مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

قرار مجلس الامة وبداية النهاية بقلم سارة عيسى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/2/2005 9:07 ص

لقد تابعنا بالامس المؤتمر الصحفي الذي عقدته شوري حزب المؤتمر الوطني الحاكم وذلك من أجل بحث تداعيات قرار مجلس الامن الجديد والخاص بقضية دلرفور ، وأدار المؤتمر الصحفي كل د.ابراهيم احمد عمر والاستاذ /عبد الباسط سبدرات ، ويبدو أن النظام أختار هذه المرة أن يستخدم بيادق المؤتمر المؤطني بدلا من استخدام منبر وزارة الخارجية أو رئاسة الوزاراء لشرح موقف الحكومة من هذا القرار ، وفي السابق اتسم ردود فعل الحكومة بالتضارب بخصوص أي قرار يصدر من مجلس الامن ، ويبدو أنهم يتعاملون مع هذه القرارات الخطيرة كل علي طريقته ، ففي القرار السابق لمجلس الامن أعلن الوزير الزهاوي ابراهيم مالك رفض السودان للقرار ولكن الجهاز الحكومي عاد وصحح هذا الموقف وأعلن تعاون السودان التام مع كل ما يصدر من المنظمة الدولية من قرارات ، وفي لقاء مجلس شوري الحزب الحاكم مع الصحافة بدأ علي المتحدثين نبرة الغضب والانفعال وعدم التريث في اعلان المواقف الجريئة ، وهم يتعاملون مع هذه المسألة كأنها شأن داخلي يمكن حله عن طريق الدعايا الاعلامية والتي برع فيها النظام ، وبدأ د.ابراهيم أحمد عمر متشددا في لغته وأحرق كل مراكب العودة الي لغة التعامل بوعي مع هذا القرار وحيثياته ، وتحدث ابراهيم أحمد عمر عن مثل التضحية وبذل الدماء من أجل الوقوف ضد هذا القرار ، ودعا بعض رموز صحافة النظام الي طرد كل من السفير الامريكي والفرنسي والبريطاني مردة واحدة وفتح الحركة بشارع علي عبد اللطيف ، وليس ببعيد أن يدعو النظام في الايام القادمة الي تعبئة الشارع وبث دعاية الرفض وعدم الانصياع في الشارع السوداني ، فالنظام يريد أن يكسب الوقت ويريد أيضا أن يضفي علي موقفه المتصلب هالة من الشرعية علي اساس أن رفضه للقرار ينبع من الروح الوطنية والتي تملي علي كل بلد رفض محاكمة مواطنيها خارج القطر ، وبالفعل ذكر ابراهيم أحمد عمر أن لجنة التعبئة قد كونت من أجل رفض القرار ، وغير مستغرب أن يرفض حزب المؤتمر الوطني قرار مجلس الامن وخاصة أن من بين صفوفه من تلطخت يده بدماء الابرياء في دارفور ، وليس مفارقة أن يحمي الحزب بعض افراده من مقصلة محكمة الجزاء الدولية ، ويبدو أن النظام قد أخذ علي حين غرة ، فنسبة للاغراءات البترولية التي منحها للصين فكان يتوقع منها نوعا من رد الجميل ، وذلك بأن تتخذ الصين حق الفيتو فينهار اجماع مجلس الامن ، هذا لم يحدث لأن الصين تحتاج للولايات المتحدة في الازمة التايوانية ، كما أن الصين تحتاج الي السوق ورأس المال الامريكي من أجل تسريع عجلة نموها المتزايدة ، فالصين تعمل حسابا لكل شئ وتزنه بقسطاس وهي الان تحصد ثمرة الانفتاح فلن تغرق نفسها في مستنقع دارفور ، والصين كما نعرف لا تستخدم حق الفيتو الا في القرارات السيادية التي تمس أمنها واستقرارها بالدرجة الاولي ، والموقف الثاني الذي جعل النظام يسترخي ولا يعمل حسابا لهذه القرار والذي وقع علي رموز النظام كالصاعقة أنهم كانوا يراهنون علي رفض الولايات المتحدة لمحكمة الجزاء الدولية واصرار أوروبا علي اجراء المحاكمات في هذه المحكمة ،فالنظام كان يتوقع خلافا سوف ينشأ بين أوروبا والولايات المتحدة بخصوص هذه المحاكمات كما حدث في أزمة العراق ، وفي حسابات النظام أن الولايات المتحدة لن تكرر الخطأ كما حدث في العراق عندما قررت الحرب من غير اذن المنظمة الدولية ، وكان حريا بالنظام أن يستغل المهلة الضيقة لاجراء مفاوضات جادة مع حركات المقاومة في الاقليم بدلا من وضع كل البيض في سلة مجلس الامن ، كان الجلوس في طاولة مفاوضات مفتوحة مع ابناء دارفور وعرض التسوية معهم أفضل لهم بكثير من لعبة مجلس الامن بعد خيبة توقعاتهم وموافقة الولايات المتحدة علي اجراء المحاكمة في ظل محكمة الجزاء الدولية ، والان لم يعد هناك وقت للمراوغة ولا أمل في حدوث معجزة تنقذ رموز النظام من هذه الورطة ، والمطالبين بدم أهل دارفور كثر و كل يوم في ازدياد ، بل أن هذه الازمة كانت مفتاح التوحد بين اوروبا وأمريكا ، والغائب عن هذه الازمة هو الجامعة العربية والتي فضلت أن تتسم بموقف الاعضاء الرسمي ولا تولي اهتماما لهذه القضية وتترك الخيار للسلطات الحكمة أن تتخذ ما تراه مناسبا حيال الازمة ، بل ان الجامعة العربية أحيانا تلعب دور شاهد الزور وترسل بعض رسلها والذين يلخصون زياراتهم من الخرطوم بمقولة ( لا توجد مجازر عرقية ولا يوجد اغتصاب والامور كلها تمام التمام ) ، وهي بذلك تطعن في نزاهة رسالتها وتمد يدها لمساعدة القتلة عوضا عن ترسيخ قيم العدالة والحرية بين افراد المجتمع ، وهذا الموقف من الجامعة كانت أضراره علي النظام أكثر من فوائده ، لأن النظام أعتبر أن موقف الجامعة هو نوع من الشرعية لتبرير مواقفه واصبح يضع نفسه بمكان حامي العروبة في أرض الافارقة البربريين ، واستمر بعدها النظام في سياسة الاستئصال والحرب غير مباليا بالعواقب الوخيمة المترتبة علي سلوكه الدموي ، ونتج عن هذا سقوط المزيد من الضحايا ، وأخذت الازمة شكلا اخر بعدما شاع أن هناك عناصر عربية قادمة من الخارج جلبها النظام من أجل خوض الحرب المحتملة مع المجتمع الدولي ،و اذا ثبتت هذه الفرضية يكون النظام قد ذبح نفسه بسكين ، لأن المطالب عندها سوف تتغير وستكون مثل التي عرضت علي الملة عمر في افغانستان ، تسليم تلك العناصر الارهابية والا اعلان الحرب من قبل المجتمع الدولي والذي أصبح بتعامل بحزم مع الارهابيين والانظمة التي تساندهم ، وعندها سوف يخسر المؤتمر الوطني كل امبراطورية المال التي بناها من مال الشعب السوداني ، وسوف يخسرون السلطة والجاه والعيش الرغيد الذي لا يستطيعون الفكاك عنه ، المله عمر أتخذ قرار المواجهة مع المجتمع الدولي لأنه لم يكن يملك ما يخسره سوي الشرف القبلي ، لم يكن يملك القصور الفارهة ولا الحسابات البنكية المتخمة بملايين الدولارات كما يفعل رموز المؤتمر الوطني الان والذين نهبوا ثروات بلدنا الغالية ، والان قال المؤتمر الوطني كلمته ورفض القرار ولكن ما هو موقف الجهاز الرسمي ، وما هو موقف نائب الرئيس القادم وشريك السلام د.جون قرنق ؟؟ فهل يا تري أن المؤتمر الوطني نسق معه قبل عرض هذا القرار للتصويت داخل قبة المجلس الوطني أم أن الملة ابراهيم أحمد عمر أعتبر أن كل السودان جزء من مزرعته بشرق النيل وفضل زج السودان تحت حصار سوف يطول ولن ينتهي الا بتنفيذ مطالب مجلس الامن ، وكلنا نذكر عمق المأساة التي دخلتها ليبيا عندما رفضت تسليم المتورطين في تفجير طائرة لوكربي الي محكمة الجزاء الدولية ، وكيف أن ليبيا عاشت عشرة سنوات من العزلة كانت في غني عنها لو أنها سلمت المتهمين من أول يوم ، وكلنا نتذكر المأساة العراقية وكيف عاش الشعب تحت الحصار ولكن حزب البعث لم يخسر مخصصاته في السلطة والمال الا بعد اسقاط النظام ، حزب البعث كان يرفض القرارات الدولية ولكنه يخول رئيس الجمهورية ليتخذ قرارات الطاعة لمجلس الامن ، ويبدو أن النظام قد أستهوته اللعبة العراقية ويريد أن يمارس لعبته مع مجلس الامن وفقا لقواعدها ، فبعد أيام سوف يخرج المؤتمر الوطني كما يفعل صدام حسين الافا من منسوبيه وشاغلي دوائر الدولة الي الشوارع لينددوا بقرار مجلس الامن الدولي ، ولكن في خاتمة المطاف سوف يوافق النظام علي تسليم هولاء المجرمين تحت سلاح الضغط والعقوبات ، ان المؤتمر الوطني خلال عقد ونصف كان يخرج جماهيره للتنديد بمجازر الصرب في البوسنة والروس ضد في الشيشان واسرائيل في الاراضي الفلسطينية ولكنه يعجز عن قول كلمة مواسآه لاهل دارفور ولكنه يزيدهم نارا عندما يقرر حماية وحوش الجنجويد ، والان يريد حزب المؤتمر الوطني جر السودان الي مستنقع الحصار الدولي ، هل يظن د.ابراهيم احمد عمر أنه مخلد في هذه الدنيا الي الابد حتي يجعلنا ننتظر انقشاع سحابة الحصار القادم ، ان هذا السودان ليس ملكا لهم حتي يسيروه وفق انفعالاتهم فيكفي أنهم أغرقوه بالحروب طوال خمسة عشر عاما فهل يريدونا أن نعيش ا تحت الحصار طيلة حياتنا من أجل حفنة من المجرمين ، ان السودان هذا هو ايضا ملك للأجيال القادمة ولكني عيون البروفيسور ابراهيم أحمد عمر تحتاج لجراحة ليزك جديدة لتصحح أبصاره ليري هول الكارثة ، والفاتح عروة مندوب السودان في مجلس الامن وصف الامريكان بقوله ( ان أعضاء الكونغرس لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون ) ، ومن الممكن أن تكون هناك نوع من الامية الثقافية داخل الكونغرس الامريكي ولكن من يحل لنا أزمة الامية في السودان ، فعدد القتلي وصل الي 300 الف والمشردين بسبب الحرب وصل الي مليونين وعدد القري التي احرقها الجنجويد وصل الي خمسمائة قرية ، وذلك غير بشاعات الاغتصاب الجماعي وقتل الاطفال والنساء وحرق الزروع ونهب الماشية ، يا تري ماذا يقرأ اللواء الفاتح عروة ؟؟؟ وهو يتجاهل هذه الحقائق ، لعله لا يفهم ما يقرأه ، أو أنه ينكر ما قرأه ، واذا رفض حزب المؤتمر محاكمة رموزه في الخارج علي اساس انهم سودانيين وفي حمي الدولة القومية ، فالي أي جنسية ينتمي مواطني دارفور ؟؟؟ أليس هم أيضا سودانيين ويجب علي الدولة حمايتهم بدلا من تركهم لعصابات الجنجويد لتفتك بهم ، ولكن الدولة حسمت موقفها عند مطالبة أهل دارفور النظام بالتساوي مع الجميع في قسمة السلطة والثروة ، وقد عاش هذا الاقليم في عهد كل الحكومات الوطنية علي اساس أنه ملك مشاع ودائرة انتخابية رخيصة وليست ذات ثمن ، وعندما أعلن الشهيد داوود يحي بولاد حركته من أجل العدالة والمساواة سحلته قوات الطيب سيخة وصورته في الاعلام بالمرتد عن دينه ، وبعدها تم انشاء أول نواه لمليشيا الجنجوديد وتم اطلاق لقب المجاهدين والفرسان عليهم علي اساس أنهم حماة للعقيدة والوطن ، وواصل النظام دعمه لملبشيا الجنجويد بعد أن دمجهم في القوات المسلحة والشرطة والدفاع الشعبي ، وصارت الان لهم صولة وجولة ومؤسسة يحتمون بجدرها ، وضمنت لهم الدولة حركة التنقل والتمويل ووصول امدادات السلاح ، وواصلت هذه المليشيا حربها علي المدنيين العزل ، ففي عامين تجاوز عدد الذين قتلتهم مليشيا الجنجويد في دارفور ثلاثة أضعاف الضحايا العراقيين الذين سقطوا في كافة انحاء العراق ، والحكومة الان بعد طول غياب قدمت ما يقارب المائة من الافراد بتهمة جرائم حرب في دارفور ، ولكن لا يمكن لمائة فرد أن يقتلوا ثلاثمائة الف ضحية في مدة لا تزيد عن عامين ، اللهم الا اذا كان هولاء الضحايا ( قملا ) كما تفضل وزير خارجيتنا مصطفي عثمان في وصفه لأهل دارفور ، ان هذه جريمة نظام وليست جريمة أفراد ، وحتي قصة قائمة ال 51 والمحفوظة في مكتب الامين العام للأمم المتحدة لا تعني أن هولاء هم القتلة المعنيين بهذه الجرائم ، هذه جرائم حكومة وفكر لا يعرف قيمة التسامح وقيمة الانسان ، ولكن لا توجد للانسان السوداني قيمة في عهد الانقاذ الا اذا كان قاتلا تستأجره لقتل خصومها
ولنا عودة
[email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved