فى بداية الثورة التى ارتدت الزى الاسلامى مما أغرت مسلمى الغرب و دارفور بصفة خاصة بمساندة الثورة التى أتت بمبادئها الاسلامية و وجد مسلمى دارفور ضالتهم فى الثورة التى ارادت اعادة مجد الاسلام فى السودان و عودة سلطنة على دينار و تحقيق حلمهم التى راودهم طويلاً ، و استغل قادة الجبهة الاسلامية حماسة مسلمى دارفور و سطحيتهم فى تفسير أيات القراءن الكريم . وهنا تمكن الجبهة فى كسب ود الجبهة الغربية القادرة على التضحية من اجل الاسلام بالغالى و النفيس ، ونسبة لضعف الجبهة الشرقية و عدم فاعليتها ، لم يكترث الجبهة للفت انظارها ، اذن تبقى الجبهة الجنوبية المتمردة دائماً على الحكومات السودانية ، و هنا وضعت الجبهة استراتيجية مغايرة تماماً لتلك المستخدمة فى الجبهتين السابقين . و لمقدرة الجبهة الاسلامية فى تحريك الجبهتين ، رأت ان الة الحرب خير وسيلة للتغلب على هذه الجبهة العنيدة ، لذا اعلن قدسية الحرب فى الجنوب لان غالبية قادتها من المسيحيين و انهم كفرة يجب التخلص منهم بشن حرب شرسة ضدهم . و عبر تاريخ السودان ندرك ان الجبهة الاسلامية تٌكن عداً سافراً ( للجنوب ) و هذا العداء ظهرت جلياً فى خطابها السياسى و على اغلب السن مسئوليها ، واخذت الثورة مبادىء الاسلام كذريعة لحشد اكبر عدد من المسلمين لمحاربة حركة الكفر حسب تعبيرها فى وسائل اعلامها . اذن كان القضاء على الحركة هو همهم الاول حتى يتثنى لهم اعلان دولتهم الاسلامية و نشر الاسلام فى ربوع الجنوب و يصبح افتراضهم واقعاً بان الجنوب بوابة الاسلام الى جنوب الصحراء الافريقية. كانت تلك اكبر خدعة قام بها قيادات الجبهة الاسلامية و التى كانت اغلب قاديها من دارفور ، بحجة نشر الاسلام و تطبيق شرع الله على الارض و محاربة الكفر الذى يتمركز فى الجنوب و بكل سذاجة انساق اهل دارفور وراء هذه الخطابات الرنانة و بتشجيع من قادتهم الملتفون حول زعيم الجبهة الاسلامية ، ولم يدركوا ان هذه كانت لعبة ساسية قذرة اراد بها الجبهة تنفيذ مخططاتها و استخدام اهل دارفور كادأة لضرب الجنوب بها و بحماسة مفرطة تسابقوا اهل دارفور لجبهة القتال فى الجنوب لكى يحربوا بالوكالة عن عرب السودان و لراحتهم ، و اول من ادرك تلك المؤامرة من اهل دارفور هو داوود يحي بولاد- القيادى الاسلامى البارز من اهل دارفور - ادرك زييف شعارات الثورة التى حملت فى ظاهرها الاسلام و فى باطنها الكفر ذاته و النازية الجبهجية . رفض بولاد ان يكون اهل دافور مجرد ادوات يتلاعب بها الجبهة الاسلامية و اعلن تمرده و انضمامه للحركة الشعبية انه بولاد الذى قاد الجبهة الاسلامية منذ ايام دراسته الجامعية و ما بعدها ، نسى كل هذا و انضم بلا تردد الى عدو الجبهة الاسلامية الاول لمجرد ان الجبهة ارادت العبث بكرامة وشرف اهل دارفور الذى ينتمى اليه ، رافضاً ايضاً المال و الجاه الذى يتمتع بها اقرانه من ابناء دارفور فى الخرطوم ، و كانت نهايته على هذه الطريقة و على يد احد اقرانه من ابناء دارفور و بأمر من الزعيم لانه تجرأة و قال بصوت عالى ( لا والف لا ) . اذن استشهد بولاد من اجل اهل دارفور و الف رحمة عليه .
و سرعان ما بدأ بوادر الخلاف داخل الجبهة الاسلامية ، صراع الكبار ، صراع المعلم و التلميذ و تمكن التلميذ بمساعدة العسكر الاسلاميين ، من اقصاء المعلم و اتباعه و الزج بهم فى المعتقلات و التخلص منهم لسبب ان الغرابة كانوا الغلبة فى الجبهة الاسلامية و قربهم من الزعيم اثأر سخط النخبة الشمالية فى الجبهة لذا تمت تلك المؤامرة المعروفة لدى الشارع السودانى و كان الخاسر الاكبر مثقفى دارفور وهم الذين باعوا اهلهم بحفنة من الدنانير و المناصب الوهمية و فقدوا ثقة اهل دارفور و لم يكتفوا بهذا بل تكتم افواهم حيال ما يجرى فى دارفور و كانت ما كان – ازمة دارفور ، و ان هذه الازمة ما هى الا نتيجة الصراع و تصفيت حسابات بين قادة الجبهة ، و اخذ الصراع منحنى خطير . و تعامل حكومة الخرطوم بوحشية لتشهد التاريخ مرة اخرى لتاريخ الجبهة الدموى فى تعاملها مع الشعب السودانى ، ارادت الجبهة الاسلامية القول ان ما يحدث فى دارفور ما هى الا درس لمن تسل له نفسه للتمرد . وكانت بشاعة الابادة البشرية الجماعية التى ارتكبت من الحكومة فى الخرطوم اضافة لحرمهم من ابسط مقومات الحياة الكريمة من قبل الحكومات السابقة ، و هاهى النظام الحاكم تريد ان تزيلهم من الوجود بكل الوسائل المتاحة و غير متاحة و بمساعدة مجموعة ضالة من اهل دارفور ، و هذا هو نهاية كل من اراد ان يتعاون مع هؤلاء القتلة ، النازيون الجدد.
بقلم / جوزيف لورو