ظهرت في الاوانة الاخيرة بالسودان ظواهر خطيرة تحت مسميات مختلفة مست النواحي
الاجتماعية .. والاخلاقية .. وهي ذات خطورة كبيرة على مستقبل انسان السودان
وبالاخص الشباب والشابات في هذا القطر المترامي الاطراف والذي ظل على مدى
تاريخه البعيد .. متماسك .. ومحافظ .
ظواهر لا ادري أن كان هنالك من سعى الى انتشارها .. كهدف سياسي ؟ أم أن الظروف
الاجتماعية والاقتصادية .. وما صاحبها ونتج عنها من تفكك أسري طال السودان من
نمولي الى حلفا سبباً في تلك الظوهر ؟ الفراغ والجهل والانصرافية أم التحضر
والتمدن .. الانترنت وتوابعه أم شباب السودان السطحي الانصرافي أم الفضائيات
السمجة هي السبب في ذلك ؟!!!!!!!!!!!!! الجامعات السودانية التى اصبحت كرياض
الاطفال .. والتى اصبحت افقر من الفقر نفسه ولا تؤدي الدور المناط بها على
أدني تقدير .. دعك على اكمل وجه أو التربية الاسرية .. والاسر هم السبب .. غياب
الدور الرقابي من قبل اولياء الامور ؟؟ ام حكومة الجبهة الاسلامية تجاوزاً ..
والتى طال الفساد فى عهدها حد يصعب وصفه هى التى تسعي بذلك الى صرف الشباب عن
سياستها وحماية مرتزقة الجبهة من التسأولات .
انها للاسف ظواهر لم يعطيها الاعلام حقها .. وان كان قد تطرق اليها في بعض
الاحيان بغير اكتراث .. ولم يعي خطورتها .. أو التشديد على ولاة الامر على
محاربتها .. والحد منها .. وحماية البلاد من عواقبها الوخيمة انها ظاهرة الزنا
.. تحت مسمي ( الزواج العرفي .. والمساكنة ) بين شباب ما يسمي اليوم تجاوزاً
بالجامعات السودانية .. والتى اساءات الى مفهوم الجامعة ورسالتها الحضارية في
بناء المجتمعات والشعوب .
نعم ربما تناولت وسائل الاعلام السوداينة قضية الزواج العرفي .. بمقالات واخبار
فيها نظرات متضادة .. كل حسب هواه .. ومزاجه .. وفكره .. بل كان يجب عليها ان
تدعو أهل الاختصاص وعلماء الاسلام على استحياء منهم ان يتطرقوا لهذه القضية
وبشئ من التفصيل وان يكون لهم موقفهم من هذه القضية الخطيرة والغريبة على
مجتمعنا والتى اصبحت تهدد اركان المجتمع السوداني .. وتضعف تماسكه ومثله
وقيمه .
نال البعض من التشريع وغالي البعض في التأييد .. بل باتت الدعوة له حقيقة لدى
البعض للأسف .. مع انه ليس هو الاصل في الحياة الزوجية .. وبمعني اخر ليس هو
الاصل كما في اهداف الزواج الشرعي في الاسلام .. يشن بعض مؤيديه حرباً كلامياً
على معارضيه .. ورافضيه بحجج غريبة في الطرح غير الملتزم بالشرع .
نعم دعا الاسلام الى الزواج .. وسهله بل دعا ايضاً الى التعدد فيه الحاجة تقدر
بقدرها كما يقول علماء القواعد الفقهية .. فهل هؤلاء بفعلهم هذا قد قدروا حاجة
الزواج ؟؟ !!!!!!!
الحياة الزوجية تعامل خاص .. التدخل فيها .. ونشر تفاصيلها بين الخلق وتصنيفها
وتسميتها .. ومتابعة احداثها بشكل تعسفي .. خطأ اجتماعي .. يتراكم مع حالات
التعرج في حياة الرجل والمراة .. والتى بنيت في الاصل على التسامح .. واللطف
والصفح .. بعيداً عن شرارة تدخل الغير .. الا للاصلاح .. ما امكن ذلك .
ما شأن المجتمع في كون الزوجين تفاهما على حياة معينة ؟ اقرب الناس لهما يجب
الا يتدخل في حياتهما .. الا عند الاصلاح والنصح .. واعتقد ان الزواج الشرعي
وبشروطه الشرعية والنظامية .. يجب أن يحترم .. وأن يصان .. عن حديث الناس
وسخريتهم .. فما بالكم سادتي بما يسمي بالزواج العرفي ، وأن كان ما يسمي
بالزواج العرفي كما يقولون .. احد الحلول لمشاكل الفتاة الجامعية أو المراة على
ذات العموم .. فلا وألف لا .. لمثل هذه الحلول فالحلول كثيرة ليس لها نهاية
.. والحمد لله
ان تسقط المراة .. أو الفتاة أوالرجل حقوقهما تجاه الاخر بحيث تسير حياتهما
بعيداً عن مصادر الشرع .. فهذه كارثة .. وقلة حياء .
لم نخرج من قصة الزواج العرفي ولم نستوعبها ونصدقها .. الا وتفأجانا بحلقة في
قناة النيل الازرق بالحديث عن قضية خطيرة للغاية .. غريبة ودخيلة على
النسيج الاجتماعي السوداني وتسمي ( المساكنة ) ومجملها ان تعيش الفتاة مع الشاب
حياة كل شئ فيها متاح دون رابط شرعي .. وتلبية كافة الرغبات الجنسية
ويمكن ان نقول عنها صراحة ممارسة الزنا بكافة اشكاله تحت ستار الحب والعشق
وما الى ذلك .. وفي مقولة اخري بدافع الحاجة والعوز!!!!!!!! .. اى عوز واى حاجة
واى بطيخ .
حقيقة اندهشت وتسألت مليون مرة بين مصدق ومكذب هل هذه القناة سودانية وتتحدث عن
قضية تحدث في السودان .. ام ماذا ؟ وهل يتم التطرق اليها هكذا في وجود بعض
الشباب الغير مؤهل للحديث عنها رغم احترامنا لهم وليس تقليلاً من شأنهم .. شئ
لا يصدق ولا يمكنه تصوره مهما كانت المبررات والدوافع .. هل الى هذه الدرجة وصل
الانحطاط الخلقي وانتهت القيم والمثل والعادات والتقاليد السودانية السمحة التى
تميز انسان السودان عن غيره هل من المعقول ان يحدث هذا في المجتمع السوداني ..
لقد درسنا من قبل في الجامعات وعشنا الحياة الجامعية بكل زخمها
بطولها وعرضها .. ولكننا لم نكن نتوقع ان يحدث هذا في السودان على الاطلاق ..
اين ولاة الامر واين الرقابة الاسرية واين دور المجتمع من كل هذا ؟ فهذا مما لا
يرضاها عاقل .. ويجب ان نقف في وجه اهل الشهوات أياً كانوا رجالاً .. أونساءً
.. واعتقد أن سد باب الشر واجب الحكومة .. التى تخلت واغفلت عنه في توزيع
الثروات على مؤيدها .. وطبخ الصفقات على نار هادئة كهدوء ولاة الامر ندما
يسمعون بهذا الأمر .. وهذا واجب الفقهاء .. والعلماء الذين لم يرتزقوا ولم
يرهنوا فكرهم .. وعلمهم .. لحفنة دولارات .. ودينارات .. واراضي وصفقات تجارية
توزع هنا .. وهناك .. بعد الولاء .. واداء فروض الطاعة وصكوك الغفران
لا مانع من زواج الشباب .. بل ديننا الحنيف يدعو الى ذلك وبشدة .. ولكن ليس
بمثل هذه السخافات التى تؤدي الى تفكك المجتمع .. وشيوع الرزيلة .. بصورة اكبر
مما هي عليه الان .. وما الارقام الفلكية عن ارتفاع نسبة من يحمل فيروس الايدز
HIV في السودان الا دليل على ما اقول ..
علينا ان ندعو الى الزواج في وضح النهار .. اكثر من تسهيل بمسمياته المتعددة (
العرفي أو المساكنة ) وهنا أتسأل اين تتم هذه المسائل ؟ واين الرقابة
على شقق الايجار .. وكيف تتم اجراءات التأجير لشباب دون وجود رابط شرعي ؟؟؟؟؟
ومن يقوم بدور المأذون فيما يسمي بالزواج العرفي ؟!!!!!! وما هى نسبته من صفقة
الانحلال والفسوق هذه ؟ واين دور الامهات ؟ الم يلاحظن أى تغيرات فسيولوجية أو
سلوكية على بناتهن ؟؟ اين دور المجتمع هنا في مثل هذه الظواهر الغير اخلاقية
؟؟؟
لا احد كائناً من كان يستطيع أن يقف في وجه الشرع .. الحكمة في الزواج أسمي من
هذه الشهوات واللذات !!! .. اختلاط الانساب .. وفسوق المجتمعات .. وكثرة
الدعارة والتفكك الاسرى .. والمخدرات .. وكل الانحرافات السلوكية ..
والاخلاقية .. وغير هذا هو نتاج لمثل هذه الظواهر .. ففي الزواج الشرعي أحترام
للمراة في حد ذاتها .. وانسانيتها يصونها ويحفظها .. زواج نظامي تستطيع من
خلاله أن تحتفظ بحقها في حق المبيت .. والسكن والأرث .. والنسب .. والرعاية ..
وغير هذا مما وفره لها الاسلام .. صونا لعرضها وكرامتها واحتراماً لمكانتها
السامية في المجتمع .
هذا الظواهر الكارثة .. وتحديداً ما يسمي بالزواج العرفي قد أنتشر للأسف الشديد
في السودان .. وبصورة تدعو الى التقزز انتشر بصورة تدعو الى التأمل والتوقف
كثيراً امام حضارة شعب عريق بدأت في التلاشي والاضمحلال امام عادات وتقاليد
شعب من افضل الشعوب العربية والافريقية تماسكاً واكثرها التزاماً ومحافظة على
الشرف .. والطهر .. والنبل .. حقيقة نحن في حاجة الى التباحث والتفاكر حول شيوع
هذه الكوارث الاجتماعية .. فنحن مجتمع محافظ .. ومجتمع خجول أو ان شئتم فقولوا
كان هكذا مجتمعنا .. يحترم الكل فيه تعاليم الاسلام السمحة .. وعادات حبوباتنا
.. واهلنا فيما مضي من ايام .. وللاسف هذه ظواهر تحتاج الى ايقاف وعلاج ..
ودراسة لاسبابها على وجه العجلة لا دس الراس تحت الرمال .
هل اصبحنا نحن جبناء لمثل هذه الدرجة .. التى نخشي فيها من مناقشة هذه الظواهر
الخطيرة .. التى تؤثر على مستقبل الانسان السوداني وتهز اركان المجتمع
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .. لا بد من دراسة ذلك .. ووضع حلول ..
ومعاقبة مرتكبيها وكل من تسول له نفسه في الاتجار بها .
هذه الظواهر مؤشر خطيراً على أن المجتمع السوداني يعيش خطأ ، وخطأ اجتماعي كبير
.. وهذا دليل على تفاقم المشاكل الاجتماعية والاخلاقية وتدهور العلاقات
الانسانية .. وخاصة المشمولة باخلاق الاسلام .. ودليل على تفتت النسيج الاسري
.. ووحدة الاسرة وتعاضدها .. ومدى ارتباط بعضها البعض ، هذه الكوارث والظواهر
.. مشكلة اجتماعية .. نتائجها حادة السلبية على العموم أو دليل عليها .. اى
والله مشكلة اجتماعية اكثر من كونها حلاً وبديلاً .. خاصة وانها قد انتشرت وغطت
مساحة كبيرة في الكيان السوداني .. نعم انتشرت وعممت فكرتها على الجيل
الضائع في السودان .. واصبح الناس يتناولونها على استيحاء منهم
اسئلة حائرة .. ومسألة خطيرة .. لا نرضي أن تناقش بصورة مبتورة .. حسب مزاج
الشخص .. كما تفعل دوماً حكومة الجبهة وعصابتها .. عند مناقشة القضايا المصيرية
لاهل السودان وبعيداً عن نظرة جلب المصالح .. أو الاهداف السياسة لهذه
المصيبة .. ودرءً للمفاسد وحفاظاً على الخيط الواهن من تماسكنا الاجتماعي ..
وتمسكنا بمعتقداتنا وتعاليم ديننا الحنيف هذه قضية في غاية الخطورة يجب طرحها
ومناقشتها .. وباستفاضة .. اذ ان المعلومات المتوفرة لدى عن نسبة هذه االظواهر
تفوق حد الخيال .. وهذا ما ينذر بمستقبل مظلم لابناء السودان .
ايهاب عثمان خالد / المملكة العربية السعودية / الرياض