مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل سيجد السودان مقعداً في مجلس كوفي أنان الجديد لحقوق الإنسان ؟ بقلم طه يوسف حسن - جنيف

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/18/2005 3:18 م

عالم جديد قد بدأت تنسج خيوطه وتخطط معالمه أصبحت الأحادية تلف أطرافه سياسة واجتماع وثقافة وفكر هذا ما لا يعلمه أهل الحكم في السودان أو يعلمونه ويتجاهلونه عنوة ليس من الحكمة والعقل أن ترفع شعاراً تتحدى فيه قوة عظمة بلغ بها حد التفكير في كيفية ترتيب البيت الدولي على حسب مزاجها السياسي والاقتصادي قوة عظمة توزع كبسولات الديمقراطية إلى دول الشرق الأوسط وجرعات منشطة إلى بعض الدكتاتورين في القارة السمراء حتى الأمم المتحدة لم تستثنى من لعبة التغيير التي طالت المناصب والمرافق العامة في الأمم المتحدة إن لم أكن مخطئ كثير من منظمات الأمم المتحدة استحدث فيها منصب وكيل يتقلده الأمريكيون فقط مثل يان إيغلاند وكيل الأمين العام لشؤون الإنسانية ويندي شام برلين وكيل المفوض السامي لشؤون اللاجئين وغيرهم كثير فهل تعجز أمريكا من أن تستحدث منصب أمريكي الصنع لإدارة السودان سوى كان عبر الأمم المتحدة أو عبر الخارجية الأمريكية ؟ قطعاً لا. كل الظروف متاحة لمثل هذا السيناريو من اضطرابات دولية وتصدع في أركان المسرح السياسي في السودان. الإصلاحات التي أطلقها الأمين العام كوفي أنان أمام لجنة حقوق الإنسان المنعقدة حالياُ بجنيف ما هي إلا رغبة للتمشي الأمريكي حيث شاطرت هذه الإصلاحات أوربا و الولايات المتحدة الإيمان, و الأمين العام كوفي أنان من جهته ذكر أن تسيس لجنة حقوق الإنسان وتطرقها بشكل انتقائي لبعض المواضيع أفقد اللجنة مصداقيتها مما يهدد بتلطيخ سمعة المنظومة الدولية بأكملها وطالب بإصلاحات جذرية وجوهرية وهي استبدال لجنة حقوق الإنسان بمجلس حقوق الإنسان مكون من أعضاء لهم التزام قوي بمعايير حقوق الإنسان ويتم انتخابهم من قبل الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بأغلبية الثلثين وجاء ذلك المقترح بعد الدراسة المتأنية لتدشين آليات الأمم المتحدة من قبل لجنةHIGH LEVEL PANEL وهذه الإصلاحات جاءت برداً وسلاماً على واشنطن وحلفائها الأوربيين الذين يعتبرونها فرصة من السماء لاستعادة سيطرتهم على مقاليد التحكم في لجنة حقوق الإنسان بعد أن أفقدها تحالف الدول النامية الإفريقية و الأسيوية والأمريكية اللاتينية السيطرة منذ عدة أعوام وأصبحوا غير قادرين على تمرير قراراتهم بسبب التكتلات الجغرافية التي ترفض أغلبها وصايا دول الشمال وهذه الرغبة أصبحت واضحة في موقف المجموعة الأفريقية الداعم للسودان رغم أن السودان متهم في نظر المجموعة الدولية ابتداءاً من الأمين العام كوفي أنان وانتهاءًا بالمنظمات الحقوقية غير الحكومية بانتهاكات حقوق الإنسان. وتملل واشنطن من هذه اللجنة أصبح واضحاً بسبب انتقاد اللجنة المستمر للدولة العبرية وهي المنبر الأممي الوحيد الذي تنتقد فيه إسرائيل علناً وتندد فيه بعض الدول بالانتهاكات الأمريكية وهي الساحة الوحيدة التي تنتصر فيها الدول العربية على إسرائيل وكوبا على أمريكا و تستأسد فيها غواتيمالا على كوريا الشمالية وتتحدى فيها إرتريا الدول الإفريقية , ومن طرائف لجنة حقوق الإنسان التصريحات التي وردت حول هذه الدورة61 حيث وصفها السفير الإسرائيلي ايزاك ليفانون بالانتقائية وأن منتدى الدول العربية في اللجنة يختار إسرائيل كل عام لانتقادها. و سفير كوبا يرى أن اللجنة تعاني من انتقائية في القرارات وسيف مسلط على رقاب دول الجنوب و سفير أمريكا رودي بوشويتز يصف قرارات اللجنة بالمجحفة والمنحازة على خلفية مصادقة اللجنة هذا العام على ثلاث قرارت ضد إسرائيل طرحتها الدول العربية اكتفت فيها اللجنة بلهجة الشجب. وزير العدل السوداني على عثمان محمد يس و صف قرارت اللجنة بأنها قرارت قطرية انتقائية وجاء ذلك على صفحات SWISSINFO 21 مارس الماضي يبدو أن الكل يشكو مصيره من لجنة حقوق الإنسان.

شجب إسرائيل من قبل اللجنة يثير حفيظة الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي و قد وجه ريتشارد لوغر رئيس لجنة العلاقات الخارجية انتقادات لبرنامج النفط مقابل الغذاء ولمفوضية حقوق الإنسان بسبب انتقادها لإسرائيل والولايات المتحدة وطلب لوغر من جون بولتون مرشح الرئيس الأمريكي جورج بوش لتولي منصب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إصلاح هذا الخلل الذي لا يتفق مع المصالح الأمريكية ومن جهته وعد جون بولتون بإصلاح المنظمة الدولية وزيادة عدد الأمريكيين العاملين فيها وقال :- ( أن مهمته هو تغيير الأمم المتحدة بما يتفق مع أهداف الأمن القومي و السياسة الخارجية الأمريكية و أن الأمم المتحدة جزء من الديمقراطية في العالم يجب إصلاحها ) . سفير أمريكي تحتوي حقيبته الدبلوماسية على هموم تغيير المنظمة الدولية بما يتفق والمصالح الأمريكية ماذا يحمل وزرائنا من برامج ورؤى وأفكار ؟ وماذا تحوي حقائبهم الوزارية من أجنده ؟ بالطبع فارغة تماماً إلا من الملاسنات والمهاترات والغوغائية .

فكرت التغيير واستبدال اللجنة بمجلس سيضم وجهاء القوم فالسودان الذي مازال يحتفظ بعضويته في لجنة حقوق الإنسان ضمن 53 دولة والذي يعتبر منتهكاً لحقوق الإنسان في نظر الكثيرين حتماً سوف لا يجد مقعداً في مجلس كوفي أنان الجديد الذي يميل إلى تحديد فكرة العضوية المحدودة العدد وفقاً للمعادلات القائمة فضلاً عن ملاسنات وزير الدبلوماسية السودانية مصطفى عثمان ورشق الأمين العام كوفي أنان بالوخز بالكلمات وكأن الوزير في انتقاده لكوفي أنان ينتقد مبارك الفاضل أو على الحاج غاب على السيد الوزير أن كوفي أنان لا زال الأمين العام للمنظومة الدولية التي من ضمن آلياتها الحادة جداً مجلس الأمن سيف خالد ابن الوليد والمجلس الإقتصادي والإجماعي ولجنة حقوق الإنسان. نعم رغم ما تعانيه المنظومة الدولية من طوباوية في منظماتها وانتقائية في قراراتها و تشرذم كتلة الشمال وتأمرها على دول الجنوب و رغم أن الأمين العام كوفي أنان كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل التقرير الثاني و الأخير الخاص بالفساد المالي في برنامج النفط مقابل الغذاء والذي اتهم فيه كوفي أنان بتصليح صفقة ممتازة جدا لابنه كوجو أنان الذي كان يعمل في شركة كوتيكنا السويسرية التي حصلت على عقد من برنامج النفط مقابل الغذاء عندما تناول كوفي أنان وزوجته مع جورج ماسي و روبورت وإيلي المدراء التنفيذيين لشركة كوتيكنا العشاء الأخير في منتجع دافوس السويسري هذا اللقاء القصير أرهق الأمريكي العجوز جون فولكر رئيس الخزانة الأمريكية سابقاً ورئيس لجنة التحقيق حالياً في برنامج النفط مقابل الغذاء ً والذي اكتفى في تقريره الصادر في 31 مارس الماضي بتأنيب الأمين العام. رغم ما تشهده المنظمة من تفتت في أطرافها مثل ما حدث قبل أشهر مضت في التحقيق حول التحرش الجنسي في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والتي راح ضحيتها الهولندي روود لوبرز المفوض السامي لشؤون اللاجئين ورغم أن قضاء جنيف حمل حقيبته وأوراقه وتوجه صوب المنظمة العالمية لرعاية الملكية الفكرية رغم كل هذا يستطيع الأمين العام يا سيادة الوزير أن يستمد عافيته من الشرعية الدولية وأن يرد الكيل بمكيالين و تستطيع المنظمة المعاقة في ضميرها أن تعاقب وتدين الدول 191 فإن فلتت من عقابها دول الشمال فلن يفلت السودان وعشيرته من دول الجنوب فالأولى أن نتعامل مع المؤسسات الأممية ومسئوليها بدبلوماسية رفيعة حتى لا نتذوق ما تذوقه الشعب العراقي وحتى لا نسقط من أجندة المجتمع الدولي كما حدث في الصومال عندما فشلت الأمم المتحدة في لملمت أطراف القبائل هناك أخذت حقائبها و ذهبت ولم تترك رقم هاتفها بغية الإتصال فيها ربما يلتئم جرح الصومال وتهتدي القبائل المتحاربة (ضاروت وهوي وإساق) إلى طريق الرشاد.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved