شجب إسرائيل من قبل اللجنة يثير حفيظة الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي و قد وجه ريتشارد لوغر رئيس لجنة العلاقات الخارجية انتقادات لبرنامج النفط مقابل الغذاء ولمفوضية حقوق الإنسان بسبب انتقادها لإسرائيل والولايات المتحدة وطلب لوغر من جون بولتون مرشح الرئيس الأمريكي جورج بوش لتولي منصب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إصلاح هذا الخلل الذي لا يتفق مع المصالح الأمريكية ومن جهته وعد جون بولتون بإصلاح المنظمة الدولية وزيادة عدد الأمريكيين العاملين فيها وقال :- ( أن مهمته هو تغيير الأمم المتحدة بما يتفق مع أهداف الأمن القومي و السياسة الخارجية الأمريكية و أن الأمم المتحدة جزء من الديمقراطية في العالم يجب إصلاحها ) . سفير أمريكي تحتوي حقيبته الدبلوماسية على هموم تغيير المنظمة الدولية بما يتفق والمصالح الأمريكية ماذا يحمل وزرائنا من برامج ورؤى وأفكار ؟ وماذا تحوي حقائبهم الوزارية من أجنده ؟ بالطبع فارغة تماماً إلا من الملاسنات والمهاترات والغوغائية .
فكرت التغيير واستبدال اللجنة بمجلس سيضم وجهاء القوم فالسودان الذي مازال يحتفظ بعضويته في لجنة حقوق الإنسان ضمن 53 دولة والذي يعتبر منتهكاً لحقوق الإنسان في نظر الكثيرين حتماً سوف لا يجد مقعداً في مجلس كوفي أنان الجديد الذي يميل إلى تحديد فكرة العضوية المحدودة العدد وفقاً للمعادلات القائمة فضلاً عن ملاسنات وزير الدبلوماسية السودانية مصطفى عثمان ورشق الأمين العام كوفي أنان بالوخز بالكلمات وكأن الوزير في انتقاده لكوفي أنان ينتقد مبارك الفاضل أو على الحاج غاب على السيد الوزير أن كوفي أنان لا زال الأمين العام للمنظومة الدولية التي من ضمن آلياتها الحادة جداً مجلس الأمن سيف خالد ابن الوليد والمجلس الإقتصادي والإجماعي ولجنة حقوق الإنسان. نعم رغم ما تعانيه المنظومة الدولية من طوباوية في منظماتها وانتقائية في قراراتها و تشرذم كتلة الشمال وتأمرها على دول الجنوب و رغم أن الأمين العام كوفي أنان كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل التقرير الثاني و الأخير الخاص بالفساد المالي في برنامج النفط مقابل الغذاء والذي اتهم فيه كوفي أنان بتصليح صفقة ممتازة جدا لابنه كوجو أنان الذي كان يعمل في شركة كوتيكنا السويسرية التي حصلت على عقد من برنامج النفط مقابل الغذاء عندما تناول كوفي أنان وزوجته مع جورج ماسي و روبورت وإيلي المدراء التنفيذيين لشركة كوتيكنا العشاء الأخير في منتجع دافوس السويسري هذا اللقاء القصير أرهق الأمريكي العجوز جون فولكر رئيس الخزانة الأمريكية سابقاً ورئيس لجنة التحقيق حالياً في برنامج النفط مقابل الغذاء ً والذي اكتفى في تقريره الصادر في 31 مارس الماضي بتأنيب الأمين العام. رغم ما تشهده المنظمة من تفتت في أطرافها مثل ما حدث قبل أشهر مضت في التحقيق حول التحرش الجنسي في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والتي راح ضحيتها الهولندي روود لوبرز المفوض السامي لشؤون اللاجئين ورغم أن قضاء جنيف حمل حقيبته وأوراقه وتوجه صوب المنظمة العالمية لرعاية الملكية الفكرية رغم كل هذا يستطيع الأمين العام يا سيادة الوزير أن يستمد عافيته من الشرعية الدولية وأن يرد الكيل بمكيالين و تستطيع المنظمة المعاقة في ضميرها أن تعاقب وتدين الدول 191 فإن فلتت من عقابها دول الشمال فلن يفلت السودان وعشيرته من دول الجنوب فالأولى أن نتعامل مع المؤسسات الأممية ومسئوليها بدبلوماسية رفيعة حتى لا نتذوق ما تذوقه الشعب العراقي وحتى لا نسقط من أجندة المجتمع الدولي كما حدث في الصومال عندما فشلت الأمم المتحدة في لملمت أطراف القبائل هناك أخذت حقائبها و ذهبت ولم تترك رقم هاتفها بغية الإتصال فيها ربما يلتئم جرح الصومال وتهتدي القبائل المتحاربة (ضاروت وهوي وإساق) إلى طريق الرشاد.