مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إصطفاف جديد من أجل غد أفضل بقلم محمد حسن العمدة-الطائف

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/26/2005 2:49 م

في العام 94 تحالفت القوى الوطنية الديموقراطية في أسمراء مكونة للتجمع الوطني الديموقراطي بشعارات مختلفة نحو هدف واحد إسقاط النظام الديكتاتوري العقائدي في الخرطوم نظام الجبهة الإسلاموية , وكان اكبر تحالف للقوى الوطنية الديموقراطية جامعا لكافة ألوان الطيف السياسي الديموقراطي النابذ للشمولية والعقائدية متعاقدا وفق ميثاق التجمع الوطني الديموقراطي ومقررات أسمراء للقضايا المصيرية , عملت القوى الوطنية بمختلف خياراتها تفاوضا وقتالا وحراكا دوليا نتج عنه عزلة للنظام دوليا وتوالت القرارات الدولية الزاجرة والمعاقبة للنظام في حين أدى الضغط العسكري في جبهات القتال إلى ترهل النظام في الخرطوم وظهور بوادر الخلافات بين قادته مما قاد للانقسام الشهير 4 رمضان والغريب انه بينما بدا العد التنازلي للنظام بدا في الوقت نفسه تدهور التجمع الوطني الديموقراطي وتشتت القوى المكونة له فبينما توجه حزب الأمة إلى داخل السودان متخليا عن العمل العسكري يمت الحركة الشعبية قبلتها نحو نيروبي وضواحيها في سلسلة مفاوضات نتجت عنها اتفاقية السلام الشهيرة بنيفاشا وانخراطها في النظام الديكتاتوري بكل مساويه ليشتد أوار الحرب في دارفور والشرق وتفتح بيوت الأشباح من جديد لضرب القوى الوطنية في الجامعات والشارع السوداني و لتبدأ غرائب ورمال السياسة السودانية في التحرك من جديد في انقلاب حقيقي لموازين القوى إن لم اقل تلخبطها وعكها واستحكام تعقدها من جديد فصار حزب الأمة يلوح بإمكانية اللجوء إلى العمل العسكري مرة أخرى لاقتلاع الأنظمة العسكرية المتحالفة في الخرطوم في حين تسعى ما تبقت من القوى الوطنية في التجمع الوطني لوجود موطئ قدم لها في تحالف الخرطوم إلا أنني أشيد بموقف تنظيمات أمسكت نفسها عن هذا الركض نحو الشمولية ومنها تنظيمات اسود الشرق البجا والأسود الحرة ونمور الغرب حركة تحرير السودان لمواقفهم القوية الرافضة لتحالف الشر بالخرطوم وأتمنى أن تحسم قيادة الحزب الشيوعي السوداني ترددها وحالة البين بين التي تعيشها خاصة بعد ظهور الأستاذ محمد إبراهيم نقد وحقيقة أن يكون رهينة في يد تحالف الخرطوم مما – يلخبط – كل خيارات وتكتيكات القيادة الشيوعية إلا انه يحمد له محاولات كبح الهرولة تجاه تحالف الخرطوم التي يسعى لها التجمع الوطني الديموقراطي !!!!. كما ان في الخارطة تنظيمات أنتجتها حتمية التطور التاريخي والحراك الاجتماعي لشعب السودان تنظيمات نأمل في أن يكون لها دورها الايجابي في مستقبل البلاد مثل حركة القوى الجديدة / والحديثة الديموقراطية ( بشقيها ) و الحزب الليبرالي السوداني وحركة تحرير السودان .

في ظل هذا الواقع الجديد لا بد من إعادة تحالف القوى الوطنية واصطفافها من جديد وفق أسس ومبادئ قوية وهياكل تنظيمية فاعلة تستطيع العمل وفق ظروف الراهن الدولي البالغة التعقيد - رضا دولي نسبي عن ما تم في نيفاشا وقلق مما يحدث في دارفور نتج عنه قرار مجلس الأمن الدولي 1590و1591 و1593 كما يجب على هذا التحالف الجديد وضع كافة مخاطر الصوملة والافغنة التي يسعى لها بعض من الغاضبين على الأوضاع الجديدة في الخرطوم من أعضاء النظام نفسه وبعض من يتحسسون رقابهم خوفا من لاهاي وما يمكن أن تقضي به عدالتها , كما أن تنظيم مثل الحركة الشعبية لا يمكن أن يترك الفرصة التاريخية فرصة الفراغ السياسي والأمني في حالة مثول مطلوبي النظام أمام العدالة الدولية في لاهاي .

لكل ذلك أرى أن الخطر قد بات اكبرا على وجود السودان كقطر واحد في الخارطة الجغرافية والحياتية لإنسان السودان مما ينتج عن ذلك تحدي حقيقي للقوى الوطنية الديموقراطية الواطئة لجمر القضية ونيرانها . إن التحالف الجديد لا بد أن يتكون من تنظيمات ديموقراطية حقيقية وليست عقائدية أو عرقية تنظيمات مشبعة بروح الانتماء القومي والهوية السودانوية ومتشربة بالروح والمنهج الديموقراطي واحترام حقوق الإنسان وحقه في الحرية والمعرفة والحياة الكريمة واحترام خياراته الذاتية وتحقيق تطلعاته وآماله من دون كبت أو ترغيب أو ترهيب حق الإنسان العدلي في التنظيم والتعبير والتعليم عبر مواثيق ثقافية واجتماعية وقانونية عدلية تمكن من سيادة القانون وتحكيم العدالة عبر أجهزة ومؤسسات قومية الولاء فيها للوطن , إلى جانب مؤسسات ومنظمات مدنية أخرى . وتوفير أسباب الرفاهية الحقيقية والتنمية المستدامة والاستقرار الحياتي - سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً - مع التزام هذه التنظيمات بالتنمية العادلة لكافة أنحاء وأعراق السودان من دون تهميش جماعة بسبب انتمائها الديني أو العرقي أو بعدها الجغرافي يجب أن تسود عدالة الثروة والسلطة كافة أنحاء السودان وفق للكثافة السكانية لا الكثافة الإنتاجية , كما يجب النظر بعين الاعتبار التظلمات التاريخية التي وقعت على بعض مناطق وأعراق السودان بفعل سبق وإصرار الأنظمة الشمولية ورعونتها الإرهابية ونظمها البوليسية واستراتيجياتها الفاشلة وطبيعتها الديكتاتورية . يجب على القوى المتحالفة أن تضع خططا تنموية من اجل إزالة هذه الظلامات التاريخية والعمل على ترقية إنسان المناطق المهمشة والمهشمة وعلي أن أركز هنا بصورة أكثر تدقيقا على إنسان جبال النوبة الذي ذاق الأمرين في كل العهود السابقة الديموقراطية منها والعسكرية فقليلون هم من يعرفون شيئا عن مناطق وإنسان جبال النوبة والأنقسنا جنوب النيل الأزرق هذه المناطق مثلها مناطق كثيرة على امتداد جغرافية السودان ولا افرق في ذلك بين شماله وجنوبه وغربه وشرقه فهنالك مناطق تواجه حظها في الشقاء والتعاسة في شمال السودان كما في غربه من حلايب بسواحل البحر الأحمر وحتى جبال العوينات في أقصى شمال غرب البلاد نعم إن كل السودان مهمش ويكفي ان أول قرية شمال أم درمان تسمى البعوضة لا توجد فيها حبة بندول واحدة ناهيك عن مستشفى ولكن لا ينبغي أن نجعل من هذا القول إعادة إنتاج أخرى لمعاناة شعوب ومناطق أكثر تهشميا , علينا تعميق النظرة القومية العدلية وإشاعة روح التسامح لبناء الغد المشرق لسودان متجدد وغد أفضل .

محمد حسن العمدة

الطائف


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved