![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
يحن اليه فؤاد طفل ناى عن امه فالقلب عبرى فكلهما لا ينسى بعضه.
أستغفر الله .. كيف الروح يا وطني تهيم من بعدكم شوقـــا الى بدني
أستغفــر الله .. هذا القلب منجذب منكم إليكم بكـم في كامــل السنن
أستغفر الله .. هذي الروح دونكمـو وهمٌ يحركه غيــم من الفتـــن
الله .. يــا موطني كن لي تكن ألقا تسعى له مهجتي ســرا وفي العلن
خذني إليك .. فعيني ليس يملؤهــا شيء ولا جفنهــا يهفو إلى وسـن
خذني إليك .. وضـم القلب في وله ضم الرحيم .. لكي يبرأ من الشجن
خذني إليك .. وخل النــار تغسلني إني أراك بهــــا نورا ولم ترني
خذني إليك مريــدا ليس يدخلــه شك , أتـــاك بقلب كيس فطـن
عـالج بمــائك روحا أنت راحتها تأوي إليك كمــــا طير الى فنن
وانفخ هواك بهـا وجدا يوضحهــا في نأيكم أشرقت .. كانت ولم تكـن
بعد مقتل حسن حسين والشهيد المهندس نامت قواهم برهة حتى ما ذكرت هذه القصيدة التفعيلية التالية التي تعد نبؤة صادقة بقدوم ثورة من الهامش يقودها الفتيان الغبش لم يستطع محدثي ذكر اسم الشاعر وال1ذذي كان يمكن ان نحفظه في ذاركتنا كل شيء جميل .
وكانو يصفقون ويقهقهون على موتهم ولكنهم اتوا :
وهو يقول لهم
لا تُصفِّقوا ..
- أو صفقوا -
إن شئتموا
حروفي التي توحّشت .. لا تعشق الصفيرْ
لا تصرخوا ..
أو اصرخوا
إن شئتموا
الحبُّ لا يكونُ بالهتافِ والهديرْ
........
إسمعوني جيداً ..
افتحوا الحواسَ والعواطفَ التي .. تشدُّنا لبعضْ
لا تخافوا ..
لن تكونَ روعةُ التعبيرِ فَرضْ
ولن يُفرضَ السكوتُ فرضْ
إفتحوا قلوبكم لهذه القصيدة الحبيبةْ
لونُ هذه الورودِ - سادتي –
من تدفّقِ النزيفِ في عروقنا الخصيبةْ
حيثُ تُدفن العظامُ والنخاعُ .. والبروقْ
حيث يأكُلُ الترابُ شهوةَ العروقْ
يَنبتُ الحليبُ ثورةً
تُبدّد الظلامَ للشروقْ
نشوةُ الاصابعِ الجميلةْ .... للمواسمِ المسافرةْ
في بحارِ البذلِ والعطاءِ دائماً بدونِ شوقْ
هذه الحدائقُ البديعةُ التي تَرونَها
وهي كانت ذات يومٍ .. ساحةً للموت والهيامْ
كانوا يقتلون كلَّ من يُهدِّهُ الارهاقُ
في ظلالها .. ينامْ
أو يتوهَ في دروب الرِّزقِ
باحثاً
ولاهثاً
عن لقمةِ الطّعامْ
بدعوى أنه كسولْ ...
خان أرضهُ وشعبهُ ...
أعاق سير آخرين للأمامْ
وكانوا ينزعون الهمسَ من شِفاهِنا
حين فَشِلوا في إنتزاعِ الحبِّ من قلوبنا .. وفاهِنا
قتَّلوا الأطفالَ في مهادهمْ
شربوا دموعَ أمهاتهمْ
محوا وجودَنا الجريءَ
- يا لجبِن إعتقادِهِمْ -
شردوا النساءَ مثلما تشرَّدَ الشّيوخْ
وما استطاعوا أن يبددوا الشُّموخْ
ما استطاعوا - رغم جوعنا -
محو ما غرسنا في ضمير هذا الشعبِ من ولاءْ
بقدرما يكونُ الفهمُ للإرهابِ راقياً ..
ينحطُّ قدرُ هؤلاءْ
تفننوا في فرمِ من تجرأوا ... وقالوا ... لا
في سَلخِ أجملِ الوجوهِ والرؤوسْ
كانت تَضمحلُّ كلما
تشوهت ملامحُ الرجالِ في السجونِ ..
دولةَ الفؤوسْ
وكلما تصاعد الغناءُ في شوارعِ النضالِ للعيونْ
تشققت حوائطُ (البيوتِ) .. والسجونْ
قتلونا لأننا ... ذاتَ ليلٍ قد حلمنا ..
بانتصارها .. السواعدُ التي كساها الملحُ والغبارْ
كنا نملأُ الآفاقَ كلِّها .. نمتدُّ خلفَ الغيبِ والنهارْ
كنا نزرع النجومَ في مشاعرِ النساءِ
فكرةً ..
ورغبةً ..
ونارْ
ومن شراسةِ المقاومةْ .. وثديها .. نُرضِعُ الصِّغارْ
ومن مشاتل الفداءِ .. نحصدُ الثباتَ .. لا الفرارْ
ومن تفتُّقِ الجمال في محاسن البناتْ
من تآلفِ الحمامِ .. من تَبرعُمِ النباتْ
نَصنعُ العطورَ .. والبخورَ .. والبُهارْ
............
منعوا الشِّعرَ .. أن يُقالَ ..
عُنوةً ..
وهفوةً .. وخاصْ
حين فَشِلوا في امتصاصِ نوره المضيءَ من نفوسنا
وأيقنوا بأنه في داخلِ الحواسِ غاصْ
واعلنوا إغتيالَ كلَّ شاعرٍ وقاصْ
هل من يموتُ هكذا .. يُطالبُ الآتين بالقصاصْ ؟؟؟
كنا نحُيلُ كلَّ حاجزٍ .. سماحةً .. نواجهُ الرصاصْ
بابتسامةٍ جميلةٍ ومقطعين من قصيدةِ الخلاصْ
ولم نكُن نخافْ
نستقبلُ الفناءَ ..
مثلما نستقبلُ العطورَ إذ تُرشُّ في مواسمِ الزّفافْ
اعصابُنا تناثرتْ ..
للطيرِ ..
للترابِ ..
للرياحْ
كانت المشاعلُ التي تفجرت في ليلة الميلادْ
وكانت ...
حين حملتِ المسيرةُ ... السلاحْ
إنها الشمس التي تُضيءُ إحتفالكم ..
كما اللِّقاحْ
تذكروا العذابَ ..
والدموعَ ..
والجراحْ
بقدرما يكونُ الليلُ أسوداً ...
تزيدُ روعةُ الصباحْ
برغم موتنا .. سنجري في دمائكمْ
نعيش فرحة انتصاركمْ
اشلاؤنا .....
في حقولِ الثورة البذورَ والسمادْ
إجمعوا رُفاتنا .. سنابلاً في موسمِ الحصادْ
احزمونا في حقائبِ الذخيرةِ .. العتادْ
احملونا في قلوبكم ..
وفي دروبِ العدلِ والكفاحِ شارةً وزادْ
وفي شواهدِ القبورِ ....
ارسموا .... خريطةَ البلادْ
في اوائل عام 2003 وبالتحديد في فبراير خرجت جبال مرة ثائرة في وجه الطغيان الذي استمر نصف قرن من الزمن يعد هذا التاريخ مهم جدا لدى الجيل الرابع الثوري اذ انه بداية التغير في دولة السودان بما يعني ان مستقبل هذا البلد العظيم سيتشكل على نحو مغاير لما تعارفت عليه الحال منذ قرن من الزمان
عماد هذا التغير الكبير هم صفوة من الشباب السوداني يمثلون مقدمة الركب لسيل هادر من الفتيان لا ينضب معينه في ارضض الهامش .
ذلك الجيل الذي ولد في اواخر الستين و اوائل السبعينات من القرن الماضي . عاش في هول وظلم لا نهائي لم يدنسو بشيئ من درن السلطة ووحشيتها .
حتى بزوغ فجر الثورة الجديدة من اقليم دارفور اقليم الثورات على مر العصور في السودان.
ما الذي يدفع هؤلاء الفتية الى الايمان بقضية الوطن وشعبه ؟؟ وما الذي يدفعهم للقتال بشغف منقطع النظير ؟؟
. انهم يعشقون بلادهم ويعشقون اهلهم وانهم مقدمة لكم مهول من شباب يبلغ تعداده خمس ملايين نسمة في اقليم دارفور وحده فئة دون الاربعين . وشباب الهامش الذي لا يخفي هياهم بوطن لا حزب ولا طائفة ولا نظام .
يؤرخ التاريخ لعام 2003 من الالفية الجديدة انه عام التغير . التغير العظيم الذي طرا في طبيعة العلاقات العامة بين السودانيين في الاقاليم الست سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا . وكان مهر هذا التغير دماء حمراء روت جبال مرة وما حولها من القرى .
وطن يستحق تلك العبارات ويستحق كل هذه التضحية العظيمة من جيل قادر على الحب والعطاء بقدر استطاعته على النضال والحراسة التي يتطلبهما هذا الوطن العظيم .
منعم سليمان