لعل تغييب الموت الدراماتيكي للاستاذ الخاتم عدلان وضعنا مجدداً علي حافة من الحزن والاسي تجاه هذا الرحيل الخلس للنوارس في الاونة الاخيرة,وختامهم هذا المسك السياسي ـ الخاتم ـ الذي ذكرني الحزن عليه بذاك الذي انتابنا بعد وفاة الاستاذ مصطفي سيداحمد.وربما يجد المرء بعض مشتركات بينهما [ الموت نتاج مرض عضال, موت الغربة, الاثنان ينتميان الي ارض الجزيرة, الانتماء للحزب, تميزهما بالهدوء وحسن السير والاخلاق, العناد ضد الخوف عن التعبير عن الفكرة, تكاثر نعيهما بالشعر والمقال من كافة السودانيين]
لقد راقبت الظروف التي ألمت بالخاتم بعد ندوته التي كان مفترضاً ان أتشرف بحضورها في واشنطون, غضبت لهذا السرطان القمئ الذي استهدفه, وحين قرأت ملف الكتابات في[ سودانيزاون لاين] التي حاولت مواساته وهو علي فراش المرض بكيت بكاءً مراً برغم إني لست صديقه او قريبه ولم اره قط في حياتي وبرغم عدم مشاطرتي له وهو يقود انشقاقاً داخل الحزب.وما الا بعض ايام الا وأتفاجأ برحيله المتعجل حيث كنت اتوقع ان السرطان ربما يمهله قليلا, هذا إن لم ينهزم من قبل الراحل
ولكن علي اية حال رحل الخاتم الذي نعاه الاصدقاء والقراء وممن إنسرب في داخلهم مبدعاً او سياسياً مناضلاً او انسانا خلوقاً. نعم رحل الخاتم الذي نعاه اول ما نعاه مناضلي الهامش[ جبهتي تحرير دارفور والشرق] وذلك باسرع مما كان يتوقع اهل اليسار.
لقد جالت عيناي عبر الصحف ومواقع الانترنت علني اعثر علي نعي بإسم الحزب الشيوعي صادر من قيادة الحزب سواء باسم عمنا التجاني الطيب او حتي نقد. نعم نعي يتناول ايجابيات هذا الكادر الذي طالما افني سحابة عمره بالحزب, بل واراد بما يتصور ان يرفده الي الامام, ولكن ابت الظروف فعاثر ان يمم شطره نحو ما يري انه الحق: الخروج من الباب الذي دشنه الاوائل من قبله.
نعي الحزب الذي توقعته هونعي يتجاوز الخلاف السياسي او اي اعتبار اخر, إنه فكرة لتوطين شفافية نعي بإتجاه كادر منشق لم يعرف عنه ـ حتي اخر لحظة ـ سوي التزام جادة النضال مهما تباعدت المسافات بينه والتنظيم ومهما احتدت العبارة الفكرية هنا والتخوينية هناك.
ربما كان حلمي ان اعثر علي نعي الحزب انما هو حلم كاذب يتقاصرعن التعمق في تركيبة العلاقات الاجتماعية بين النخب الفكرية والسياسية, وعن ادراك واقع سياسي الخصومة الفكرية فيه شديدة الاثر, وربما فيه ايضا [ الرفقة الاجتما عية] فيه رهينة زمرة سياسية او حبيسة [معوية] تستنفع بعضها البعض, وليست نتاج اصالة تنبع من قيم شعبنا وقيم مانعتقد.
لا اريد ان اجعل من وفاة الخاتم فرصة للاحراج او السعي المتكالب لنقد قيادة حزب تمارس في صوابة سياسية ولا تعدم روزنامة من الخطايا, انما اردت القول انه كان بالامكان ان يضيف الحزب الي كثير اضافاته ادباً راقياً للنعي, إذ الخاتم عضو اللجنة المركزية السابق مستحق له, واذا كان ذلك النعي لايقلل شيئاً من هالات الحزب, بل يجمله ويؤسس للوعي المطلوب الذي ظل الحزب يرفد به عقولنا. والتحية للشيوعيين الذين تساموا فوق الخلاف وعلي رأسهم المسؤولين عن فرع الحزب بهولندا والشكر للانسان صدقي كبلو والاديب بشري الفاضل واخرين من اصحاب الوفاء.اللهم ارحم الخاتم.
واخيراً الست حقاً علي حق لأطرح السؤال عاليه..؟

للمزيد من االمقالات