قانون (الكفر) أنصف أبناء دارفور حينما ظلمهم القانون (الإسلامي) في السودان

خالد ابواحمد

القرار الدولي لمجلس الأمن برقم 1593 الخاص بإحالة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في دار فور إلى المحكمة الجنائية الدولية مثل أكبر انتصار للإنسانية المعذبة في السودان, وبكل المقاييس هو قرار تاريخي, والقرار دولي من الحجم الثقيل في هذا القرن الجديد والذي بدأت تداعياته في السنوات الأخيرة من القرن الماضي..

والحمد لله كثيرا على صدور القرار, الذي كان نتيجة لجهود عظيمة قام بها لفيف من أبناء السودان الأوفياء الذين تحملوا البعد عن أرض الوطن , وتحملوا الهجوم من الإعلام الحكومي, كما تحملوا التهديدات بالموت والويل والثبور من خلال الهواتف من قبل بعض المتنفذين في الخرطوم, وقد تحمل ابناء دار فور وحدهم للأسف الشديد الأمر المبكي والمحزن تحملوا ظلم النظام, ولكن ظلم الأهل والأصحاب كان أكثر فجيعة, وفي اللحظة التي علمت فيها بانعقاد مجلس الأمن وتابعت الجلسة من خلال بعض الزملاء المتواجدين هناك طافت في خيالي صور شتى لزملاء المهنة داخل السودان الذين باعوا أقلامهم وشخصوهم لخدمة النظام بائعين ضمائرهم للظلمة والعتاة والمجرمين متسترين عليهم وعلى جرائهم التي لم تخفى على أحد من العالمين,, صور شتى لأخوة كنت أحبهم وأجلهم من الساسة باعوا ضمائرهم بثمن بخس, فقضية دارفور كانت ولا زالت قضية حق بين لا لبث فيه, قضية ظلم واضح لا يحتاج الي كثير تفكير, أكثر من 330 ألف إنسان راحوا ضحية لطموحات كبيرة غير منطقية وغير واقعية بحكم السودان من قلة لا تراعي في الناس إلا ولا ذمة..

الحمد لله كثيرا على القرار فقد كشف للناس الراي العالمي تجاه الحكومة السودانية, والامر الذي يحدث هزة في نفوس السودانيين وخاصة الموالين للمجرمين ان المحكمة الدولية التي سيمثل أمامها قادة النظام ستكشف بالصور الفيديو والفوتغراف أمام الرأي العام العالمي قسوة وظلم هولاء قادة النظام..

فضائح سيكشف عنها قريبا ستذهل أهلنا البسطاء في الداخل الذين ثقوا ثقة عمياء في الذين جاوءهم بلباس الدين رافعين آياديهم ب(الله اكبر ) و كلمة التوحيد (لا إله الا الله)..!!

كان أخي العزيز آدم محمد أحد أبناء الجنينة غرب دارفور يتحدث معي قبل فترة ويشهد الله كان يبكي على الهاتف متسائلا لماذا وقف باقي ابناء السودان هذا الموقف العنصري من قضية دارفور يدافعون عن النظام, ويحكي آدم كيف انه كان يرعى بماشيته في منطقة قرب مكان سكنه في غرب الجنينة ورأى الطائرة المروحية وهي تقصف في المنطقة وقدر المسافة ان هذه الضرب في المنطقة التي يوجد بها والديه وأخوانه, وبالفعل ذهب ليجد اسرته صريعة والدماء قد كست المكان ولم يكن هناك أي وجود لمسلحين ألبته,,,,, لم يبقى له من أسرته شخص باع كل ما له من الماشية وغادر الي افريقيا الوسطى, وثم من دولة الي أخرى حتى وصل فرنسا ومن هناك قدم افاداته وحصل على اللجوء, ثم استقر به المقام في السويد...

هذه أخوتي قصة أحد ابناء دارفور الذين لم يطلبوا الانفصال عن الوطن قط,, وقصص وحكايات جاء القرار الدولي لينزل عليهم السكينة والرحمة فإذا جارت عليهم القوانين (الإسلامية) في السودان ولم ترعى حرمتهم وأمرت بضربهم وقتلهم وشردتهم في الاصقاع, فقد أنصفتهم قوانين (الكفر) حيث آوتهم وعادت إليهم إنسانيتهم وكرامتهم..

مبروك لكل أبناء دارفور ولكل الذين ناصروا القضية الحقة, وأرى انه من الواجب أيضا في هذه المرحلة ان تقام محكمة أدبية لمحاكمة كل الذين ناصروا المجرمين ودافعوا عنهم , من الصحفيين والاعلاميين, صحف ومؤسسات وافراد ومنظمات اعلامية حتى يكونوا عبرة لغيرهم وحتى تسجل في تاريخ السودان مثلما كانت فصيحة دارفور ..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون