مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عبدالباري عطوان و إزدواجية المعايير بقلم عبدالمولي كنجوم-السويد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/22/2005 4:29 ص

صحيفة "القدس العربي" اللندنية و دارفور


عبدالباري عطوان و إزدواجية المعايير


تعودنا نحن قراء " القدس العربي" من ذوي الأصول غير العربية أن نطالع كل ما تنشره هذه الصحيفة من أخبار

وتعليقات.

و في غالبية الأحوال كنا نتفق مع السيد رئيس التحرير عبدالباري عطوان في تحليلاته فيما يتعلق بحالة

الإنحطاط العربي الرسمي ونفاق و إزدواجية العالم الغربي عندما يكون الخيار هو بين المصالح الإقتصادية

والإستراتيجية لبلدانهم من جهة والوثيقة العالمية لحقوق الإنسان من جهة أخري.

لم نكن نجهل أن الإديلوجية التي تستهدي بها الصحيفة اللندنية هي القومية العريية و الإسلام.

ما أثار دهشتا الشديدة هو أن كل وسائل الإعلام العالمية بما فيها

New York Times, Washington Post, B.B.C., C.N.N,

تتحدث عن التصفية العرقية التي تمارسها الحكومة الإسلاموعروبية في الخرطوم ضد سكان إقليم دارفور في غرب

السودان من ذوي الاصول الإفريقية بواسطة ميليشيات من بعض القبائل المستعربة و عرب الشتات من

جمهورية أفريقيا الوسطي وجمهورية تشاد.

لم نقرأ أو نسمع حديثآ للسيد رئيس التحرير تعليقآ علي هذه الحرب المشتعلة الاوار والتي أدت لهلاك الآلاف من الأبرياء

وتشريد ما يقرب من المليون شخصآ.

منظمات حقوق الإنسان ، منظمة العفو الدولية ، منظمة الامم المتحدةـ التي يجيد السيد رئيس التحرير الإستشهاد بها
عندما يتعلق الأمر بالشؤن العربية – كلها تؤكد بأن مايحدث في غرب السودان هو "أفظع كارثة إنسانية

في هذه الدنيا اليوم " أي أنها أفظع مما يقع في فلسطين و العراق.

لماذا كل هذا الصمت المريب من جانب السيد رئيس التحرير وجانب كتاب الأعمدة في القدس العربي؟

هل لأن القتلة الذين إستباحوا النفس و العرض والمال من بني جلدتهم ؟

الحديث عن الإسلام في خطابك السياسي يدعونا للاعتقاد بأن الإسلام التعبدي و الروحي يمثل الركيزة الثانية

في هوية السيد رئيس التحرير ولهذا نتسائل لماذا لم يقم السيد رئيس التحرير المسلم بالدفاع عن إخوته في

الإسلام من المسلمين غير العرب اللذين يقتل رجالهم وتغتصب نساؤهم وتحرق ييوتهم ؟؟؟؟

ألا يعلم السيد رئس التحرير أن مملكة دار فور الإسلامية والتي حكمت ما يزيد علي نصف الألفية كانت ترسل

كل عام ما يزيد علي الالف رجل لتنظيف الكعبة؟ ليس ذلك فحسب بل كانوا يحفرون الآبار لحجاج بيت الله.

ما يسمي اليوم "رواق علي دينار" آخر سلاطين المملكة في الأرض المقدسة هو خير دليل علي ما نقول.

لا نجد مهربآ- السيد رئيس التحرير- من التوصل إلي الخلاصة المنطقية فيما يتعلق بصمتك المدوي عما

يجري في دارفور: إتتماءك القومي أعتي غلبة من اتتمائك الاسلامي.

نقولها لك بكل الود بأن العمق الإسلامي هو ما قوي العرب في الماضي وهو ما يضمن لهم في الحاضر سبل

القوة في المحافل الدولية.

منظمة الوحدة الأفريقية بأغلبيتها المسلمة أجازت قرار مقاطعة إسرائيل و ظلت علي ذلك الي أن خرق العرب

أنفسهم تلك المقاطعة و أقاموا العلاقات السياسية مع الدولة الصهيونية.

المسلمون غير العرب ودورهم في الحضارة الإسلامية هو ما أجبر الخليفة الاموي عبد الملك للإعتراف:

" أعجب في أمر الأعاجم حكموا ألف سنة ولم يحتاجونا لساعة واحدة ونحكم مئة سنة ولا نستغني عنهم

ساعة واحدة"

هذا الصمت المخجل من جانب "المفكرين" و "المثقفين" العرب عما يجري في دارفور يكشف حقيقة دامغة و هي أن:

دعاوي الحرية والعدل والمساواة التي يتشدقون بها في الخطاب السياسي لا تعدو أن تكون شعارات فارغة

المحتوي عندما تجرد من عالميتها وشموليتها لكل فرد في هذا الكون.


عبدالمولي كنجوم

السويد


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved