مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ثقافة السلام والتعايش السلمي اقليم جبال النوبة بقلم عبدالغني بريش/ أمريكا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/21/2005 8:06 ص

بسم الله الرحمن الرحيم ----
عبدالغني بريش/ أمريكا
كثر الحديث بعد التوقيع على اتفاقيات السلام السودانية بين الحركة الشعبية والنظام السوداني عن ثقافة السلام والتعايش السلمي خاصة بين النوبة وقبائل الرحل الرعوية أو ما يطلق عليهم بالبقارة ،وظهرت اقلام كثيرة تناولت هذا الموضوع وكأنها تسعى الى تدريس النوبة دروسا في السلام والتعايش السلمي مع الاخرين، لكن نسي هؤلاء أو تناسوا ان شعب النوبة كان في طليعة الشعوب التي فتحت مجالها البري لكل من كان يموت جوعا ويبحث عن مأكل ومياه وأمن، وهو الشعب الذي كان يقيم دائما حلقات دورية لتدريس النشئ القيم الانسانية والاخلاق ولم تدخل النوبة في تاريخها حربا الآ لرد الظلم والعدوان كما حدث في القرن الماضي---
ان مبدأ التعايش السلمي ليس شيئا جديدا على النوبة حتى تذكرنا به هذه الاقلام العرجاء، و الذين هاجروا الى المنطقة من الرعاة الرحل والبقارة والفحامة يذكرون ذلك جيدا لانهم عاشوا وسط كل قبيلة نوبية منذ أكثر من مائة عام--ويمكن الاشارة باختصار شديد الى ان الفضل في امتلاك الرحل للابقار يرجع للنوبة، فعندما دخل المهاجرون جبال النوبة كان النوباوي او النوبي الواحد يملك من مائة الى ثلاثة الف رأس من الابقار وعمل هؤلاء المهاجرون وأسرهم كرعاة للنوبة مقابل عدد محدد من الابقار سنويا كأجر يدفع لهم وهكذا تمكنوا من امتلاك الابقار بعد مرور سنوات طويلة، ولانهم اتخذوا من رعي الابقار كمهنة اساسية لهم تمكنوا من تكوين ثروات بقرية ضخمة وادت ذلك الى ظهور بعض المشاكل على السطح بينهم وبين النوبة كمشكلة المياه والحدود والرعي الخ ،وادى ذلك الى توتر العلاقات بين الطرفين بشكل واضح وسلبي وظهر ذلك جليا اواخر القرن الماضي ومن خلال كتابات بعض أبناء البقارة او الذين ينتمون الى هذه المجموعة بالمراسلة) نسبة لعدم معرفتهم بتفاصيل العلاقة بين النوبة وهذه المجموعات( وكان حريا بهؤلاء الكتاب ان يسألوا الأحياء من اباءهم واجدادهم عن طبيعة العلاقات التي كانت تربط النوبة بهذه المجموعات البشرية الوافدة قبل ان يمسكوا اقلامهم ويلفقوا التهم والاكاذيب ويشكوا حتى في هوية النوبة الافريقية،كان حريا عليهم ان يبحثوا عن تاريخ هذه المجموعات التي تسمي نفسها) البقارة( لان كلمة البقارة صفة فكل من يرعى البقر فهو بقاري هناك هولنديين بقارة وامريكان بقارة لكن تظل اصول هذه الشعوب او البقارة معروفة،لكن لم يتحدث ابناء البقارة في جبال النوبة قط عن الاصول التاريخية لقبائلهم المنضوية تحت لواء) البقارة( بل عكس من ذلك وإعمالا ب) الهجوم خير وسيلة للدفاع( بدأوا وبوقاحة لم يسبق لها مثيل يتششكون في هوية النوبة التاريخية اوائل الشعوب القاطنة في ارض السودان وعليه فمن يشك في وحدة الشعب النوبي في كل افريقيا وفي تاريخهم كمن يشك في نفسه يضرب يمينا ويسارا يتخبط لايعرف الحقيقة من الوهم --- هل ان يحدثنا هؤلاء عن المسيرية و الحوازمة واصولهم التاريخية وانتماءهم العرقي لاننا نعلم ان المسيرية تعني في اللغة العربية--سار يسير وهو ساير ولذا اطلق على العربة سيارة لانها تسير دائما وعليه كل من يحب السير او المسير يكون مسيريا بغض النظر عن عرقه وفصله ،اما كلمة)الحوازمة( فهي تعني في العربية احزمة شئ ويقال احزمة قروش من فئة العشرة جنيه مثلا اوالخمسين ا واالمائة وهكذا، او احزمة اشياء مختلفة وتنطبق هذه الاخيرة على )قبائل الحوازمة في جبال النوبة(وهي عبارة عن مجموعة من) القبائل تتفق في بعض الاهداف( ولذا يطلق على كل من يقيم في المناطق التي تسمى الحزام الأمني حازمي والمقيمين في منطقة الحزام الامني مثلا التي تفصل اسرائيل عن لبنان هم حوازمة ، وربما كان تحدث هذه القبائل اللغة العربية او عدم وضوح تاريخ هذه المجموعة هو سبب تخبطها ومحاولة بعض أبناءها إدخالها في المعمع العربية ،كان على هؤلاء الكتاب تركيز جهودهم في اقناع الاخرين بانهم عرب وتقديم الادلة والبراهين التي تعزز هذه الوجهة بالوثائق التاريخية لان العرب لم يغزوا السودان بل دخلوه متلبسين بلباس الاسلام ودخل اكثرهم فرارا من البيئة الصحراوية الطاردة ولم يدخلوه على ظهور الثيران حتى ينسبوا اليهم البقرة بل على ظهور الجمال من كان يسير الحال، ومشيا على الاقدام الفقراء منهم والمساكين والمتسولين ،وفي مجموعات صغيرة جدا هذا ما قاله المؤرخين العرب انفسهم،)اي لم يكونوا أقوياء في بادي الامر عندما وصلوا السودان( ولعل هذه الهجرات غير المنتظمة والمشوشة شجعت بعض القبائل الافريقية التي اعتنقت الاسلام ان تدعي العروبة مجرد تعلمها اللغة العربية ووقعت بعضها في الفخ العروبي نتيجة للربط المتعمد بين الاسلام والعروبة ،ماهي البصمات التي تركتها المجموعات البقارية في بلاد جبال النوبةحتى تتحدى النوبة؟ وهل يعقل ان يتحدى مهاجر ارعن او وافد جاهل او لاجئ اعمى تاريخ اصحاب البلاد التي هاجر اليها؟ هل تحدى العرب الاسبان عندما طلب منهم الرحيل؟ أسئلة كثيرة يجب على الوافدين الاجابة عليها قبل ان يطلقوا صواريخهم وقذائهم التي دائما ما تخطئ اهدافها ----------ان معظم التجار في كل من مناطق -- شفر،كاركو،كجورية،والي،كاشا،جلد،تيمن،غلفان،جنوب الجبال عموما كانوا تجارا من قبائل رعوية تمتعوا بالحرية والهدوء والأمن والسكينة كما لو كانوا في جنات عدن حتى ان معظمهم تعلم لغات هذه القبائل النوبية وأجادوها اكثر من العربية التي يدعون انها لغتهم الأم وتعلم ابناءهم القراءة والكتابة وزاحموا النوبة في مدارسهم حتى وصل عدد منهم مدرسة كادقلي الثانوية )تلو( وتخرجوا منها في نهاية السبعينيات والثمنينيات،ورغم ذلك كانوا دائما يثيرون شغبا وفوضى عظيمة في المدارس النوبية خاصة في(تلو الثانوية) منها على سبيل المثال حادثة عام 1984 التي كادت ان تحرق مدرسة كادقلي حرقا نتيجة للعدد الهائل من الأسلحة التي أحضرها ابناء الرحل الى داخل المدرسة وكثافة النيران التي اطلقت تجاه الطلبة الجنوبيين وهم داخل غرفهم ،حينها تيقن النوبة ان التعايش السلمي عند الرحل من الثانويات جدا--- لم تهتم النوبة بكل تلك التطورات السلبية بل إيمانا منها بمبدأ التعايش السلمي دعت زعامات الرحل للجلوس معها ووضع حد للخروقات والظواهر الشاذة والتحرك نحو بناء مجتمع متقدم واعي مدرك للتحديات المحيطة بهما وان تتحمل النوبة وكافة سكان الجبال مسئوليتها تجاه المنطقة على حد سواء الآ ان هذه النداءات لم تجد آذانا صاغية عند الرحل الذين كانوا يفضلون العيش خارج التاريخ والاساليب الراقية المتحضرة-
إذا تمعنا النظر جيدا وقرأنا تاريخ المنطقة بدون تحريف نجد ان عدم التعايش السلمي والتهديد الذي يواجه الأمن والسلم المحليين يقع على عاتق الرعاة والرحل ،خاصة إذا تعلق الأمر بالمياه والخضار كان دائما هناك عدم استقرار وتهديد لأمن النوبة واقتصادياتها وثقافتها ومجتمعها--- ورغم الضيافة الحسنة التي وجدها الرحل من زعماء وشيوخ ومكوك وكجور النوبة الآ انهم كانوا دائما يستغلون الفرص لاصطياد النوبة وايذاءهم بغية ايجاد أراضي واسعة وجيوب لهم و لبهائمهم وقد أثبتت الوقائع والأحداث المتلاحقة التي شهدتها المنطقة نهاية القرن الماضي صحة ما ذهبنا إليه ولتقديم أدلة أكثر وضوحا يمكن القول ان منطقة جبال النوبة هاجرت إليها بالإضافة إلى الرعاة الرحل قبائل الفلاتة والداجو وبعض قبائل الشمال السوداني الأخرى وعاشت كلها مع القبائل النوبية المختلفة في ود ووئام ودافع أبناء هذه القبائل عن الجبال خير دفاع في أوقات الشدة، وخير دليل على قولنا هذا هو وجود الأخ القائد/ عبدالعزيز آدم الحلو فلاتي الأصل في الخطوط الامامية مع أبناء النوبة للدفاع عن هذه القطعة الغالية من أرض السودان وهناك عدد أخر دفعوا ارواحهم رخيصة دفاعا عن جبال النوبة وذلك عندما بدأ الجنجويد في الثمنينيات القرن الماضي عدوانهم الغاشم على الجبال لزعزعة استقراره منتهزين حالة الفلتان الأمني نتيجة للحرب الأهلية في الجنوب والمناطق المتاخمة للجبال -------------
ان النوبة ليسوا بحاجة إلى وصايا ونصائح الأخرين للتعايش السلمي بل الرحل هم الذين بحاجة الى ترتيب بيوتهم وتعليم أبناءهم مبدأ التعايش السلمي وإعادة افكارهم ومواقفهم السلبية تجاه النوبة لان البشرية حقا وحقيقة تجاوزت مرحلة العدائيات والهجوم غير المبرر منذ وقت معتبر وأصبحت) الإنسانية (اساس تعايش الشعوب حيث تعيش الان مختلف الأجناس والقوميات والأديان في دولة واحدة حالة الهند والولايات المتحدة الأمريكية--------------عكس من ذلك نجد ان الرحل والمرحلين في جبالنا الحبيب يطالبون في كل تجمعاتهم بالاسلحة التقليدية وغير التقليدية ويسخرون كل ما أوتي لهم من مال في شراء تلك الأسلحة وتخزينها حتى بعد التوقيع على اتفاقية السلام،هذا الأسلوب بالطبع يتناقض مع مبدأ التعايش السلمي شكلا وموضوعا وحق الشعوب في العيش بحرية دون خوف وإرهاب--------------------
تم التوقيع على إتفاقية السلام السودانية واحتفلت معظم الشعوب السودانية بهذه المناسبة التي انتظروها طويلا لان ابناءهم كانوا قد أستخدموا وقودا للدفاع عن النظام والبعض الأخر تقاتل حتى الأن كشعب دارفور وشعب البجا من أجل حريتها وسعادتها،أما جبال النوبة فهو في انتظار تدخل إلهي ليحتفل بمناسبة التوقيع على البرتوكول الخاص بجبال النوبة لان التوقيع على برتوكول الجبال عند الرحل الرعاة في الجبال يعني التوقيع على اعلان حرب والآ ما هو تفسير هذه التحركات:
1-مازال جنجويد الرحل يصلون الى الجبال من جهة دارفور يوميا تقريبا
2-تعقد إجتماعات منتظمة بين عبدالرسول النور أحد قادة الجنجويد وزعيم محلي يدير شركة البحر الأحمر للتأمينات وأبناء قبائل الرحل بغية تنويرهم ومدهم بالمعلومات الجديدة
3-هناك معلومات أكيدة ان الرحل يسعون الى إستغلال الفترة الإنتقالية لاعداد أنفسهم وجمع أكبر عدد ممكن من الاسلحة لاستخدامها ضد النوبة في أوقات الغفلة
4-مازال الرحل يرفضون ضم ولاية غرب كردوفان الى ولاية جبال النوبة الكبرى وهذا يعني صراحة رفضهم لبنود البرتوكول الخاص بجبال النوبة ومن ثمة رفضهم التعايش السيلمي
5-مازالت التنظيمات السرية لابناء الرحل في الأقليم نشطة جدا وهذا يعني ان امن المنطقة مازال مهددا
-6مازال حزب الأمة يوجه البقارة ويوهمهم بان بامكانهم خوض معركة ناجحة ضد النوبة )لكن مش في مليون سنة (
لعل من ابرز السمات التي تدل على تقدم المجتمع ورقيه وحضارته،شعور المواطن بأمان كامل على نفسه وماله وحرياته المختلفة العقائدية والفكرية والسياسية وأي اعتداء عليها من قبل شخص ما مهما كان فصله خاصة في ظل شيوع فوضوية حمل السلاح ، تشكل تهديدا مباشرا لحياة الافراد والمجتمع من حيث التقدم والاستقرار --
فوضى حمل السلاح مصطلح اصبح اكثر شيوعا في المجتمعات الرعوية في جبال النوبة على ألسنة قادتها وعموم أبناء هذه المجتمعات،يصعد ويخبو استعماله حسب الاحداث الجارية،
بالأمس القريب في مارس 2005 استيقظ أهالي منطقة المندل على اصوات أزيز الرصاصات الجنجويدية ليتضح الأمر لاحقا ان مجموعة جنجويدية صغيرة مسلحة هاجمت في منتصف مارس 2005 إحدى قرى قبيلة )المندل (ولاذوا بالفرار ولم يسفر عن ذاك الهجوم اي خسائر واضرار تذكر،وسبق هذا الحادث حوادث كثيرة وقصص أليمة ومؤسفة يندي لها الجبين،وعلى الفور عقد مؤتمرا للقبائل االنوبية المجاورة يوم 29-3-2005 لمناقشة الموضوع،ان هذا الاعتداء تم بعد التوقيع على اتفاقية السلام السودانية-البرتوكول الخاص بجبال النوبة-،لكن يصب كتاب القبائل الرعوية جام غضبهم عبر كتاباتهم ضد النوبة والحركة الشعبية،بدلا من توجيه وترشيد وتوعية وتثقيف قبائلهم بعدم جدوى البربرية والوحشية في عصرنا هذا وان الاسلوب السلمي لفض المنازعات والنزاعات بين القبائل والشعوب هو من الوسائل الحضارية لتقدم الشعوب-
المطلوب في تصورنا هو العمل على تعميق جودة الافكار ومشاعر وسلوكيات الربان الذي يقود سفينة المجتمع ليوصلها الي شاطئ الأمان وليس لاغراقها) الكتاب الرعاة(،وبناءا على الواقع الملموس فإن سفينة المجتمع تغرق والأنكى من ذلك ان غالبية من على متنها يتفرجون عليها كيف تغرق ولايسعون لاقتحام غرفة القيادة واستبدال الربان الذي يقودها الي التهلكة بربان اخر يقودها الي شاطئ الأمان وحديقة الحياة وجنة الاستقرار والسلام والهدوء والمحبة والتعاون ونبذ الاحقاد والحروب ومفاهيم العربدة والقوة والتمييز والاستعلاء والعنجهية---- ان الحقيقة الموضوعية المعاشة تقول ان سلم أولويات-كتاب الرعاة- مقلوب ،ولانه مقلوب يزداد عدد الفقراء والمحتاجين والمحرومين من متطلبات الحياة الاولية والاساسية يوما بعد يوم في مجتمعهم،وذلك ببساطة لان في سلم أولوياتهم )ضمان بقاء الحكومات الظالمة في سدة االحكم والاحزاب الفاسدة(
كحزب الأمة،بغض النظر عما ينجم عن ذلك من نتائج مؤلمة وويلات وكوارث تصيب شعوبهم المسكينة -
ان قادة المجتمع العظام يقفون دائما ضد الظلم والتهميش ويجمعون الأموال اللازمة لتحسين البنى التحتية وبناء المدارس والمراكز التربوية وتوفير الظروف المعيشية الانسانية لعشرات الآلآف وضمان الخدمات الاساسية لمجتمعهم،وفي الحالة التي نحن بصددها فإن الكتاب الرعاة يتذرعون دائما ويلومون النوبة في كل شئ -
اننا ندعو كتاب القبائل الرعوية ان يضعوا في سلم اولوياتهم حق الانسان بغض النظر عن انتماءه القومي او الديني في ان يعيش باحترام وكرامة ومساواة ويرصدوا كل طاقاتهم وقدراتهم وامكانياتهم وثرواتهم من اجل الانسان ومتطلباته واولها الحياة السعيدة في حديقة الحياة الغنية باطيارها وازهارها والخالية من الحشرات والزواحف ولانه الوحيد من بين كل القوى على الساحة يعمل بقوة واخلاص ومبدئية لضمان جودة الحياة الناجمة عن جودة ونظافة وانسانية النفوس والافكار وبالتالي ضمان جودة الطبيعة واستمرارية الحياة في شارع الحياة الى جنة الحياة ----------


للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved