Abubaker_daldoum @yahoo.com
كان من الطبيعي أن تهتز جبال النوبة وسط التهميش القادم من الشمال ، وهب بموجبة الرجال والنساء وكل آهل أقليم جبال التوبة لمحاربة التهميش ووضعوا اللبنات الأولى مع رفقائهم فى الحركة الشعبية والجيش الشعبي وشاركوا فى تأسيسها وصمدوا صمود الجبال العاتية خلف رأي النضال ولم تهزهم أنشقاقات و اختراقات الطبقة الحاكمة فى الشمال للحركة.
وهب بالأمس رياح السلام … وسكت بموجبة الجبال .. وساد الهدؤ من جلالات الحرب … وتملق الجميع إلي طاولة نيفاشا بعد آن فوضوا أبنائهم وهم الحركة الشعبية والجيش الشعبي وسط جمع غفير لأول مرة تشهدة أقليم جبال النوبة فى كاودا الأولى … وجلس الفرقاء و اشتد المناطحة اشده حول أحقية جبال النوبة . وتعصب الكل فى رأيه بان ( جنوب كردفان) يتبع للشمال ( رأى الخصم) . وقلنا نحن فى الحركة الشعبية بأن أقليم جبال النوبة هي من الأقاليم الخمسة التابعة للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان . وشد كل واحد حبله المتين إلية وزادت الفجوات والمتناقضات وتباعدت المسافات حتى توسط المجتمع الدولي وتدخل الشركاء واحتكم صوت العقل عليهم وأتفق الجميع فى البنود الواردة بالمناطق ، وخاصة جبال النوبة وأهمها أعاده غرب كردفان إلي الإقليم ومنح السلطات للحركة بجبال النوبة مع التمتع بلحكم الذاتي المتمثلة فى إحدى عشر مكتب تنفيذي وبرلمان تشريعي ينكون من أربعة وخمسون عضوا برلمانيا تقريبا ، وجاء التوزيع30 عضو للحكومة مقابل 24 عضو برلماني للحركة بمعدل 45% من قسمة السلطة .
وهكذا نلخص القول بأن حصاد العشرين سنة من النضال المسلح فى الأحراش وسواتر الجبال قد تحقق ، بالإضافة إلي الاستفتاء الشعبي عبر البرلمان موازيا لحق تقرير المصير بالجنوب ، فضلا عن تواجد قوات ( الحركة الشعبية) وصناديق التعمير وغيرها من الاتفاقيات المبرمة للتذكير لا للحصر.
وبعد انتهاء وتوقيع برتوكولات السلام قام رئيس الحركة الشعبية وقائدها الرفيق الدكتور / جوه قرنق على رأس اكبر وفد عر فتة الحركة بالطواف ميدانيا على أقاليم الحركة الخمسة . وفى جبال النوبة تحديدا بكى القائد من شدة الفرحة فى لقاء جماهيري غير مسبوق تحسس منهم الصدق والأمانة والإصرار والعزيمة للوقوف خلفه . ورقص مع الفرق الشعبية ملاحم تراثية تعبيرا للصدق والحب والوحدة لأقليم جبال النوبة وخاطبهم قائلا بأن النوبة قد دخلوا التاريخ من أوسع أبوابها ، وأن النسب المئوية المحققة اليوم عبر نيفاشا لم يحقق منها م قبل حتى 1% , وأكد بأنها هي ضربة البداية والمشوار سيطول لنهايته ورباط الأحزمة هى المصير.
وهنا يقودني حقيقة المقارنة بأن الجنوبيون باتوا 90% من الحركة الشعبية وبقى منهم القليل من ذوى المصالح والمطامح المألوفة من الشمال للجرى وراء الحركة الشعبية وتفعيل الحوار الجنوبي الجنوبي للبحث عن أين موقعهم بعد أن سحبت كل هذه الأوراق والسلطات من بساط الشمال ، متسائلين ما هو مصيرهم بعد كل تلك الولاء المطلق للشمال . و أن قانون نيفاشا جاء فارضا للعودة لأن الكل تتنزل إليه السلطات والثروة عبر الإقليم . هذا هو مفهوم الحوار الجنوبي الجنوبي . وأن الحركة سوف كن تتركهم بل ستعاملهم بكل شرف و أمانة لانهم مواطنون لهم حق المواطنة وحق تقليد المناصب. ولكن المفهوم العام وأيدلوجيات الحركة هى السائدة لأنها الأغلبية المطلقة وهذا سيعاد ( الفالح والطالح ) لحكم الأكثرية لأن الديمقراطية شوره الأغلبية.
ولكن الحقيقة أن الوضع تختلف هنا فى جبال النوبة ويتعقد اكثر فى نظري إن لم نعى الدرس تماما ولم نتفهم بنود الاتفاق لأن النسبة هنا يختلف عن الجنوب ب45% . وان آل( 55% ) تسيطر عليها حكومة الشمال. أي أعنى الضرب تحت الحزام هنا مباح .ويطبق فن الممكن كذلك وأن تكيل المزايدات واعتباطية الخطب السياسية بأشكالها التقليدية راميا بظلالها على ثقافات وحضارات وموروثات دخيلة نريد آن نتناساها فى المرحل القادمة لأنها كانت سببا من أسباب قيام الثورة، ومن هنا نبدأ عن اختلال ميزان القوى والسعى لأرجاح الكف لنرتقى بها إلي مستوى مفهوم الحركة الشعبية واطروحاتة والعودة إلي الجذور .و خاصة وأننا على علم تام بأن الولادة هنا قيصرية و المعادلة صعبة المراس فى ظل الشراكة غير النزيهة لأن شعب جبال النوبة شعب لا يعرف الخديعة واللعب تحت المعدل ، بل يعرف الصدق والمسامحة و الحب الحقيقي والطيبة بلا حدود ويمنح الثقة بلا تفويض مقابل شيك حاكم متخصص بالخديعة ويعريف ويحسب المصالح والمطامح لا سواها ، ويجيد تفتيت الشعوب والقبائل والأعراق. ودربت على تنظيم الخلايا لتنفيذ الخطط الدقيقة دون أخطاء و استرجاع الكور إلي ملاعب الخصم . آي هو خصم متمرس للمصائب ويعرف من أين تؤكل المكتوف .ولا يعرف معنى التسامح والمحبة والسلام وأدمنت بذلك هذا المنهاج الدخيل على الشعب السوداني الطيب والكريم .
من هنا أعتقد أننا لسنا فى حوجة الحوار النوبي النوبي على غرار الجنوبي الجنوبي بل حوارنا يختلف تماما وهى آن نتحلى بالشجاعة والحماس والحب الحقيقي لكل أبناء الجبال وان نجتهد جميعا مهما كانت توجهاتنا وانتماءاتنا الحزبية والفكرية وأن نقل بصوت واحد ( جبال النوبة خط أحمر) هذا هو عنوان حوارنا القادم فى كاودا . وأن الوحدة والعودة إلى الإقليم هى أولى بنود الحوار إذا وضعنا فى الاعتبار أن تقسيم السلطة تتنزل بحكم التعداد السكاني لكل إقليم . وأن نعى الدرس تماما بأن من أتت بهم حكومة الخرطوم من أبنائنا إلى السلطة التشريعية أو التنفيذية بجبال النوبة نثق بهم تماما . ولا نرضى بان تكون النعمة هى النغمة ، لان حكومة الأنقاذ ليست باقية لأبد ولكن جبال النوبة كما هو الحال باقي آبى يوم القيامة . ومن هنا جاء فكرة رفيقي وزميلي الكاتب القدير ( يوهانس موسى فوك ) حول موضوع ( النوبة مع الشمال أم مع الجنوب ) وقصد بهذا المقال الصحوة بالمعنى الصحيح لا الرقاد الهجين . وأعنى بصراحة أن نتحد جميعا فى حراك عقارب الساعة إلى الأمام لا إلي الوراء للمربع الأول لتهتز أركان جبال النوبة مرة ثانية.
تشابكوا جميعا يدا بيد يا شعب جبال النوبة وتصافحوا وتسامحوا وقولوا ( الوحدة وييى .......!!! جبال النوبة خط أحمر وييى .....!!! )
ولنا عودة إن شاء الله .
7.4.2005 ف