|  |  |  |  | 
 
  انها لمرحلة تاريخية دقيقة نعيشها اليوم تستدعى التوقف و التأمل و المراجعة لفكر السلام بعمليات العقل الواسع و التفكير الجمعي كعملية نسبية لا اطلاقية معيارها العقل المنتج لسؤال المستقبل( كحقل دراسى يؤسس قضايا السلام و فلسفته)  و الذى له خاصية الاتصال الذى يحقق التواصل مع كل طرفا فاعلا و مؤثرا فى حركتها و اتجاهاتها و صيرورتها ,ذلك لكوننا فاعلين و ليس منفعلين فقط قى لحظات الصعود التاريخى  . ذلك الجمع الذى ينشغل بالسلام الذى انجزه  وهو الطرف الفاعل و المؤثر فى حركته ,يعيشه و يمارسه كواقع ينظم على اساسه امكاناته و قدراته و الياته و نظمه و معاييره  , وهو يدرك ماهيته وفلسفته و مفاعيله و علائقه و مستقبلياته و استراتيجياته  التى تفضي الى لوازمه المرتبطة بالدوائر المتصلة به و المتاثرة به و المؤثرة فيه و التي يكتفى فيها الشأن السودانى بنفسه محافظا على قوميته و وحدته  .ذلك السلام الحتمي و المصيرى  الذى يولد النضوج الضرورى للفكر المتصل مع نبضات الواقع مستجيبا لاسألة المستقبل مبلورا أجوبته  المطلوبة على مستوى الفكر و الواقع و المصير  كمسار  لتراكم
فعل الممارسة والمعرفة التى تؤهله فى خوض التحديات الراهنة و المطروحه بالحاح داخل خطاباته و مفاهيمه و قضاياه  مشركا المضامين الفكرية و الثقافية و المعرفية فى توجيه حركة الراهن وصولا الى صياغة المستقبل (((ان حقب التحول التاريخى ,ومراحل التطورات و التغيرات التى تحدث انعطافات هامة فى مسيرة الانسان و المجتمع ,تصحبها و تزامنها دائما حركة اهتمام نوعى بحركة الفكر و القضايا الهامة و الكبرى التى تشغله ))) لكون استكشاف اهتمامات الفكر و مواضيعه يكون علائق عقلانية لطرح القضايا و تشخيصها و علاجها كحتمية تاريخية و التى  تنمو  نمو  المجتمع فى لحظات التغير و التبدل فارضة حضورها المائز على الثقافة  المبطلعة  لثنجز ما يخصها من مصيرية و حتمية مبدعة مستقبلا غير مكررا لاى عهد سابق ,لا بعثا و لا احياء  فى منظور مبداء الفعل الابتكارى المحقق بواسطة الانا الفاعلة على طرائقها المعتادة فى الادراك تستبدل بالثبات التغيير و بالجمود الحركة و بالتقليد الابتكار و بالاتباع و التعبية  الابتداع و الاستقلال  , تلك الذات الفاعلة العابرة من مرحلة لادراك الى مرحلة التفكير العقلى و رد  تجاربها الجزئية و خبراتها المفردة الى احكام عامة لتسوق مجموع المفاهيم و القيم المتداولة فى الحياة و نظام التفاضل الماثل بينها مع تفاعل الناس وفق ظروفهم و مستوياتهم لتلك المفاهيم التى لهم فيها تجربة و ممارسة يومية فى الالتزام بهذه المفاهيم و نظام علائقهم السائد فى اوساطهم المتباينة ,مكوننين وعيهم الاجتماعى الجمعي .اذ ان الوعى الاجتماعى ما هو الا ((جملة المقاهيم و الافكار و الثقافات التي توجه حركة افراد المجتمع , وهو وليد فهم الناس لتاريخهم و حاضرهم  و قيمهم العليا ))
ان تحقيق التفكير الواقعى لمرهون بالتواصل مع الواقع و مثوليته , و التواصل مع الواقع علي قاعدة من الوعي و الحصيلة المعرفية و الفكرية التي تؤاهل لبصيرة  محققه لبيان موقف تجاه الواقع و اسالة المستقبل .أن التواصل ايس هو فقط ملاحقة احداث الواقع و متابعة قضاياه  , وانما يتضمن المساهمة و المشاركة فى صنعه مع القصدية و البعد عن ردود الافعال . لتحقيق الشعور و الحضور الفعال الذى لا يخون الخطاب المنجز عن الواقع  ,ذلك الخطاب يدعو للتعامل مع الافكار و ممارستها مع خلق الظروف المؤاتية لذلك و هو الداعى لتطبيق بنودها و معاييرها على الواقع  , مع الاستفادة من الافكارو الرؤى و البصائر , التى تقوى العريمة و تنير الدرب و تبلور المقاصد .(((فالخطاب هو اللغة فى حالة فعل , و من حيث هي ممارسة تقتضي فاعلا , و تؤدي من الوظائف ما يقترن بتاكيد ادوار اجتماعية معرفية بعينها , او أن المجتمع حاصل جمع الخطابات المودجودة فيه (الخطابات التى ينتجها المجتمع بالقدر الذي تنتجه ......ميشيل فوكو   .... و أن اية نظرية  عن الخطاب بعامة تتضمن نظرية عن المجتمع بالضرورة .مع المعرفة , ذلك التلازم الذى حدده فوكو فوكو عى عبارته الشهيرة التى تؤكد أنه لا توجد علاقات لا تقوم نتأسيس ما يلزم عنها من خطاب معرفي , و لا توجد معرفة لا تفترض علاقات قوة تتأسس بها .)))افاق العصر,جابر عصفور .
   ان يكون الخطاب نسقا نظريا متكاملا يعبر عن الواقع الماثل باحداثه و تحولاته , بايجابياته و سلبياته  ,بانجازاته و اخفاقاته  . وهو  حامل فكر ذلك الواقع , ذلك الواقع المدرك بواسطة ذلك الفكر المكون بموضوعية  , أذ أن الموضوعية ما هي الا ((((حالة التصور الذهنى و قد تمثل صياغة معينة تجعله فى ادراكات الاخرين . و الموضوعية كمفهوم  معرفى هى ضمان صحة  كل علم , فهي التي تؤأسس كل معرفة علمية خارج تغييرات احاسيسنا و تخيلاتنا الفردية , فنجعل المعلوم مجردا مقاما علي قوانيين ثابته معترف بصلاحيتها من طرف الجميع )))) المفاهيم و الالفاظالفلسفة الحديثة .ان((( الموضوعية لا تعني غباب او ضعف الالتزام الايديولوجي . فلايديولوجيا ليست حجابا يمنع رؤية الواقع , بل انها تحفظ العقل لتقويم الواقع ,عبر العلم و العمل ,منسجما و القيم الكبري في الايديولوجية )))الفكر الاسلامى المعاصرمحمد محفوظ .
    نعم . أن المنظومة الفكرية لجملة مبادئ و خيارات  و هى ليست بمنفصلة عن الواقع و لا يمكن قرأتها بمعزل عن تاريخيتها و ظرفيتها و انيتها المولدة لها و الظروف الموضوعية التى انتجتها . أن مبدأ التراكم المعرفى و الفكرى  لا ينفي امكانية العناية بتاريخ الافكار و الفكر و نظرياته . وهذه افضل وسيلة لوضع و صياغة اسئالة و أجوبة المستقبل .
  و لكى نؤسس فكر جمعى يستلهم من البصائر المنسجمة و متطلبات المواجهة ,فتطوير الفكر و الافكار هو الاشتغال عليهما و فحصهما و مسألتهما باستمرار علي ضوء التطورات و التحولات الماثلة , فالانسان في حالة دائمة تحتاج لفحص افكاره  و اعادة صياغتها و قرأتها .  و ذلك يتأتي بالحرص و الالحاح و تفعيل التواصل و حماية الافكار من التراجع لصالح النزعات الشخصية و الفردية و المصلحية او لمركز يعلو علي اطراف أو النزعات الأستحواذية التي تلغي الحوار الفاعل أو تستبدل بالحوار الهيمنة القمعية لمركز يتجسد به المدارية المغلقة للزعيم الاوحد . و يتاتي ايضا بتحويل المشهد الفكري  والثقافي و السياسي الي مشهد حواري , و ذلك وفق الاتي
1.	توفير مساحات سياسية و ثقافية و أجتماعية , لتبادل الاراء و الأفكار بانسياب , لخلق الظروف و التقاليد الضرورية لأعادة التوازن للعلاقة بين الأفكار و الأشخاص .
2.  العمل المستديم لأيجاد مسافة نقدية , بين عالم الأفكار و الأشخاص , حتي لا تطغئ النوازع الفردية و الحزبية .
3.	ضرورة احداث نقلة نوعية في الحياة الثقافبة و الفكرية .
 
((ان دور المثقف الديمقراطي اليوم , و أمام أزمة الانظمة العربية ليس في الأنتصار لهذه الأيديولوجيا  أو تلك , و انما في التنبيه الدائم الي اشكالية الأنظمة ........)))منصف المرزوقي ..الأستقلال الثانى .
هكذا خانة الأنتليجينسيا السودانية استقلال السودان و السودنة و انشغلة بما طاب لها من الشعر العربى و الأفندوية ........ و هكذا ايضا ماثلة خيانة النخبة و التي عبر عن خيانتها بالفشل ..... و هكذا يخان الوطن في سلامه .
المراجع.
1.	المسألة الحضارية , كيف نبتكر مستقبلنا في عالم متغير؟....... زكي الميلاد
2.	المعقول و اللامعقول ..... ذكي نجيب محمود
3.	افاق العصر.................جابر عصفور
4.	صور المثقف...............أدوارد سعيد
5.	الأستقلال الثاني ...........منصف المرزوقي
------------------------------------------------------------------------
   عصام الدين محمود حسن      [email protected]