![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( يس * والقرءان الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم ) وقال ايضا ( لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد ) صدق الله العظبم .
قبل الوفاة ، اخر شئ للرسول الكريم حجة الوداع ، وبعدها نزل قول الله عز وجل ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا ) .
فبكى ابوبكر الصديق عند سماعه هذه الاية .. فقالوا له ما يبكيك يا ابوبكر انها اية مثل كل اية تزلت على الرسول .. فقال هذا نعى رسول الله .
وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل الوفاة ب 9 ايام نزلت اخر اية من القران ( واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) .
وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم .. فقال ( اريد ان ازور شهداء أحد ) فذهب الى شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال ( السلام عليكم يا شهداء احد ، أنتم السابقون وإنا إنشاء الله بكم لاحقون ، وإنى إنشاء الله بكم لاحق ) .
وأثناء رجوعه من الزيارة بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ما يبكيك يا رسول الله .. قال ( إشتقت الى إخوانى ) .. قالوا اولسنا إخوانك يارسول الله .. قال ( لا انتم اصحابى ، أما إخوانى فقوم يأتون من بعدى يؤمنون بى ولم يرونى ) . اللهم إنا نسألك ان نكون منهم يا رب العالمين .
وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل الوفاة ب 3 ايام بدأ الوجع يشتد عليه وكان فى بيت السيدة ميمونة ، فقال ( إجمعوا زوجاتى ) ، فجمعت الزوجات , فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( أتأذنون لى ان امرض فى بيت عائشة ؟ ) فقلن .. اذن لك يا رسول الله فاراد ان يقوم فما استطاع فجاء على بن ابى طالب والفضل بن العباس فحملا النبى وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة الى حجرة السيدة عائشة فراه الصحابة على هذه الحال لأول مرة ، فيبدأ الصحابة فى السؤال بهلع ماذا أحل برسول الله !! فتجمع الناس فى المسجد وإمتلأ وتزاحم الناس عليه .
فبدأ العرق يتصبب منه صلواة ربى عليه بغزارة ، فقالت السيدة عائشة لم ار فى حيانى أحدا يتصبب عرقا بهذا الشكل .. فتقول كنت اخذ بيد النبى وأمسح بها وجهه , لأن يدى النبى اكرم وأطيب من يدى . وتقول فأسمعه يقول ( لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات ) . فتقول السيدة عائشة فكثر اللغط ( اى الحديث ) فى المسجد إشفاقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال النبى ( ماهذا ؟ ) .. فقالوا يا رسول الله يخافون عليك .. فقال ( أحملونى إليهم ) .. فاراد ان يقوم فما استطاع , فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتى يفيق . فحمل النبى وصعد المنبر .. اخر خطبة للرسول واخر كلمات له .. فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( ايها الناس ، كأنكم تخافون على ) .. فقالوا نعم يا رسول الله . فقال ( ايها الناس , موعدكم معى ليس الدنيا ، موعدكم معى عند الحوض .. والله لكأنى أنظر إليه من مقامى هذا . ايها الناس , والله ما الفقر اخشى عليكم ، ولكنى اخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ، فتهللكم كما اهلكتهم ) . . ثم قال ( أيها الناس ، الله الله فى الصلاة ) بمعنى استحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة ، وظل يرددها ، ثم قال ( ايها الناس ، اتقوا الله فى النساء ، اتقوا الله فى النساء ، اوصيكم بالنساء خيرا ) ثم قال ( ايها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله ) فلم يفهم احد قصده من هذه الجملة وكان يقصد نفسه ، سيدنا ابوبكر هو الوحيد الذى فهم هذه الجملة فانفجر بالبكاء وعلا نحيبه ، ووقف وقاطع النبى صلى الله عليه وسلم وقال فديناك بأمهاتنا ، فديناك بأولادنا ، فديناك بازواجنا ، فديناك بأموالنا ، وظل يرددها .. فنظر الناس الى أبو بكر , كيف يقاطع النبى صلى الله عليه وسلم .. فأخذ النبى يدافع عن ابو بكر قائلا ( ايها الناس ، دعوا ابوبكر ، فما منكم من احد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا ابوبكر لم استطع مكافأته ، فتركت مكافأته الى الله عز وجل ، كل الابواب الى المسجد تسد إلا باب ابو بكر لا يسد ابدا .. واخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ النبى بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة كاخر دعوات لهم ... فقال ( اواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، ايدكم الله ) .. واخر كلمة قالها موجهة للامة من على منبره قبل نزوله .. قال ( ايها الناس ، اقراوا منى السلام كل من تبعنى من امتى الى يوم القيامة . ) .. وحمل مرة اخرى الى بيته . وهو هناك دخل عليه عبدالرحمن بن ابى بكر وفى يده سواك ، فظل النبى ينظر الى السواك ولكنه لم يستطع أن يطلبه من شدة مرضه . ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبى ، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته فى فم النبى ، فلم يستطع أن يستاك به ، فأخذته من النبى وجعلت تلينه بفمها وردته للنبى صلى الله عليه وسلم مرة اخرى حتى يكون طريا عليه .. فقالت كان اخر شئ دخل جوف النبى صلى الله عليه وسلم هو ريقى ، فكان من فضل الله على ان جمع بين ريقى وريق النبى قبل أن يموت .
تقول السيدة عائشة .. ثم دخلت فاطمة بنت النبى صلى الله عليه وسلم ، فما ان دخلت بكت ، لان النبى صلى الله عليه وسلم لم يستطع القيام ، لانه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت اليه .. فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( ادنو منى يافاطمة ) .. فحدثها النبى فى اذنها ، فبكت اكثر . فلما بكت .. قال لها النبى صلى الله عليه وسلم ( ادنو منى يا فاطمة ) .. فحدثها مرة اخرى فى اذنها ، فضحكت ... وبعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبى صلى الله عليه وسلم ، فقالت : قال لى فى المرة الاولى ( يافاطمة ، إنى ميت الليلة ) فبكيت ، فلما وجدنى أبكى قال ( يافاطمة ، انتى أول أهلى لحاقا بى ) فضحكت .
تقول السيدة عائشة .. ثم قال النبى ( اخرجوا من عندى فى البيت ) وقال ( ادنو منى يا عائشة ) .. فنام النبى صلى الله عليه وسلم على صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول ( بل الرفيق الاعلى ، بل الرفيق الاعلى ) .. تقول السيدة عائشة .. فعرفت انه يخير .
سيدنا جبريل دخل على النبى صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استاذن على احد من قبلك ... فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( أءذن له يا جبريل ) .
فدخل ملك الموت على النبى صلى الله عليه وسلم وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلنى الله اخيرك ، بين البقاء فى الدنيا وبين ان تلحق بالله . فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( بل الرفيق الاعلى ، بل الرفيق الاعلى ) .. ووقف ملك الموت عند رأس النبى وقال : ايتها الروح الطيبة ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجى الى رضا من الله ورضوان ورب راض غير غضبان ...
تقول السيدة عائشة : فسقطت يد النبى صلى الله عليه وسلم وثفلت رأسه فى صدرى ، فعرفت انه قد مات ... فلم أدرى ما افعل ، فما كان منى غير ان خرجت من حجرتى وفتحت بابى الذى يطل على الرجال فى المسجد واقول مات رسول الله ، مات رسول الله ... تقول : فانفجر المسجد بالبكاء .. فهذا على بن ابى طالب اقعد ، وهذا عثمان بن عفان كالصبى يؤخذ بيده يمنى ويسرى ، وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات .. أما اثبت الناس فكان ابو بكر الصديق رضى الله عنه دخل على النبى وأحتضنه وقال : وآآآ خليلاه ، وآآآ صفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه .. وقبل النبى وقال : طبت حيا وطبت ميتا يارسول الله .
ثم خرج يقول : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب ، ويقول فعرفت أنه قد مات ... ويقول : فخرجت أجرى ابحث عن مكان أجلس فيه وحدى لابكى وحدى .
ودفن النبى صلى الله عليه وسلم ... السيدة فاطمة تقول : اطابت انفسكم ان تحثوا التراب على وجه النبى ... ووقفت تنعى النبى وتقول : يا ابتاه ، اجاب ربا دعاه ، يا ابتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه ، الى جبريل ننعاه .
اللهم صلى على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الاهوال والآفات ، وتقضى لنا بها جميع الحاجات ، وتطهرنا بها من جميع السيئات ، وترفعنا بها اعلى الدرجات ، وتبلغنا بها اقصى الغايات ، من جميع الخيرات ، فى الحياة وبعد الممات .
اللهم صلى على المعظمِ شأنه طه الذى عم الورى احسانه .
آدم محمد إسماعيل الهلباوى