![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
في الذكري السنوية الأولى لاغتيال رفيقنا وصديقنا وحبيبنا الصحفي الشهيد خليل الزبن ، والتي صافت يوم الاربعاء الثاني من آذار (مارس) الماضي
منصور شاشاتي
عندما يزحف أعداء الانسان على المدن فإنهم يبدأون أول ما يبدأون بأولئك الذين يحاولون أن يزرعوا الحياة في الموتي من الأحياء . . هؤلاء اختاروك هدفا ، لأنك تجرأت وأفسدت عليهم ظلمة ليلهم ، حاولت أن تجعل من “النشرة” منارة ، توضح معالم الطريق ، وتكشف عورات تجار وسماسرة الوطن ، ومن أضحى كل شيء عندهم سلعة قابلة للبيع . أولئك الذين تسللوا في غفلة من الزمن وغفلة منا إلى قضية (الحريات وحقوق الانسان) ليحولوها إلى منظمات وهيئات للارتزاق ، وهم الذين - ساعة كان مجرد التفكير في هذه الأمور سببا كافيا للتشريد والحبس والملاحقة ، وربما الاغتيال - كانوا في صف الطغاة والديكتاتوريات المدعومة وقتها اميركيا وغربيا. .اختاروك هدفا لأنك قررت أن تحوّل (النشرة) إلى ذاكرة , وهؤلاء لا يريدون أن تكون لهذا الوطن ذاكرة . يريدون أن يبدأ التاريخ من حيث يريدون هم له أن يبدأ ، وأن يسقط كل صفحاتهم السوداء أو الرمادية. . سبحان الله ! ! نفس الوجوه التي كانت تلاحقنا بالأمس ، لأننا نادينا بسقوط العسكر والطغاة وقيام دولة القانون والحريات وحقوق الانسان والاقليات ، هي نفسها التي تتسنم اليوم المنابر والفضائيات لتعطينا دروسا (مدفوعة الثمن من صناديق الدعم الأوربية والأميركية) عن الحريات والديمقراطية التي قضينا عمرا مشردين ومطاردين وملاحقين لأجلها . لا بد أنك احسست بنفس المرارة ، وانت تكافح من أجل استمرار (النشرة) التي قدمت مؤسسها شهيدا لفكرتها السباقة فكرة ايجاد منبر يسلط الضوء على نشاط المعارضات ودعاة الحريات وحقوق الانسان في الوطن العربي ، في وقت كان الغرب والولايات المتحدة هما الحليف الأول للأنظمة الدكتاتورية في المنطقة . .اختاروك أنت هدفا لهم لأنك تعرفهم كما لا يعرفهم أحد سواك حاصروك ومارسوا كل وسيلة ليسكتوك ولأنك أبيت إلا أن تصرخ وأن تواصل محاولة تحويل النشرة الي منارة قرروا قتلك. .ولكن
! ! مافي الجبة إلا الله
__________________________________________________