مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حقيبة الشفرة الخاصة من علي ود حلو إلى نافع علي نافع بقلم حامد جربو / السعودية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/26/2005 2:53 م

حقيبة الشفرة الخاصة من علي ود حلو إلى نافع علي نافع

في عام 1885م دخلت جيوش المهدية الخرطوم اٍثر انهيار حامية غردون

مندوب البريطاني في السودان ,وقتل غردون ومن معه من الجنود, وتم تحرير
السودان من حكم التركي المصري الذي دام أكثر من ستين عام0اتخذ محمد أحمد بن عبد الله بن الفحل الملقب
(بالمهدي ) مدينة أمد رمان عاصمة له واسماه –البقعة المباركة- على غرار المدينة المنورة, كانت أول
دولة سودانية بمواصفات الوحدة الوطنية , شاركت فيها السواد الأعظم من القبائل والعشائر السودانية
ولئن كانت النفيرة الأولى جاءت من غرب النيل (غرب السودان) إلا أن نصيب الشرق والوسط في
توطيد دعائم الدولة المهدية كانت باين 0
جاء أهل الغرب إلى أمد رمان بصورة لم يسبق لها مثيل , كانت ( الغرابة) قوة ضاربة وقابضة
في جيش المهدي, وعبدا لله تور شين (التعايشي ) الصديق القديم للمهدي هو القائد الأعلى
للجيش بدون منازع , لا أحد يشك في أن هو خليفة المهدي في الدولة الوليدة 0
توفي المهدي عليه رحمة الله بعيد قيام الدولة , قبل أن يكتمل تأسيس دواوينها
ولكن خليفته عبد الله التعايشي و من معه قاموا بإكمال التأسيس وتثبيت أركانها فيما بعد
كان للمهدي ثلاث خلفاء , عبد الله التعايشي من غرب السودان , والخليفة شريف
من عائلة المهدي , والخليفة علي ود حلو من وسط السودان وبهذا الترتيب , ما أن أكملت
المهدية عامه الخامس أو السادس , دب الخلاف في تفاصيل الدولة ( الشيطان في التفاصيل)
كما يقول المثل , عرف الناس مصطلح أولاد البحر أو( أولاد البلد ) يعني حلف الخليفتين
الشريف وعلي ود حلو ضد الخليفة عبد الله التعايشي ( الغرابة) , ولم يلتفت هؤلاء إلى
إلى جوهر الثورة وقوامها , والتي اعتمدت الإسلام شريعة لها, ولم يهتدوا إلى الشورى
بل استخدموا الكرت الأخير الجهوية والقبلية , في إقصاء الخليفة وأعوانه من السلطة
وقالوا نحن أولى بالخلافة من عبد الله التعليشي الغرابي ، المهدي منا نحن الأشراف
كانت أول فتنة عنصرية في الدولة السودانية القومية الوليدة والتي جاهد الكبار من أجلها
ورد الخليفة بعنف باعتبار ردة في دولة الإسلامية , كما جاء في ( السيف والنار ) لسلاطين
باشا , وكانت المأساة كما وصفها الشاعر 0
ناساً قباح من دار غرب يوم جونا
أولاد ناس عزاز مثل كلاب سوونا
يابا النفس يا الإنجليز ألحقونا
بدءوا تخريب الدولة من الداخل , كما يعمل السوس في الخشب , وطلبوا النجدة من الإنجليز
وكانوا كتيبة في حملة كنتشنر على السودان ,ودخل كتشنر أمد رمان ولاحق الخليفة
في أم دبيكرات حيث أستشهد هو ورفاقه في معركة غير متكافئة الأطراف , وطويت
صفحة الدولة المهدية في السودان , بنظر إلى التغيرات الكبيرة التي حدثت في بداية القرن
الماضي كانت نهاية المهدية حتمية , ولكننا لا نريدها بالطريقة التي انتهت إليها
بتحالف أبناء الوطن مع المستعمر وفي النهاية الخاسر هو وطن الجميع 0
في عام 1976 وقع انقلاب عسكري ضد حكومة مايو , قاده حسن حسين
عثمان, وهو ضابط برتبة عميد في الجيش السوداني , مشهود له بالانضباط والتفاني
ويحظى باحترام ومكانة خاصة بين أقرانه من الضباط , وعلى ما أعتقد يحسب من
الضباط إسلاميين أو أخوان المسلمين ¸وبمقاييس العسكرية نجح الانقلاب , وكان الوضع
تحت سيطرة قائد الانقلاب حتى ضحى يوم الجمعة , وجد أبو القاسم محمد إبراهيم
نائب رئيس جعفر نميري بوم ذاك فرصة في ثغرة الإذاعة , وعزف في الممنوع
وأذاع بيان فيما معناه يا أولاد البحر أن هذا انقلاب عنصري يقوده نفر من
الغرابة عليكم بهم , كان العميد حسن حسين في القيادة العامة وصعق عندما سمع
الخبر ومن معه , تبعا لا أحد يتوقع مثل هذا البيان من رجل مسئول كنائب رئيس
الجمهورية مهما كانت المواجه , بإمكانه أن يستخدم أي أسلوب آخر غير العنصرية
لذا غضب حسن حسين وتحرك من القيادة لتلقين أبا القاسم درس في الوطنية
ويرد على بيانه العنصري , بأن لا علاقة الانقلاب بالغرب أو العنصرية,
كل ما في أمر هو قائد العملية من مدينة الأبيض في غرب السودان , كما جعفر
نميري من الشمال أصله دنقلاوي . ولكن رسالة أبو القاسم كانت شفرة بمفهوم آخر
في باب القيادة وهو خارج إلى الإذاعة أطلق عليه النار أحد أبناء البحر,
وانتهت قصة العميد وانقلابه كما أراد لها أبو القاسم محمد ابر أهيم 0
يستطيع حسن حسين أن يستخدم أسلوب ملتو وخبيث لردع البيان ويدخل
البلاد في مأساة ولكن انضباطه الوطني وشجاعته منعه من ذلك المسلك ,
تم إعدام العميد حسن حسين عثمان ورفاقه طبقاً لكتاب الانقلابات العسكرية
في السودان لمحمد أحمد كرار.0
في عام 1999م وقع خلاف بين الرئيس عمر البشير وشيخه حسن التربي منظر
النظام وزعيمه الروحي ,وكان البشير يردد في وسائل الأعلام أنه لا يريد
حكومة برأسين – الترابي والبشير- ولكن لم يكن الأمر واضحاً للناس
هل هو خلاف أيديولوجي مذهبي أم مجرد صراع على المناصب والنفوذ , ظل
الخلاف غامضاً ومقصوراً على المحيطين بالرجلين إلى أن انفجر الوضع
ووصل الأمور إلى نقطة اللا عودة .0 في رد الأستاذ المحبوب عبد السلام
لنافع علي نافع على (sudaneseonline.com ) قبيل كتابة هذه السطور يقول
على لسانه محرضاً عمر البشير(لن تكون أنت مرشح شيخ حسن للرئاسة على
أي حال , سيختار محمد الأمين خليفة أو علي الحاج , الشيخ صار همه ناس
الغرب ) .0 لماذا ناس الغرب, الشيخ ليس من الغرب وهو من وسط السودان
بديري دهمشي , يبدوا نافع هو وريث أبو القاسم في حقيبة الشفرة الخاصة ,اللعبة
المربحة - العنصرية , واهم من يعتقد أن هناك الخلاف بين الشيخ وتلاميذه , ليس هناك
خلاف ولا رأسين ولا يحزنون , كل ما في أمر هو مسرحية الإقصاء الغرابة من
سدة الحكم واٍبعادهم من مراكز صنع القرار في الدولة وضحيتها هو الشيخ
ويقول المحبوب :(ولنعرف لأول مرة بعد ربع قرن قضيناه في الحركة الإسلامية
أن هناك شايقية وجعليين ود ناقلة وأولاد الغرب )0 واتجهوا صوب دامرة
المجذوب وخلاوي كد باس يلتمسون الغفران ويقدمون القربان على أطلال
شيخهم المسجون, وأخذتهم العزة بالآثم أخذوا يرددون أمجاد زائفة
آلمك نمر , الملك عبود , المهيرة , والخيل العرقوس لا يعرف
عنهم التاريخ إلا أغانيهم الخاصة – أغاني (الدلوكة ) – 0نجح نافع
وزمرته في إقصاء الغرب والشرق , وتمكن العشرة الكبار من الإمساك
بخيوط اللعبة وزمام الأمور في الدولة , وتُرك بعض أبناء الغرب والشرق
في مناصب هامشية ديكورية حتى لا يكون الأمر فاضحاَ للجميع
وهذه هي المرة الثالثة يستخدم فيها النعرة العنصرية ضد الغرب (الغرابة)

1885م علي ود حلو والشريف ضد – الخليفة عبد الله التعايشي
1976م أبو القاسم محمد أبر أهيم ضد – حسن حسين عثمان
1999م نافع علي نافع ضد – ضد جماعة ترابي ( علي الحاج –محمد الأمين )
0
كالعادة استبعدوا أي رد من الغرب لأنهم أناس طيبون , وأهل قران
واللوح لا يقدمون على المخاطرة من أجل السلطة ., حتى لو أبعد
أبناءهم من القمة بالمكايدة 0
في هذا الجو المشحون بالغبن , ظهر (الكتاب الأسود ) متن سطر فيه
حقائق تاريخية مسكوت عنه وضح للناس القسمة الضيزى للسلطة
والثروة في السودان عبر السنين, وتبعه هجوم كاسح على مطار الفاشر
ودمرت كل الطا ئرات العسكرية الجاثمة في المدرجات المطار
واقتادوا قائد القوات الجوية السودانية إلى جهة مجهولة , وأعلن الثوار
بالواضح أنهم رفعوا السلاح ضد دولة الجلابة العنصرية المحتكرة
لسلطة والثروة منذ الاستقلال وخاصة الشمال الوسط (النيلي) وبهذا
انتهت لعبة الكرت الأخير طال ما استخدم الإقصاء الآخر .

حامد جربو / السعودية

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved