مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الحرية والخبز معا! بقلم هاشم كرار

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/1/2005 2:02 م


الحرية والخبز معا!
هاشم كرار

سقطت «الشيوعية»‚‚ وستسقط «الرأسمالية»‚‚ والسبب في الحالتين غياب «العدالة»: العدالة السياسية‚ في النظام الشيوعي‚ والعدالة الاجتماعية‚ في النظام الرأسمالي‚
العدالة السياسية‚ هي الديمقراطية‚
والعدالة الاجتماعية‚ هي الاشتراكية‚
النظريتان: الشيوعية والرأسمالية‚ هما نتاج العقل الانساني‚ فهل يستطيع هذا العقل ان يتفتق عن نظرية «ثالثة»‚ بعد سقوط النظرية الثانية؟
ذلك سؤال‚ مطروح امام العقل الانساني‚ وكان قد طرحه‚ واجاب عنه باستفاضة المفكر الاسلامي السوداني محمود محمد طه الذي قتله الإمام هزيل الدين‚ جعفر نميري‚ في الثمانينيات‚ بتهمة الردة‚
محمود‚ قال بسقوط «الشيوعية»‚ قبل وقت طويل‚ من وضع غورباتشوف آخر لبنة‚ في صرح انهيار دولتها الكبرى: الاتحاد السوفياتي‚
وقال بسقوط «الرأسمالية»‚ حتى قبل ان تبدأ دولتها الكبرى «اميركا» في السقوط‚‚ وعادة ما يبدأ السقوط بالسقوط الاخلاقي!
محمود اعمل فكر: المجتمع « الانساني»‚ مثل الطائر‚ لا يمكن ان يحلق الا بجناحين‚ وما جناحا هذا المجتمع الا الديمقراطية في معناها «المزدوج»: العدالة السياسية‚‚ والعدالة الاجتماعية‚
العقل الانساني‚ عقل «عاجز»‚ بالمقارنة مع «العقل الكلي»‚‚ ومن هنا‚ مهما حاول هذا العقل الاول‚ ان يقدم «الحل»‚ فانه يبقى عاجزا‚‚ ويبقى في النهاية الحل في مسك ختام الديانات السماوية: الاسلام‚ ذلك الذي «يوفق بين حاجة الفرد الى الحرية المطلقة‚ وبين حاجته الى العدالة الاجتماعية الشاملة»‚
الاسلام «في اصوله»‚ الديمقراطية‚‚ وفي اصوله الاشتراكية «الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار»‚
ذلك ما يراه ذلك المفكر السوداني‚ وكان يقول باستمرار «دونكم القرآن»‚ لتكتشفوا ألا حل لازمة انسان هذا الكوكب‚‚ هذا الانسان الذكي جدا‚ والمعقد جدا‚‚ ازمته مع العدالة السياسية‚ والعدالة الاجتماعية‚ الا في الاسلام‚ في مستوى السُنة‚
استذكر الآن‚ هذا الطرح‚ وأنا اتساءل: هل يمكن ان يكون «الحل» بكل هذا الاحتقان ـ ليس في العالم العربي فقط ـ وانما في العالم كله‚ هو في «الديمقراطية» سواء كانت هذه الديمقراطية جاءت على متن دبابة اميركية‚ او «نبعت من الداخل»؟
العدالة السياسية‚ وحدها‚ ليست هي الحل‚ ودوننا ما تشهده المجتمعات الغربية الآن من ثورات ضد «العولمة الرأسمالية»‚ تماما مثلما لم تكن العدالة الاجتماعية هي الحل‚ في المجتمعات الشرقية‚ التي حطمت الجدار‚ والقبضة الحديدية‚
اذن‚ «العفريت» الذي انطلق من قمقمه الآن في الوطن العربي‚ تحديدا ـ او يحاول ان ينطلق ـ مطالبا بالعدالة السياسية «الديمقراطية»‚ لن يعود الى «القمقم» متى ما استجيب لمطلبه طوعا او كرها‚‚ ستتحول المطالبة‚ الى المطالبة بالعدالة الاجتماعية «الاشتراكية»!
هذه المنطقة ـ بل العالم كله ـ سيظل يغلي‚ ويغلي‚‚ وسيحدث الانفجار بسقوط «النظرية الثانية»‚‚ ولن يهدأ العالم كله‚ ويحلّق إلا حين يكتسب انسانه الجناحين الرائعين: جناح الحرية الفردية‚ وجناح العدالة الاجتماعية‚
الحل في الاسلام‚
ولكن السؤال: اي اسلام؟
افتحوا الكتاب المبين بإحسان‚‚
وتأدبوا‚‚‚ تأدبوا بأدب الآية «واتقوا الله‚ ويعلمكم الله»‚

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved