مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حملة دولية تقرر مصير حكومة الإنقاذ بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/20/2005 9:23 م

أبو بكر القاضي ـــ حملة دولية تقرر مصير حكومة الإنقاذ
لقد توهمت حكومة الخرطوم ان المجتمع الدولي قد تخلى عن شعب دارفور, ولعل الحكومة السودانية قد استلمت الاشارة خطأ, او اكلت الطعم عندما ركز مجلس الامن في اجتماعه التاريخي الذي عقده خارج مقره في نيروبي في 18 و19 نوفمبر من العام الماضي, وركز فيه المجلس فقط على مشكلة الجنوب والمناطق الثلاث المهمشة, وانتهى الى انذار الحكومة بحسم مشكلة الجنوب في موعد اقصاه 31/12/2004, هنا التقطت الحكومة الاشارة بالخطأ, وظنت ان المجتمع الدولي ــ الغربي ــ معني فقط بمشكلة الجنوب وحلفاء الحركة الشعبية, فتشددت الحكومة في مفاوضاتها على صعيد دارفور, كما ضربت بيد من حديد في الميدان على جبهة القتال مدعية انها تريد فقط فتح الطرق, اكثر من ذلك فقد وضعت العقبات امام جهود القائد الاممي العقيد القذافي لحل مشكلة دارفور عبر اللقاء الجامع لابناء دارفور الذي دعا اليه القائد الاممي في الاسبوع الاول من هذا العام, واشتغلت الحكومة بسفاسف الامور, وبعقلية امنية اضيق من حذوة الحصان, واضح ان هذه الحكومة نافذ فيها القدر, وهي ماضية في طريق صدام حسين حذو النعل بالنعل مع الفارق الكبير في الظرف التاريخي والدروس والعبر التي تعلمها المجتمع الدولي والتي لا تسمح بفرض حصار طويل تقع آثاره على الشعب وانما سوف يتوجه سيف العدالة الى رقبة المجرمين مباشرة, هم وحدهم ودون غيرهم, مهما سمت درجتهم الوظيفية في الحكومة اذا طلبهم المدعي العام بموجب سلطاته تحت المادة 15 من نظام روما الاساس للمحكمة الجنائية الدولية, ان المجتمع الدولي يستخدم كل وسائل المعرفة في التعامل مع حكومة الخرطوم الاستبدادية بما في ذلك علم النفس, يدرس نفسيات خصمه جيدا ثم يضع سيناريوهات الحلول, فقد ثبت للحكومة الاميركية منذ 11 سبتمبر 2001 ان حكومة الخرطوم تخاف ولا تستحي, وضح للحكومة الاميركية ان حكومة الخرطوم قد فقدت شرعيتها الدينية, وقاعدتها الاسلامية بالمفاصلة التي تمت في عام 1999 والتي اعلن فيها د,الترابي ان الحرب في الجنوب ليست جهادا, لقد ادركت اميركا خواء الحكومة السودانية من خلال تهافتها في تسليم ملفات الاسلاميين, واستيقنت اميركا الخواء عندما ارسلت اجهزة استخباراتها المختلفة للخرطوم حيث وجهت الحكومة بمنحها المعلومات بلا قيد ولا شرط, كيف لا, وقد بادرت الحكومة نفسها بمنح اميركا كل شيء, فقد اصبح الانبطاح لاميركا ثقافة داخلية, الكل يريد ان يثبت انه متعاون, ثم بدأت اميركا بالضغط على الحكومة السودانية لحل مشكلة الجنوب خلال مهل زمنية محددة عبر قانون سلام السودان الذي اصدره الكونغرس وصادق عليه الرئيس بوش, ثم حولت اميركا ملف السودان الى مجلس الامن من خلال ملف دارفور ثم الجنوب, ما هي سيناريوهات اميركا والمجتمع الدولي لحل قضية دارفور وتطبيق القرار 1593؟ الحل هو سيناريو العراق: 1- خلق مناطق آمنة, 2- السيطرة على عائدات النفط, 3- مصير حكومة الخرطوم مصير صدام حسين وسوف نتناول هذه الامور الثلاثة بالبيان التالي: 1- خلق مناطق آمنة: فكرة خلق مناطق آمنة خارجة عن سلطة حكومة الخرطوم الاستبدادية جربتها اميركا من قبل في العراق عام 1991 حيث جردت حكومة صدام من سلطتها على شمال العراق (منطقة الاكراد), وكذلك منطقة الجنوب (الشيعة), وذلك لتأمين سلامة الاقلية الكردية في الشمال والاغلبية الشيعية المهمشة في الجنوب, وتجدر الاشارة الى ان بوش الاب كان على وشك اسقاط نظام صدام حسين عام 1991 بعد طرده من الكويت الا ان دول الخليج رأت ان صدام (ضعيف) في العراق افضل من حزام شيعي يمتد من ايران الى العراق, لقد طبخ المجتمع الدولي ملف السودان على نار هادئة, بالخطوات التالية: أ- انذار حكومة الخرطوم بحل مشكلة الجنوب في موعد اقصاه 31/12/2004, ب- ارسال لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جرائم (الابادة الجماعية, الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب), لقد اكلت حكومة الخرطوم الطعم في اليوم الذي قبلت فيه بلجنة التحقيق الدولية, والمثل يقول (من يلد المحن يرب جنينها), لان القبول بلجنة التحقيق يعني ضمنا القبول بتوصياتها اذا جاءت في غير مصلحة النظام, ج- اذا كان الهدف النهائي تسليم المجرمين الذين ارتكبوا الفظائع في دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية فان هذه الخطوة يجب ان يسبقها تأمين للجنوب والمناطق الثلاث ومنطقة دارفور, لذلك اكلت حكومة الخرطوم الطعم للمرة الثانية حين قبلت بالقرارين 1590 و1591, حيث يخول القرار الاول مجلس الامن بارسال عشرة آلاف جندي بسلطات واسعة جدا لتأمين سلام جنوب السودان والمناطق الثلاث, والحكومة السودانية التي تتباكى على سيادة السودان قد قبلت هذا القرار الذي صدر تحت الفصل السابع من الميثاق, لو ان الحكومة السودانية اعترضت على هذا القرار لوجدت شبهة الدفاع عن السيادة, فالقرار رقم 1590 يقضي بارسال (جيش) للسودان لشل القوات المسلحة, والى (احتلال ووضع البلد تحت الوصاية الدولية) ولكن الحكومة اقامت الدنيا حول القرار 1593 الذي يقضي بتسليم (المتهمين) للعدالة, بعد ان حددتهم هيئة تحقيق دولية ارتضتها الحكومة نفسها ووافقت عليها, اذن ان اعتراض حكومة الخرطوم على القرار رقم 1593 ليس نابعا من مسألة وطنية او سيادية وانما فقط لان القرار يمس بعض رموزها الذين طلبتهم الشرعية الدولية للمثول امام العدالة, اما القرار 1591 فهو يوفر الشرعية الدولية لخلق منطقة آمنة في دارفور اسوة بشمال العراق ــ منطقة الاكراد ــ لانه ينص صراحة على فرض حظر طيران حكومي على منطقة دارفور الكبرى, هذا القرار الخطير جدا والعادل جدا والذي ظللنا نطالب به لاكثر من عام وافقت عليه حكومة الخرطوم رغم انه يمس سيادة السودان بشكل مباشر, وهو قرار ما كنا سنطالب به لو ان حكومتنا قد اقامت العدل ووفرت لنا الامن, ولكنها على العكس من ذلك, فقد قامت (قوات الشعب المسلحة) بابادة شعب دارفور واسقاط قنابل الملتوف البليدة التي تضرب عشوائيا فتبيد من طرف, وبلا هدف وتقضي على الانسان والحيوان لانها تستهدف المدنيين والقرى الآمنة, ادركت حكومة الخرطوم ان دارفور قد خرجت من يدها تماما, لذلك سارعت الى خلق جسم لها في دارفور وسط الحركات الثورية باسم (الاصلاح والتنمية) واعلنت انها ستفاوض هذه الحركة في انجمينا, الخطوة الثانية هي اجبار الحكومة على ابرام اتفاقية سلام دارفور, اتفاقية تؤمن لشعب دارفور حصته في السلطة المركزية, وحصته من الثروة القومية بما في ذلك عائدات النفط والذهب,, الخ, ليتساوى وضع دارفور مع الجنوب والمناطق الثلاث المهمشة, بتوقيع سلام دارفور تكون مشاكل المناطق المهمشة قد حلت (على الورق) بنسبة 80% وتجدر الاشارة الى ان طبخة الشرق جاهزة, وهذا الملف بيد الحكومة البريطانية, وعلى المستوى الاقليمي تلعب اريتريا دورا حاسما, وقد تقدم الوسيط البريطاني بمقترحات محددة رسميا للحكومة السودانية في هذا الخصوص بعد ان استمع لحركات الشرق المتوحدة والمتحالفة مع جبهة دارفور في غرب السودان, 2- تجريد حكومة الخرطوم من عائدات النفط وحرمانها من استلام تبرعات أوسلو السخية: سوف تشكل قضية دارفور وجنوب السودان تحولا ونقلة نوعية في علاقة الجنوب بالشمال ــ الكرة الارضية ــ ونقلة في علاقة افريقيا بالمجتمع الدولي ونقلة نوعية في التحرك الفوري والعاجل للمجتمع الدولي لحسم اي تجاوزات لحقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية والتطهير العرقي, لقد كفر المجتمع الدولي ودول التحالف وفرنسا والمانيا عن اخطائهما في العراق, وقدم المجتمع الدولي تجربة انسانية,, رائعة,, رائعة تشكل مرجعية في القانون الدولي والعلاقات الدولية, لهذا السبب دفع المجتمع الدولي بسخاء من اوسلو لاعادة اعمار الجنوب, والاصح لاعمار الجنوب لانه لم يكن عامرا اصلا, عندما سئل المانحون الذين دفعوا بسخاء عن سر هذه الخطوة التي تعتبر دعما لحكومة الخرطوم, قالوا بصراحة, يمكن ان تعتبرها الحكومة وقاحة, فيما معناه ان الاموال سوف تسلم لحكومة جديدة, كل الدلائل تشير الى ان الهجمة قادمة, ستوقع الحكومة على اتفاق قسمة السلطة والثروة في دارفور وسوف تسلم ادارة دارفور لحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان, وسوف يحجز المجتمع الدولي على عائدات النفط السوداني وسيدفع مباشرة للجنوب والمناطق الثلاث ودارفور والشرق, وسوف يتولى المجتمع الدولي بنفسه اعادة الاعمار, لن تسلم الاموال الى حكومة الخرطوم المطلوب بعض مسؤوليها امام المحكمة الجنائية الدولية بموجب قرار من الشرعية الدولية, سبحان مغير الاحوال ! بالامس كانت تتبختر حكومة الخرطوم قائلة (اميركا ــ روسيا قد دنا عذابها), كل الدلائل تشير الى ان تغيير حكومة الخرطوم الانقاذية هو هدف في حد ذاته, فحكومة الخرطوم تحمل بذور دولة الطالبان, صحيح ان مرونتها اعلى, الفرق بين السودان والعراق هو ان بالسودان معارضة قوية ذات ارادة مستقلة لم تترعرع في دهاليز اجهزة الاستخبارات الاميركية, ولم تصنعها اميركا, لذلك فان بالامكان اقامة نموذج ممتاز للتعاون المحلي بالدعم الدولي للقضاء على الاستبداد وانظمة جذور الارهاب, واقامة ديمقراطية حقيقية تنداح في افريقيا والعالم العربي,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved