مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

شيئ من انتماء السلام للفلسفة . الفكر و خيانة المثقفين و خطاب السلام . (5) بقلم عصام الدين محمود حسن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/12/2005 8:22 ص

شيئ من انتماء السلام للفلسفة . الفكر و خيانة المثقفين و خطاب السلام . (5)

انها لمرحلة تاريخية دقيقة نعيشها اليوم تستدعى التوقف و التأمل و المراجعة لفكر السلام بعمليات العقل الواسع و التفكير الجمعي كعملية نسبية لا اطلاقية معيارها العقل المنتج لسؤال المستقبل( كحقل دراسى يؤسس قضايا السلام و فلسفته) و الذى له خاصية الاتصال الذى يحقق التواصل مع كل طرفا فاعلا و مؤثرا فى حركتها و اتجاهاتها و صيرورتها ,ذلك لكوننا فاعلين و ليس منفعلين فقط قى لحظات الصعود التاريخى . ذلك الجمع الذى ينشغل بالسلام الذى انجزه وهو الطرف الفاعل و المؤثر فى حركته ,يعيشه و يمارسه كواقع ينظم على اساسه امكاناته و قدراته و الياته و نظمه و معاييره , وهو يدرك ماهيته وفلسفته و مفاعيله و علائقه و مستقبلياته و استراتيجياته التى تفضي الى لوازمه المرتبطة بالدوائر المتصلة به و المتاثرة به و المؤثرة فيه و التي يكتفى فيها الشأن السودانى بنفسه محافظا على قوميته و وحدته .ذلك السلام الحتمي و المصيرى الذى يولد النضوج الضرورى للفكر المتصل مع نبضات الواقع مستجيبا لاسألة المستقبل مبلورا أجوبته المطلوبة على مستوى الفكر و الواقع و المصير كمسار لتراكم
فعل الممارسة والمعرفة التى تؤهله فى خوض التحديات الراهنة و المطروحه بالحاح داخل خطاباته و مفاهيمه و قضاياه مشركا المضامين الفكرية و الثقافية و المعرفية فى توجيه حركة الراهن وصولا الى صياغة المستقبل (((ان حقب التحول التاريخى ,ومراحل التطورات و التغيرات التى تحدث انعطافات هامة فى مسيرة الانسان و المجتمع ,تصحبها و تزامنها دائما حركة اهتمام نوعى بحركة الفكر و القضايا الهامة و الكبرى التى تشغله ))) لكون استكشاف اهتمامات الفكر و مواضيعه يكون علائق عقلانية لطرح القضايا و تشخيصها و علاجها كحتمية تاريخية و التى تنمو نمو المجتمع فى لحظات التغير و التبدل فارضة حضورها المائز على الثقافة المبطلعة لثنجز ما يخصها من مصيرية و حتمية مبدعة مستقبلا غير مكررا لاى عهد سابق ,لا بعثا و لا احياء فى منظور مبداء الفعل الابتكارى المحقق بواسطة الانا الفاعلة على طرائقها المعتادة فى الادراك تستبدل بالثبات التغيير و بالجمود الحركة و بالتقليد الابتكار و بالاتباع و التعبية الابتداع و الاستقلال , تلك الذات الفاعلة العابرة من مرحلة لادراك الى مرحلة التفكير العقلى و رد تجاربها الجزئية و خبراتها المفردة الى احكام عامة لتسوق مجموع المفاهيم و القيم المتداولة فى الحياة و نظام التفاضل الماثل بينها مع تفاعل الناس وفق ظروفهم و مستوياتهم لتلك المفاهيم التى لهم فيها تجربة و ممارسة يومية فى الالتزام بهذه المفاهيم و نظام علائقهم السائد فى اوساطهم المتباينة ,مكوننين وعيهم الاجتماعى الجمعي .اذ ان الوعى الاجتماعى ما هو الا ((جملة المقاهيم و الافكار و الثقافات التي توجه حركة افراد المجتمع , وهو وليد فهم الناس لتاريخهم و حاضرهم و قيمهم العليا ))
ان تحقيق التفكير الواقعى لمرهون بالتواصل مع الواقع و مثوليته , و التواصل مع الواقع علي قاعدة من الوعي و الحصيلة المعرفية و الفكرية التي تؤاهل لبصيرة محققه لبيان موقف تجاه الواقع و اسالة المستقبل .أن التواصل ايس هو فقط ملاحقة احداث الواقع و متابعة قضاياه , وانما يتضمن المساهمة و المشاركة فى صنعه مع القصدية و البعد عن ردود الافعال . لتحقيق الشعور و الحضور الفعال الذى لا يخون الخطاب المنجز عن الواقع ,ذلك الخطاب يدعو للتعامل مع الافكار و ممارستها مع خلق الظروف المؤاتية لذلك و هو الداعى لتطبيق بنودها و معاييرها على الواقع , مع الاستفادة من الافكارو الرؤى و البصائر , التى تقوى العريمة و تنير الدرب و تبلور المقاصد .(((فالخطاب هو اللغة فى حالة فعل , و من حيث هي ممارسة تقتضي فاعلا , و تؤدي من الوظائف ما يقترن بتاكيد ادوار اجتماعية معرفية بعينها , او أن المجتمع حاصل جمع الخطابات المودجودة فيه (الخطابات التى ينتجها المجتمع بالقدر الذي تنتجه ......ميشيل فوكو .... و أن اية نظرية عن الخطاب بعامة تتضمن نظرية عن المجتمع بالضرورة .مع المعرفة , ذلك التلازم الذى حدده فوكو فوكو عى عبارته الشهيرة التى تؤكد أنه لا توجد علاقات لا تقوم نتأسيس ما يلزم عنها من خطاب معرفي , و لا توجد معرفة لا تفترض علاقات قوة تتأسس بها .)))افاق العصر,جابر عصفور .
ان يكون الخطاب نسقا نظريا متكاملا يعبر عن الواقع الماثل باحداثه و تحولاته , بايجابياته و سلبياته ,بانجازاته و اخفاقاته . وهو حامل فكر ذلك الواقع , ذلك الواقع المدرك بواسطة ذلك الفكر المكون بموضوعية , أذ أن الموضوعية ما هي الا ((((حالة التصور الذهنى و قد تمثل صياغة معينة تجعله فى ادراكات الاخرين . و الموضوعية كمفهوم معرفى هى ضمان صحة كل علم , فهي التي تؤأسس كل معرفة علمية خارج تغييرات احاسيسنا و تخيلاتنا الفردية , فنجعل المعلوم مجردا مقاما علي قوانيين ثابته معترف بصلاحيتها من طرف الجميع )))) المفاهيم و الالفاظالفلسفة الحديثة .ان((( الموضوعية لا تعني غباب او ضعف الالتزام الايديولوجي . فلايديولوجيا ليست حجابا يمنع رؤية الواقع , بل انها تحفظ العقل لتقويم الواقع ,عبر العلم و العمل ,منسجما و القيم الكبري في الايديولوجية )))الفكر الاسلامى المعاصرمحمد محفوظ .
نعم . أن المنظومة الفكرية لجملة مبادئ و خيارات و هى ليست بمنفصلة عن الواقع و لا يمكن قرأتها بمعزل عن تاريخيتها و ظرفيتها و انيتها المولدة لها و الظروف الموضوعية التى انتجتها . أن مبدأ التراكم المعرفى و الفكرى لا ينفي امكانية العناية بتاريخ الافكار و الفكر و نظرياته . وهذه افضل وسيلة لوضع و صياغة اسئالة و أجوبة المستقبل .
و لكى نؤسس فكر جمعى يستلهم من البصائر المنسجمة و متطلبات المواجهة ,فتطوير الفكر و الافكار هو الاشتغال عليهما و فحصهما و مسألتهما باستمرار علي ضوء التطورات و التحولات الماثلة , فالانسان في حالة دائمة تحتاج لفحص افكاره و اعادة صياغتها و قرأتها . و ذلك يتأتي بالحرص و الالحاح و تفعيل التواصل و حماية الافكار من التراجع لصالح النزعات الشخصية و الفردية و المصلحية او لمركز يعلو علي اطراف أو النزعات الأستحواذية التي تلغي الحوار الفاعل أو تستبدل بالحوار الهيمنة القمعية لمركز يتجسد به المدارية المغلقة للزعيم الاوحد . و يتاتي ايضا بتحويل المشهد الفكري والثقافي و السياسي الي مشهد حواري , و ذلك وفق الاتي
1. توفير مساحات سياسية و ثقافية و أجتماعية , لتبادل الاراء و الأفكار بانسياب , لخلق الظروف و التقاليد الضرورية لأعادة التوازن للعلاقة بين الأفكار و الأشخاص .
2. العمل المستديم لأيجاد مسافة نقدية , بين عالم الأفكار و الأشخاص , حتي لا تطغئ النوازع الفردية و الحزبية .
3. ضرورة احداث نقلة نوعية في الحياة الثقافبة و الفكرية .

((ان دور المثقف الديمقراطي اليوم , و أمام أزمة الانظمة العربية ليس في الأنتصار لهذه الأيديولوجيا أو تلك , و انما في التنبيه الدائم الي اشكالية الأنظمة ........)))منصف المرزوقي ..الأستقلال الثانى .

هكذا خانة الأنتليجينسيا السودانية استقلال السودان و السودنة و انشغلة بما طاب لها من الشعر العربى و الأفندوية ........ و هكذا ايضا ماثلة خيانة النخبة و التي عبر عن خيانتها بالفشل ..... و هكذا يخان الوطن في سلامه .


المراجع.
1. المسألة الحضارية , كيف نبتكر مستقبلنا في عالم متغير؟....... زكي الميلاد
2. المعقول و اللامعقول ..... ذكي نجيب محمود
3. افاق العصر.................جابر عصفور
4. صور المثقف...............أدوارد سعيد
5. الأستقلال الثاني ...........منصف المرزوقي

------------------------------------------------------------------------
عصام الدين محمود حسن [email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved