مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دروس إضافية مفيدة في علم السياسة العالمية بقلم يحيى إسماعيل-صحفي مهاجر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/25/2005 11:09 ص

دروس إضافية مفيدة في علم السياسة العالمية

أحدثت أحداث الحادي عشرة من سبتمبر متغيرات شتى في
السياسة العالمية وأول تلك المتغيرات استيلاء أمريكا
على دفة القيادة العالمية وقرصنتها على المؤسسات
الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن وتجريدها من
صلاحياتها وتمزيقها للمواثيق والقوانين الدولية ورميها
في سلة المهملات واستبدالها بقانون الغاب المكتوب في سطر
واحد والحامل لمضمون (المصلحة الأمريكية فوق الجميع وعلى
رؤوس الكل ) وإعلانها الحرب على الجميع وأول ضحاياها
دول العالم الثالث وعلى وجه الخصوص العربية والإسلامية ,
انتقاما لبرجي التجارة العالمية اللذان استهدفهم تنظيم
القاعدة بقيادة أسامة بن لادن تحت اسم مكافحة الإرهاب...
وأطلقت أمريكا العنان لقوتها العسكرية لتدك أفغانستان
الدولة الإسلامية الفقيرة التي كان يحكمها تنظيم طالبان
ذلك التنظيم الذي أشرفت على تكوينه المخابرات الأمريكية
أبان فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق
والسبب الرئيسي لاستهداف أفغانستان هو احتضان الملا عمر
لأسامة بن لادن وبعد طرد طالبان من الحكم وتنصيب حكام
موالين لأمريكا اتجهت أمريكا إلى العراق وكانت الحجة
البحث عن أسلحة الدمار الشامل ولكن الغرض الواضح هو
إزالة نظام صدام حسين والذي كان يشكل هاجسا للإدارة
الأمريكية ولم تشفع له تلك الحرب التي قادها بالوكالة مع
إيران كسبا لود الأمريكان وصداقتهم متناسيا أن الأمريكان
لا وجود لصداقات دائمة في قاموسهم ولكن مصالحهم تتجاوز
كل الاعتبارات . وذهب صدام وجبروته مع رسالة قوية للبقية
الباقية من الحكام .وعلى الرغم من المعارضة القوية لتلك
الحرب والتي تقسم فيها العالم إلى معسكرين
معسكر رافض للحرب وشرعيتها بقيادة فرنسا وألمانيا وروسيا
والصين وبقية الدول الأخرى خارج عضوية نادى الأقوياء .
وقالت أمريكا طز للجميع بما فيها تلك التي تتوهم
بامتلاكها لحق النقد الفيتو إذ جردت أمريكا هذا الحق ولم
يعد يقف حائلا أمام المصالح الأمريكية....
وأمام هذا الواقع المختل جدولت أمريكا قائمة استهدافها
والتي لا تستثنى احد من العالم العربي والاسلامى خاصة
أن سجلها مليء بالخروقات وليست على علاقات طيبه مع
شعوبها فبعض الأنظمة تصرف لها ر وشتات ووصفات تعالج
الموضوعان التي تشكل هواجس لأمريكا وهى :-
1/ تغيير المناهج الدراسية وحذف كل المواد والدروس
الجهادية لان الجهاد في وجهة النظر الأمريكية إرهابا
2/ اعتماد جملة من الإصلاحات السياسية تسمح بقيام أحزاب
وتنظيمات سياسية ليبرالية . خاصة في الدول التي تحكم
بأنظمة شمولية وملكية والقضاء على كل الحركات والتنظيمات
والجمعيات التي وضعتها أمريكا في القائمة السوداء
كمنظمات إرهابية لان المنطق الجديد لا يحتمل غير ( مع أو
ضد )
3/ العمل على تطبيع العلاقات السياسية والتجارية مع
إسرائيل وإنهاء المقاطعة الاقتصادية المعلنة
4/ إجراء تعديلات دستورية تحدد الفترات الزمنية للحكم
وتفسح المجال أمام التنظيمات الليبرالية ذات التوجه
الغربي مع ملاحظة أن هذه الوصفة إجبارية للكل وليس هنالك
نظام حكم معفى عنها حتى تلك التي تعرف بأصدقاء أمريكا في
المنطقة
أما القائمة الأخرى والتي تحتاج إلى أجراء جراحات
استئصال وتجميل تضم دولا مثل إيران وسوريا والسودان .
وكوريا .والمصنفة بالدول الراعية للإرهاب كما برزت في
السطح السياسي بعض الدول التي تتبادل أدوارا مع الدور
الامريكى مثل بريطانيا واليابان وأسبانيا وأخيرا تحييد
فرنسا وألمانيا ولعل السيناريو يبدأ بالضغوط والمقاطعة
الاقتصادية والحرب الإعلامية وتحريك الملفات الساخنة
وخاصة تلك المتعلقة ببؤر الصراعات تمهيدا لإصدار قرارات
التدخل العسكري وإزالة الأنظمة والاستيلاء على عصب
السلطة وتنصيب عناصر أو تنظيمات موالية كما لا يفوتنا أن
نذكر أن أمريكا قد وجدت مداخل شتى كالملف النووي لكل من
إيران وكوريا –والتدخل السوري في لبنان بالإضافة إلى
احتضانها لبعض رموز المقاومة الفلسطينية مثل حماس
والجهاد الاسلامى والجبهة الشعبية الخ بالإضافة إلى قضية
الديمقراطية وحقوق الإنسان . والسودان هو الأخر يتعرض
لضغط عالي من العيار الثقيل كالحرب الأهلية في دار فور
والشرق والجنوب والتي وصلت إلى حد وضعة تحت الوصاية
والانتداب الاجنبى .كما أن اتفاقية السلام والتي وضعت
حدا لأطول حروب القارة الأفريقية لم تشفع له وتبعده من
دائرة الاستهداف وتصفية الحسابات . وأولها علاقته
السابقة ببن لادن وإقامته في الخرطوم ويتضح ذلك جليا
بالتقاضي الامريكى عن مشروع القرار الفرنسي والداعي إلى
تقديم المتورطين في جرائم الحرب والابادة إلى محكمة
الجنايات الدولية في الوقت الذي تعارض أمريكا هذه
المحكمة التي انشأت على خلفية اتفاقية روما . والسبب هو
خوف أمريكا على أن تتم ملاحقة بعض رعاياها وخاصة أولئك
المتورطون في جرائم حرب في العراق وأفغانستان واليابان
وفيتنام . والموقف الفرنسي يستدعى الدراسة والتمحيص
وماهى تلك الدوافع التي تدفع فرنسا إلى مساومة أمريكا في
عمل لا اخلاقى لكي تستثنى أمريكا ورعاياها من المثول
أمام المحاكم الدولية لمعاقبتهم في جرائم ارتكبت في حق
الإنسانية. أم أن العالم يتعرض إلى أزمة أخلاقية
وانهيارا تاما في منظومة العلاقات الإنسانية .ونقدنا
للموقف الفرنسي لا ينطلق من تبنى فرنسا لقرار يعاقب
مجرمين ولكن نقدنا لها لمنحها تأشيرة إضافية لأمريكا
لممارسة المزيد من الجرائم ضد الشعوب الضعيفة.كما أن
العالم بأسره يتطلع إلى إحداث حالة اتزان أمام الطغيان
الامريكى وسعيه إلى احتلال كل مواقع إنتاج البترول في
العالم والتحكم في مصائر الشعوب بعد انهيار الاتحاد
السوفيتي وكانت آمال هذه الشعوب وأنظارها تتجه صوب
الاتحاد الاوربى لإحداث حالة الاتزان . ولكن تبخرت تلك
الآمال. ويتبادر إلى الذهن جملة من التساؤلات هل يشهد
العالم موجة جديدة من الاستعمار . والتقسيمات ! هل تتحول
موارد البلدان وثرواتها إلى نقمة على شعوبها . ولماذا
تصر الحكومات في الدول العربية والإسلامية على سياسات
تبعدها عن شعوبها وتتعامل بعقليات تنطلق من الوصاية
وتعتمد على القبضة الحديدية في مواجهة خصومها . وتتحول
بموجبها الأوطان إلى سجون ومعتقلات .لماذا تلجا الأنظمة
إلى سياسة تكميم الأفواه وتضييق هامش الحريات . ما العيب
في انتهاج الديمقراطية وخيارات الشعوب خاصة وان
الديمقراطية أصبحت مطلبا عالميا وخيارا منطقيا لكل
الشعوب . لماذا لا تسعى الحكومات إلى انتهاج منحى
الإصلاحات كخيار استراتيجي يفسح المجال أمام التداول
السلمي للسلطة . والقبول بالآخر والذي هو شريك في كل شي
وإبعاد شعوبها عن شبح الحر وبات . والتدخلات الأجنبية
.لماذا لا تقوم العلاقات على تبادل المصالح بدلا عن
العواطف
وعبر هذا المقال نناشد كل أطراف الصراع تحكيم العقل
واعتماد الشفافية والوضوح في طرح المشكلات والابتعاد عن
الأجندة الخفية .واعتماد الحوار وسيلة لحل الإشكاليات
.خاصة وان الوضع معقدا ومرشحا لمزيد من التعقيدات أن ظل
التعامل يسير على الوتيرة السابقة . وما العيب أن جلسنا
جميعا لحل المعضلات التي أقعدتنا طويلا عن اللحاق بركب
الأمم . والمخرج الوحيد هو التفاوض والتراضي لحل القضايا
الخلافية . كما يجب أن لا تنسى أطراف الصراع بان الشعب
هو الفيصل . وإطلاق العنان للأهواء والمزاجيان ستكون له
عواقب وخيمة .ولا عيب إن قدمنا تنازلات لبعضنا بعضا .
في الوقت الذي نقدم فيه تنازلات بلا مقابل استرضاء
للآخرين وخصما على سيادة الوطن . كما أن أحزاب السودان
وتنظيماته السياسية يجب أن تعتمد جملة من البرامج
والإصلاحات .فالممارسات السابقة القائمة على الولاء
واللف والدوران والعمل بسياسة رزق اليوم باليوم لا
اعتقد أنها تصلح أمام عصر المعلومات والشفافية .
اللهم أنى قد بلغت فاشهد

يحيى إسماعيل
صحفي مهاجر

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved