ومثل جوزيف قرنق وهو يقاد من المعتقل للمشنقة اعلى درجات الظلم الاسود لطلائع المناطق المهمشة وثلاثتهم مثلوا الماركسية في اعلى درجات الفاعلية احياءاً واموات وفي المقابل مثل انهيار اسلوب ومنهج عمل التيار اليميني استسلام السيد نقد وجهازه المفروض في موازة لن تلتقي ابداً مع الخط الثوري لقاعدة الحزب ومثل الخط اليميني ككل في ادعائه بناء حزب جديد ونظرية جديدة سقوط فكره وممارسته الممتدة من يوليو وحتى الآن.

ان بقى فيكم حياء او بقية من حنان للعودة للايام الماضية فاسعدونا باستقالاتكم وان لم تفعلوا فان اللعبة قد انكشفت وخاب صناعها ونقترح على فروع الحزب في الداخل والخارج ان يجتمعوا ويعلنوا فصل جميع المتفرغين من افراد الخط اليميني التصفوي الذي أنجز مهمته التي رسمتها له الامبريالية- بوعي وادراك او بغباء وجهالة - بان يصفي الشيوعية فصار كمناطح صخرة يوماً ليوهنها فما وهنت واوهى قرنه الوعل. فقد انكشف دور التيار اليميني واستمرت وستستمر الشيوعية باساليب نضالية جديدة.
وان بقيت لهذا الاسلوب او المنهج – لحين ان تصبح له الجرأة ليستقبل- ان يعيد لنفسه الكرامة بان يأخذ سكرتيره السياسي للاختفاء مرة اخرى حتى تستمر الغشاوة بان له بقية من حياء بانه لا يقبل قرار اتخذه الأمن بانهاء اختفاء محمد ابراهيم نقد وعلى تنظيمات الحزب وفروعه في الداخل والخارج ان تعتمد اسلوباً جديداً يجعل كل فرع قيادة في مجاله لا مرجعية لها من خارج نفسها وهكذا نتحول لقوة تتوحد لتنسيق اعمالها وتتعلم من انتصاراتها لان كل من وصل اعلى مراحل الوعي الاجتماعي بالانتماء للفكر الشيوعي قد انتمى للمستقبل الديمقراطي العادل المفعم بالحيوية وصدق الانتماء الابدي للذات الخالدة وعلى كل فرع وهيئة تم تحريرها من قبضة وهيمنة الطغمة اليمينية المتفرغة ان تسعى لاقامة تحالفات مبدئية مع مختلف الفصائل الحقيقية لتشكيل برنامج الحد الادنى قطاعياً ووطنياً. وبالطبع فان بقية التكتيكات تظل سرية (التكتيكات فقط لا غير) وفترة السرية تعني فترة الكمون اللازم للجنين حتى ينضج ويتعهده الواقع بالرعاية.

ثقتي بلا حدود في شباب واعد وكهول مجربة في ان الحجر الذي رمى به كارل ماركس في مستنقع الرأسمالية الآسنه لازال ينداح وينداح وينداح فيبني قلعة ويهدم أخرى. كما كان يردد القائد المعلم عبدالخالق محجوب.

خالد اصلاحي

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved